بخصوص المحاضرات و الامتحان
ملخص وجيز لمحاضرات الآداب العالمية
السنة الثانية ليسانس نقد
تضمن هذه الوحدة عرضا موجزا لتطور الآداب الأوروبية، من أدب اليونان القديم إلى الأدب اللاتيني، إلى آداب العصور الوسطى، وذلك بالتوقف عند بعض القمم الأدبية الأكثر تمثيلا لعصرنا، مع محاولة استجلاء بعض خصائص هذه القمم من الناحية الفنية، وتفسير مسألة خلودها حتى عصرنا هذا مثل هوميروس، وفرجيل، ودانتي... وغيرهم.
1-الأدب اليوناني القديم:
ما إن يذكر الأدب اليوناني حتى تبرز إلى الذهن ألوان ثلاثية ممتعة من الأدب:الأساطير/ الملاحم/ المسرح. واتسمت هذه الألوان الأدبية اليونانية الثلاثة بسمات خاصة دالة عليه:
-أنه أدب إنساني يعالج مشكلات الإنسان في تجربته الحياتية مع غيره من الناس ومع آلهته.
- يتجه اتجاها نفسيا للكشف عن خفايا النفس البشرية.
- أنه خصب الخيال، يعتمد على التشخيص الناجم عن تصوير وجود الأرواح في عناصر الطبيعة، مما يجعل العنصر الدرامي فيه شديد التجلي.
-أدب متناسق، يتسم بالانسجام والتناغم، معبرا عن الذوق الغني في مجال الصنعة الأدبية.1
-الميثولوجيا (Mythology):مكونة من شقين ميثو مستمدة من الكلمة الإغريقية Mutho وتعني أسطورة أو حكاية تقليدية تخص الآلهة والأبطال. أما كلمة Logyفمعناها علم Mythology=علم الأساطير، وبالفرنسية Mythologie ، أي هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة وتفسير الأساطير خاصة المتصلة بالآلهة والأبطال الخرافيين كما تشير إلى مجموع الأساطير التي تخص شعبا ما.
تعود نشأة الأسطورة إلى عجز العقل البشري في مراحله الأولى عن إيجاد تفسير لبعض الظواهر الطبيعية الغامضة التي اتسمت بها البيئة اليونانية في تنوعها وتعددها. مما أكسب الإغريق النظرة الدرامية للتعدد والتنوع والذي نجم عنه ذلك التضاد المدهش في تفكيره، أوجد لديه استعدادا للفكر الفلسفي الجدلي والذي مثله كل من سقراط وأفلاطون وأرسطو، فأخرج للعالم أروع الأساطير، تقوم عليها مجموعة كبيرة من الآلهة، حيث أوكلوا لكل ظاهرة طبيعية أو مهنة أو فن إلها فأوجدوا إله المطر،وإله البحار، وإله النار، وآلهة الحب والجمال، وربات الفنون، وآلهة الحرب وغيرها... وكان لكل إله أسطورة تشرح سبب وجوده في حياة المدينة، وتفسر الطقوس التي تقام تكريما له وتدور أساطير اليونان عموما حول الإنسان، والطبيعة والآلهة، ويهدف إلى تصوير العلاقة بين هذه العناصر وحل ما ينجم عن تفاعلها من مشكلات، وتلجأ الأسطورة إلى حلول خيالية ميتافيزيقية، وهذا يتماشى مع المرحلة الاجتماعية التي نشأت فيها الأساطير، كانت الأساطير عقيدة اليونانيين وفلسفتهم وآدابهم وظل الناس يخلقون الآلهة والأساطير إلى آخر أيام الحضارة اليونانية. وكان العقل اليوناني يهدف من وراء هذه الأساطير ، تبسيط مظاهر الكون وتجسيم قوى الطبيعة وتيسير فهمها، وإعطاء الشكل المادي للمعنويات، ولذلك جاءت هذه الأساطير في صور رمزية واضحة، سهلة في متناول الفكر العادي. 2
أنواع الأساطير:
لقد صنفت الأساطير حديثا (عند نبيلة إبراهيم) الأسطورة الكونية( الطقوسية)/ التعليلية/ الحضارية/ الرمزية/ أسطورة البطل المؤله.
اذا فالأساطير ظاهرة مشتركة لدى جميع الأمم في مراحل نموها الأولى، فهي تعبير تلقائي عن لقاء الإنسان بالطبيعة، تحمل في طياتها بذور الفكر الدرامي ومن الخطأ اعتبارها قصصا ساذجة ، بل تتضمن لغزا فلسفيا عميقا وفكرا متأملا، وكانت هذه الأساطير منبعا لا ينضب نهل منه كتاب الإغريق مادة خاما صاغوا منها فلسفتهم وآدابهم الخالدة وما وصل إليه المسرح الإغريقي القديم من نجاح إنما يعود إلى ذلك الفكر الدرامي الكامن في أساطيرهم، حيث أصبحت الميثولوجيا اليونانية جزءا لا يتجزأ من الأدب الأوروبي الحديث وحتى العربي ولاسيما الشعر"إذ يصعب فهم جزء كبير منه دون الإلمام بالأسطورة اليونانية" مثلما هوالحال مع السياب/ أدونيس/ عبد الصبور...
2-الملاحم(الملحمة) Epic /Epique (Epésالمصطلح اليوناني)
التعريف اللغوي للملحمة:هي الموقعة العظيمة القتل في الحرب، ومنها تلاحم القوم أي تقاتلوا، ويدل مصدرها على معنى الإلحام ، ويقال قصيدة ملحمة أي محكمة ومترابطة.
أما تعريفها كفن أدبي: فهي قصيدة قومية شعرية بطولية خارقة
-الملحمة قصة: أي سرد لحوادث متشعبة لها أساس تاريخي ويمتزج فيها الحقيقي بالمتخيل و لذلك قيل عنها "الملحمة هي التاريخ على أعتاب الأسطورة" وهي غير مقيدة بوحدة الزمان والمكان مثل المسرحية، ولكنها تستوجب وحدة الموضوع، ولها عناصر القصة (المقدمة والعقدة والنهاية) .
أهم الملاحم اليونانية:
أ-الإلياذة:L’éliade: وتعني كلمة إلياذة ملحمة إليون عاصمة مدينة طروادة وهي إحدى ممالك آسيا الصغرى، ملكها " بريام". وتروى أحداث السنة العاشرة (من حرب طروادة 1200/1100 ق.م) وتتضمن 24 كتابا أو فصلا في نحو 16 ألف بيت، وكان الشعراء الملحميون والجوالون يرددون على قتياراتهم أناشيد وأغاني وتراتيل تصف هذه الحرب وأبطالها، ويضاف اليها جيل بعد جيل *حتى جاء هوميروس فأبدع في إعادة صياغتها وخلقها بما هي عليه الان في القرن (9 ق.م) أو (850/750 ق.م)وجمعت ونقحت بعد قرن من وفاته من طرف الطاغية الاثيني بيسيستراتوسpisistrate 3
ب- الأوديسةodyssé :تروي في 12 ألف بيت من الشعر (24 نشيد) مغامرات يولسييز (أوديسيوس) وسميت بدلك نسبة إلى بطلها4.
3/المصطلح الإغريقي:ظهور المسرح عند الإغريق ارتبط بالقرن 4 -5 ق.م وهو العصر الذهبي لأثينا، لأنها عرفت في هذه الفترة على المستوى الإبداعي إنتاج أرقي المسرحيات، وارتبط المسرح في أصوله بعبادة الاله باخوس (ديونيسوس) فكلمة كوميديا اشتقت من كلمت komos أي الاغنية الماجنة أو أغنية جماعة باخوس المعربدين، أما التراجيديا اشتقت من كلمة أغنية الماعز (tragédie) أو نسبة إلى الساتيرو ى (جوقة الديثورامبيوس) المتنكرين بجلود الماعز .تعد إذا الأغنية الديونيسيسة (satyroi) الجماعية من أهم عوامل ظهور فن الدراما بفروعها الثلاث: الكوميديا و التراجيديا والمسرحية الساتيرية5
- أهم شعراء ومجديدي المسرح الإغريقي:
1- اسخيليوس: أبو التراجيديا /أهم مؤلفاته :ثلاثية الأوريستيا وتتكون من ثلاث مسرحيات أغاممنون/ حاملات القرابين/الصافحات أو الضارعات) تركز على مبدأ اللعنة المتواترة (الجريمة والعقاب).
2- سوفوكليس: أهم مؤلفاته :أنثيجونا /الكترا/ أوديس ملكأ....ولقد عاش في المرحلة الذهبية للأدب الإغريقي ؛ مرحلة النضج والكمال .
3- يوربيديس: اتهم بتمزيق الفن التراجيدي الأصيل/ أهم أعماله: ميدية/ هيبوليت متوجا /الترواديات/ هيلانة / اندروماك/ الفينيقيات/
4- أريستوفانيس: أعظم كتاب الملهاة اليونانية أهم أعماله: البابليون /الغيوم أو السحب/ الضفادع/ الطيور/ أعياد ديميتر /جمعية النساء... 6
•
المحاضرة الثانية: الأدب اللاتيني (700 ق م- 500م)
لمحة عن الأدب اللاتيني: نشأت روما خلال القرن ( السابع ق.م) ثم اكتسحت شمال أوروبا وغربها (فرنسا وبريطانيا ) ثم حوض البحر الأبيض المتوسط في (100ق.م) أي القرن الأول قبل الميلاد وكانت لغة القوة هي اللغة الأساسية التي اعتمدها الرومان وانتهى تاريخهم في القرن الخامس ميلادي بسقوط روما على يد البرابرة .
لقد عكس أدبهم حياتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية ، وكانوا عالة على الفلسفة اليونانية، والاتجاه الفاسفي الوحيد الذي يستحق الذكر هو ( لأفلاطونية الحديثة ) ،وأمامه هو أفلوطين الأسكندري (203-269م)متخطيا أفلاطون فقط في تأثره بالأفكار الدينية والمسيحية المعاصرة له كما قلدوا أيضا صور الأدب اليوناني وفنونه وأبرزه الشعر المسرحي وكانوا أشد إقبالا على الملهاة ، ونظموا الشعر بفنونه المختلفة كالشعر الفلسفي والتأملي وشعر الحب والوجدان وأفاضوا في وصف مشاهد الفجور والملذات ونظموا كذلك أشعار السخرية وأبدعوا فيها ، وكان ذلك كله تعبيرا عن النزعة الحسية المادية التي سادت الحياة الرومانية1.
• الشعــــــــر الأليجــــي:
ومن أبرز شعراء هذا النوع من الشعر، الشاعر (أوفيد) (43 ق.م- 17 أو 18 م) ، ويعد أكثر شعراء ( الشعر الأليجي) إبداعا وهو نمط من الشعر الذاتي ، وله نظام خاص في بناء القصيدة وأوزانها ، وكان تأثيره قويا على شعراء عصر النهضة في ايطاليا ، وكذلك على شكسبير ومعاصريه ومن تبعهم من شعراء القرن 18 و19 م ومن أهم كتبه النثرية:مسخ الكائنات (ميتو مورفوزيس).
• الشعر الملحمي : لقد أحدث فرجيل تحولا عميقا في عالم الشعر اللاتيني (70-19 ق.م) وذلك بعد أن نظم أناشيد الرعاة العشرة وأشعار الحقول في أربعة كتب.و نظم ملحمة اللاتينية القومية الكبرى ( الإنيادة ) ، مستهدفا تمجيد الشعب الروماني والإشادة بالإمبراطور أغسطس ممثل العظمة الرومانية في عصره موضوعها : بنيت الإنيادة على أسطورة شعبية ليس لها سند من التاريخ تقول أن الأمة الرومانية سليلة الطروادين الذين قصدوا روما بعد سقوط مدينتهم على يد اليونان وأن أغسطس ينحدر من صلب قائد الطرواديين إينياس (إنياد) هدفها إضافة هالة من المجد اليوناني على الشعب اللاتيني وحضارته وتقع في 12 كتابا (1896 بيتا)نصفها الأول يدور حول الحرب والبطولات محاكاة للإلياذة ونصفها الثاني يصف المغامرات والتجوال على نمط ( الأوديسة) 2
• خصائصها الفنية هي فن شعري بطولي / فن قصصي يجتمع فيها الحب والحرب / مزجت بين قوى الآلهة والقوى البشرية / روعة اللغة وجمالها / اعتمدت الوصف والحوار / الوحدة العضوية / كلها حول إينياس /ووحدة الزمان والمكان / الفخامة الأسلوبية وروعة الصناعة البيانية
الخطابة:
ويمثلها المؤرخ والخطيب والفيلسوف والناقد شيشرون امتد تأثيره 16 قرنا بعد وفاته ظلت بلاغته نموذجا يحتذى بها في أوربا في القرن 18 واتسم أدبه بالنزوع إلى جمال الشكل وكان المثل الأعلى عندهم هو كمال التعبير وإتقان الأسلوب إذ اعتبرت البلاغة أرقى مرتبة في سلم الأخلاق ولقد ارتبط النثر اللاتيني ولاسيما الخطابة بالقضايا السياسية.3
الخلاصة : لقد بلغ الأدب الروماني في عصره الذهبي (100 ق م -14 م)ويسمى كذلك بالعصر الاغوسطيني وفيه ظهر عمالقة الأدب اللاتيني مثل فرجيل / هوراس/ أوفيد وفيه تألقت اللغة اللاتينية وظلت لغة العلم والثقافة والدين في أوروبا حتى مطلع الأزمنة الحديثة.
•
المحاضرة الثالثة: الآداب الغربية القديمة:
الآداب الأوروبية في العصور الوسطى:
تمهيد: مع إطلالة القرن(5م) كانت المسيحية قد انتشرت في أنحاء أوربا معلنة على ابتداء مرحلة فكرية جديدة، وقسم المؤرخون هذه الحقبة إلى مرحلتين:1
المرحلة الأولى: امتدت إلى غاية القرن 10م) بعد الميلاد وسميت هذه المرحلة بعصر أباء الكنيسة حيث سيطر رجال الدين فيها على الفكر والفلسفة ولم يبرز فيها من المفكرين سوى القديس أوغسطين(354م/430م) وكان إمام المسيحيين وأستاذهم، وتميز بمنحاه الديني المباشر، وكانت حملات الاضطهاد الديني وسيلة لتقويم الفكر(محاكم التفتيش)
المرحلة الثانية: امتدت إلى غاية 1500م أي حتى بدء عصر النهضة واصطلح على هذه المرحلة ب "العصر المدرسي"، وذلك لظهور مسائل فلسفية كثيرة تتصل بجوهر الإيمان المسيحي، شغلت الفلاسفة المدرسين وأبعدت الناس عن الإبداع، بدأ في مطلع القرن 11 م انحصار السلطة المطلقة لأباء الكنيسة فأتيح للأوروبيين الاتصال بالتراث الفكري اليوناني، واحتكاكهم بالحضارة العربية المزدهرة في الأندلس آنذاك وكانت من أهم العوامل التي أسهمت في كسر طوق العزلة الفكرية والأدبية من حولهم، وانتشرت في هذه الفترة أراء أفلاطون، ثم أرسطو، مستعينين بترجمات العرب وشروحاتهم، متخذين منها دعامة لتأييد العقيدة المسيحية وأبرزهم ( توماس الأكويني 1226/1274م)، واعتمد خصومه اعتمادا شديدا على أراء ابن رشد، حيث كانت مدرسة فلسفية في باريس عرفت بالرشدية
الأدب في الفترة الأولى: 500م-1000م رافق الاضطراب السياسي والاجتماعي في العصور المظلمة هيمنة) مباشرة للكنيسة في شؤون الفكر والأدب لتفادي ذلك مع عوامل أخرى إلى ضآلة الإنتاج الأدبي ذي الاتجاه الكلاسيكي، وظلت اللاتينية كما في العصر الروماني، لغة الأدب والسياسة، وعلى الرغم من أن هذه الفترة شهدت بدء نشوء اللغات المحلية وتبلورها، فإنها لم تسجل وجودا أدبيا ذا شأن حتى نهاية المرحلة، وكانت بواكر أدب هذه اللغات الناشئة شفوية، ولم يتم تسجيلها إلا بعدر زمن.
• أقسام أدب العصور الوسطى: قسم على أساس الجنس واللغة إلى قسمين: 2
• أدب الشمال الجرماني: ويشمل الأدب الانجليزي والأدب الأسكندنافي.
• أدب أوربا الجنوبية والغربية: ويشمل الآداب الكلتية والفرنسية والإسبانية والإيطالية.
وتتألف معظمها من قصص و ملاحم وأساطير و أغاني تدور حول حياة الفروسية وتجمع بين الإبداع في الحب والحرب معا، وتنقسم إلى مجموعات، تدور كل مجموعة حول بطولات ومغامرات، متمركزة حول شخصية ملكية أوربية بارزة في التاريخ أو الأسطورة، فهناك مجموعة محورها الإسكندر الأكبر *وأخرى محورها يوليوس قيصر **وثالثة محورها شارلمان***.
وتتشابه في مفهومها البطولي كتصدي البطل لتنين أسطوري مرعب، أو نجدة مجموعة من الحسان بدافع الشهامة ،أو يتحول في طلب الأشرار والمذنبين ليقتص منهم، ورفع لواء الفضيلة والأخلاق( وهذه المثل التي حركت دون كشوف فيما بعد والتي بدت في نظر الناس حماقات بعد أن اندثر نظام الحياة الذي انبثقت منه).
• النماذج الأدبية لهذه الفترة: كانت اللغة الانجليزية أكثر حظا من سائر اللغات الشعبية، فوصلتنا بها بعض الملاحم الشعرية منها:
• ملحمة بيوولوف(700م): وهي ملحمة اسكندنافية جلبها الغزاة الانجليز معهم من الدانمارك والنرويج، وتدور حول تنين مخيف يهدد ملك الدانمارك في قصره، فيتصدى له البطل بيوولف مع أصحابه فيقتله ثم صراع آخر مع أم التنين المنتقمة، فيقتلها، ثم يتسلم بعد ذلك عرش الدانمارك.
- تمثل هذه الملحمة جانبا كبيرا من عقلية الشمال الأوربي في العصور المظلمة المؤمنة بوجود الكائنات الخرافية وتقدم صورة عن المجتمع في أحد البلاطات في ملبسهم ومأكلهم وتحذو حذو الملاحم الكلاسيكية في حجمها وموضوعها والإيمان بالقدر وتمهيد الشجاعة. 3
الأدب في الفترة الثانية:(1000م-1500م)، أهم ما يميز هذه الفترة بدء ظهور الآداب الأوربية كألمانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، واتخذ التطور الأدبي في هذه الفترة اتجاهين رئيسيين4:
1- الملاحم المسيحية(الدينية): لقد نشأت الملاحم المسيحية في العصور الوسطى من الصدام بين الشرق والغرب، ولاسيما منذ عهد الملك شارلمان(742-814م) حتى انتهاء الحروب الصليبية، ولقد أعطت هذه الصدمات لشعراء الملاحم مادة خصبة كإفتتانهم يوصف المعارك بين جيوش المسلمين وجيوش الصليبيين، والتغني بالبطولات والمآثر الخلقية والدينية والبطولية لقادة الفرنجة، وقد أكسبوهم قوة الأبطال الأسطوريين تأثرا بالأدب الإغريقي لدرجة يصعب معها تمييز الواقع من الخيال ومن أهمها:
• ملحمة رولاند: تعد من أقدم الملاحم المسيحية المعروفة في (القرن11م) وتتألف من (4 آلاف بيت) وملخصها:
* وهي تروي قصة ذات أصل تاريخي كان يغلب عليها الخيال المتجاوز للتاريخ والواقع التاريخي يروى أن والي مدينة سرقسطة، الأمير سليمان بن يقظان ابن العربي توج على حكم عبد الرحمن الداخل وأرسل إلى شرلمان يغريه باحتلال اسبانيا ووصلت جيوشه المدنية عام (778م) ليتفاجأ بمقتل الأمير الخائن وتنصيب أمير جديد مصمم على مقاتلة الغزاة، فيعود شرلمان منهزما، ومن خلال انسحابه تهاجم مؤخرة جيشه من طرف فلاحي غسقونيا المسيحيين، واستطاع عبد الرحمن الداخل إعادة السيطرة الأموية على شمال اسبانيا.
- لكن الملحمة ذهبت مذهبا متعصبا، مبرزة شارلمان بعد سبع سنوات من الحروب مسيطرا على شمال اسبانيا ماعدا مدينة سرقسطة التي استعصت عليه طويلا، ثم أرسل له أميرها عرضا للصلح فاستجاب شارلمان وأرسل ابن أخيه وأعز قواده "رولاند" للتفاوض بناء على نصيحة غانلون القائد الخائن والحاقد على رولاند فبعد إبرام معاهدة الصلح يعود شرلمان إلى فرنسا ويعهد بمؤخرة جيشه لرولاند، فيوقعه غانلون في كمين فيعود شرلمان لنجدته، فيقوم القائد الجريح لانتقام فيتولى على سرقسطة وشمال اسبانيا.
- خصائصها: يوجد فيها ما يوجد في ملاحم هومر وفرجيل، إلا أنها تستبدل الآلهة الوثنية بملائكة مسيحيين يكتفون بدور النصح والمؤازرة، وتعج الملحمة بالحقد على المسلمين و الدعوة إلى ذبحهم مرضاة للآلهة مما يفقدها عنصر النبل الإنساني تجاه الأعداء عكس هومر في تصوير شخصية هيكتور الطروادي.
- كان أثرها مدويا في العصر الوسيط، ثم اكتشاف مخطوطة لها في اكسفورد ترجع لسنة (1170م) 5، وتعتبر "هذه الأغنية أبرز أثر وأسمى تراث في الأدب الأوربي الذي بزغ فجره قبل (1080م) مؤذنا بطلوع شمس مدنية جديدة هي مدنية أوربا الغربية"6
• الكوميديا الإلهية (الملهاة الإلهية): والتي تعد خاتمة أدب العصور الوسطى وفاتحة الآداب الأوربية الحديثة، وهي واحة من تباشير عصر النهضة للشاعر الإيطالي دانتي اليغييري (1265-1321م) وتعد أعظم قصيدة أوربية في موضوع الخطيئة والتوبة والخلاص والثواب، وهي أشبه بموسوعة تضم معتقدات العصور الوسطى ومعارفها ومفهوماتها، وتتكون من ثلاثة أقسام الجحيم/المطهر/ الفردوس/ متأثرا فيها بقصص المعراج. وبمحي الدين ابن عربي في (رحلة إلى مملكة الله)، وهناك من يرى أنه تأثر أيضا برسالة الغفران لأبي العلاء المعري7.لم يأخذ دانتي عن"التراث الإسلامي المعالم العامة للفردوس فحسب بل أخذ عنه كثيرا من التفاصيل المحددة التي نجدها مبثوثة في كل مكان في الكوميديا الإلهية"8
2 . الشعر الغنائي (التروبادور): برز في نهاية ق 11 م وفي القرن 12 م الشعر الغنائي في جنوب فرنسا، أطلق عليه اسم الشعر البروفنسالي، كان جديدا شكلا وموضوعا، مما أدى إلى الاعتقاد بأنه نتج عن التمازج بين العرب والفرنجة في جنوب فرنسا وشمال اسبانيا ومن مظاهر الجدة، الافتتان بالموسيقى والقوافي ووفرة الخيال والتأنق الأدبي والعواطف الرومانسية الزائدة، تنشد مثلها الأعلى في السيدة لا في العذراء، مناقضة معتقدات الكنيسة، متأثرين بفن الموشحات في الشعر العربي بالأندلس، فالعرب لم يفتحوا عيون أوروبا خلال العصور الوسطى على الفكر والعلم فحسب بل أسهموا في بعث أفضل ما أنتجته أوروبا من الشعر في تلك العصور9.
وفي نهاية العصور الوسطى تنوعت الأشكال الأدبية فظهرت التمثيلية الخلقية والتمثيلية المعجزة والتمثيلية الملغزة، والقصائد القصصية الخيالية وفي نهاية هذه المرحلة ظهرت رائعة دانتي الخالدة (الملهاة الإلهية).
________________________________________
* الإسكندر الأكبر: إبن الملك فيليب الثاني المقدوني: تعلم على يدي الفيلسوف أرسطو،قتل أبوه 336 ق م،انتقم لأبيه ثم تولى زمام تاحكم.
** يوليوس قيصر: جنرال وقائد سياسي وكاتب روماني ولد (100ق م-44 ق م) أطلق على نفسه امبراطور وتولى الحكم (49 ق م)
***شرلمان: ملك الفرنجة في (768م- 800م)، أول امبراطور روماني مقدس،حكم امبراطوريته 768م – 800م. ويعد أعظم ملوكها
•
المحاضرة الرابعة: الأدب الروسي
تمهيد: إن العوامل السياسية والاجتماعية لم تسمح لروسيا بالإسهام في الثقافة العالمية حتى منتصف (ق 19 م)، أما قبل ذلك فكانت الآداب الروسية تحت رعاية الكنيسة المتحالفة مع الإقطاع والأباطرة، وكان الأدب يتألف من حكايات شعبية يختلط فيها التاريخ بالأسطورة،: روايات خيالية /مواعظ دينية/ كتب السيرة..
- وما أن أتت سنة (1820) حتى بدأ الأدب الروسي يدخل عصره الذهبي على يد بوشكين، ودامت هذه الفترة حتى وفاة تورغينيف 1883، وقد سيطر على العقدين الأوليين من هذه الفترة بوشكين وليرمنتوف، ثم ظهرت سنة 1842 قصة " أرواح ميتة" لغوغول معلنة ابتداء فترة الواقعية في القصة، وتعاقب على المسرح الأدبي بعد ذلك كتاب عباقرة مثل: تورغينيف ودوستويفسكي وتولستوي، أمدوا روسيا والعالم بأدب مبدع لم يعرف له مثيل من قبل أطلق عليه اسم "الروح الروسية" تمييزا عن الاتجاهات الأدبية الواقعية والطبيعية في أوروبا وخاصة فرنسا.
وكان المقام الأول في هذه الفترة للشعر والرواية وبعض القصص القصيرة والمذكرات والمسرحيات الجيدة.1
أهم أدباء القرن (19 م): 2
- غوغول (1809-1852): نشر مجلدين من القصص القصيرة عن الحياة الأوكرانية/ تمثيلية "المفتش العام": تتميز بالانتقاديه الساخرة/"قصة أرواح ميتة" /"المعطف" والتي يقول عنها دوستويفسكي: "إن القصة الروسية خرجت من معطف غوغول"
- دوستويفسكي (1821-1881): "قصة الإزدواج" 1846 وهي قصة كاتب فقد عقله نتيجة هوس مفاده أن كاتبا آخر اغتصب هويته وشخصيته/"ذكريات بين الموتى" مبنية على تجربته في سجن سيبيريا/"رواية سردابي" (رسائل من العالم السفلي)/"المقامر" (1866) ضد حمى القمار/"الجريمة والعقاب" (1866) التصوير الاجتماعي الواقعي للطبقة الوسطى، يشير فيها إلى أن الخلاص يأتي من خلال التجربة /"الأبله"/" الشياطين"/"الإخوة كارامازوف"(1881) (الأب كارامازوف وأبناؤه الأربعة، قتل الأب ثم الندم.
- ليوتولستوي (1868-1910): تأثر بروسو في فكرة طيبة الإنسان العادي (الفلاح)، ضد الطبقة الاستوقراطية ونفاقها، وتدور جل أعماله حول الفلاحين وطبقة النبلاء، وقد شهد له لينين بالقوة والصدق والصراحة المطلقة رواية "الحرب والسلام" حول غزو نابليون لروسيا، وتعتبر ملحمة روسيا القومية/ البعث/ أناكارنينا.
- مكسيم غوركي (1868- 1936): له رواية "الأم" (1906) تروي قصة العامل الثوري (بافل) يسكن مع والدته المسنة، عضوا في النشاط الثوري لجماعة من الاشتراكيين ويلقي القبض عليه وينفى إلى سبيريا، فتحل أمه مكانه في نشاطه الثوري وصنف لينين غوركي بأنه أكبر ممثلي الفن البروليتاري، وتعد رواية "الأم" تطبيقا منهجيا للواقعية الاشتراكية، رحل إلى ألمانيا إثر خلاف مع لينين.
كما نشر عدة مجموعات من القصص القصيرة أهمها: ستة وعشرون رجلا وفتاة/ مولد إنسان/ أما تمثيلياته: الطبقة الوسطى/ الأعماق الدنيا/ وسيرته الذاتية المؤلفة من 3 أجزاء: طفولتي/في العالم/ أيامي في الجامعة.
أهم أدباء القرن العشرين والايديولوجية الاشتراكية : 3
الواقعية الاشتراكية: وهي حصيلة النظرة الماركسية إلى الفن والأدب وهي حصيلة التجربة الأدبية المعاصرة لكتاب الاتحاد السوفياتي والأقطار الاشتراكية الأخرى في العالم وتقول الماركسية:"إن الوجود هو الذي يقرر الشعور" والإبداع الخيالي هو انعكاس للعالم الحقيقي الذي يعيش فيه المبدع، وأن الأسلوب المادي في الحياة هو الذي يقرر نهائيا الأسلوب الفكري، فالأدب يعبر عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية، فالمواقف المشتركة بين كتاب الواقعية الاشتراكية هو الالتزام بأهداف الطبقة العامة والنضال في سبيل تحقيق الاشتراكية.
إن ميادين الواقعية الاشتراكية لا تقتصر على الواقع الموضوعي فقط، بل تشتمل كذلك الفرد الإنسان ، ويصر المفكر جورج لوكاتش على دينامية الواقعية الاشتراكية وعلى تقدميتها المتجددة من حيث المضمون والشكل ضمن حدود الالتزام بالماركسية اللينينية ، إذ كانت رقابة الحزب والدولة على الأدب والفن حرفية وضاغطة في المرحلة الستالينية.
خصائص أدب الواقعية الاشتراكية: 4
تميل أساليبه إلى البساطة والوضوح والابتعاد عن الجمال الشكلي والبلاغة اللفظية والمبالغات، وأحيانا تسرف في ذلك حتى يصعب اعتباره إنتاجا فنيا.
التأكيد المستمر على النزعة الإنسانية ابتداء من مكسيم غوركي وانتهاء بنقاد معاصرين مثل يوري بورييف/ أدب الالتزام
أهم كتاب هذه النزعة: خمزانوف في أشعاره / مايا كوفسكي/ قصص شولوخوف (الدون الهادئ، مصير الإنسان، الأراضي البكر/ وقصة تفاردوفسكي (آفاق بعيدة)/ وميازيليس (الإنسان)، أساييف (محكمة الذاكرة)...
•
قائمة مراجع المحاضرات:
1- داود سلوم: الأدب المقارن في الدراسات المقارنة التطبيقية، المختار للنشر والتوزيع، القاهرة، ط 1، 2003.
2- حسام الخطيب: محاضرات في تطور الأدب الأوروبي ونشأته مذاهبه واتجاهاته النقدية، جامعة دمشق، مطبعة طربين، 1975.
3- أوفيد: مسخ الكائنات، ترجمة وتقديم: ثروت عكاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط3، 1993.
4- أريستوفانيس: الضفادع، ترجمة وتقديم عبد المعطي شعراوي، من المسرح العالمي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، العدد 358، مارس 2012.
5- أريستوفانيس: السحب (الغيوم)، ترجمة: أحمد عثمان، مراجعة عبد اللطيف أحمد علي، من المسرح العالمي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط 2، 2011.
6- أحمد عثمان: الأدب الإغريقي، تراثا إنسانيا وعالميا، دار المعارف للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة، مصر، ط 2، د ت.
7- إبراهيم سكر: كتاب الإنيادة لفرجيل، الهيئة المصرية للكتاب، ط 1، 1994.
8- علي عبد الواحد وافي: الأدب اليوناني القديم ودلالته على عقائد اليونان ونظامه الاجتماعي، دار المعارف للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، د ط، د ت.
9- لويس عوض: على هامش الغفران، كتاب الهلال، العدد 181، 1966.
10- محمد غنيمي هلال: الأدب المقارن، دار العودة، بيروت، ط 3، 1983
الآداب الغربية القديمة
الأدب اليوناني القديم هو الأدب المكتوب باللغة اليونانية القديمة من أوائل النصوص حتى عصر الإمبراطورية البيزنطية. يعود تاريخ أقدم الأعمال الباقية من الأدب اليوناني القديم إلى الحقبة العتيقة من التاريخ اليوناني، وتشمل القصيدتين الملحميتين الإلياذة والأوديسة، واللتان تعودان إلى العصر الموكيني.تضم هاتان الملحمتين، جنبًا إلى جنب مع التراتيل الهوميرية ( تشبيه بقصائد هوميروس الملحمية) وقصيدتي هسيود، قصيدة الأعمال والأيام وقصيدة نسب الآلهة الأسس الرئيسية للتقاليد الأدبية اليونانية التي استمرت في الفترات الكلاسيكية، والهلنستية، والرومانية.
كان الشعراء الغنائيون صافو، وألكايوس الميتيليني، وبندار ذوي تأثير كبير خلال التطور المبكر للتقاليد الشعرية اليونانية. إنّ إسخيلوس هو أول كاتب مسرحي يوناني لمسرحيات ذات مضمون مأساوي والذي عُثر على جميع مسرحياته. يشتهر سوفوكليس بمسرحياته المأساوية حول أوديب، وخاصة أوديب الملك وأنتيجون. ويشتهر يوربيديس بمسرحياته التي دفعت في كثير من الأحيان حدود هذا النوع المأساوي. كتب الكاتب المسرحي الهزلي أريستوفان في هذا النوع من الكوميديا القديمة، في حين كان الكاتب المسرحي اللاحق ميناندر رائدًا مبكرًا للكوميديا الحديثة. كتب المؤرخان هيرودوت من هاليكارناسوس وثوسيديديس، اللذان عاشا خلال القرن الخامس قبل الميلاد، قصصًا عن أحداث وقعت قبل فترة قصيرة وأثناء فترة حياتهما. كتب الفيلسوف أفلاطون حواراتٍ، تركزت عادة حول معلمه سقراط، وهو يتعامل مع مواضيع فلسفية مختلفة، بينما كتب تلميذه أرسطو العديد من الأطروحات، التي أصبحت فيما بعد مؤثرة للغاية.
ومن بين الكتاب المهمين في وقت لاحق أبولونيوس الرودسي الذي كتب «أرغونوتيكا»، وهي قصيدة ملحمية عن رحلة سفينة أرغو، وأرخميدس الذي كتب معادلات رياضية رائدة، وفلوطرخس الذي كتب بشكل أساسي السير الذاتية والمقالات. كتب الكاتب في القرن الثاني الميلادي لوقيان السميساطي، الذي كان سوريًا هيلينيًا، أعمالًا مبدعة في الهجاء. كان للأدب اليوناني القديم تأثير عميق على الأدب اليوناني في وقت لاحق والأدب الغربي ككل. على وجه الخصوص، استوحى العديد من الكتاب الرومانيين القدماء من أسلافهم اليونانيين. منذ عصر النهضة، اعتمد المؤلفون الأوروبيون بشكلٍ عام، بما في ذلك دانتي أليغييري، وويليام شكسبير، وجون ميلتون، وجيمس جويس، بشكل كبير على مواضيع وأفكار كلاسيكية.
تمتد هذه الفترة من الأدب اليوناني من هوميروس حتى القرن الرابع قبل الميلاد وصعود الإسكندر الأكبر.
تم تقسيم الأدب اليوناني إلى أنواع أدبية محددة جيدًا، كل منها له هيكل رسمي إلزامي، بما في ذلك اللهجة والمقاييس. القسم الأول كان بين النثر والشعر. كان داخل الشعر ثلاثة أنواع: الملحمة، والأغاني، والدراما. إن المصطلحات الأوروبية الشائعة حول الأنواع الأدبية مستمدة مباشرة من المصطلحات اليونانية القديمة. تم تقسيم الغناء والدراما إلى مزيد من الأنواع: الغناء إلى أربعة (العمودي، والتفعيلة، والمونودي، والكورال)؛ أما الدراما فتم تقسيمها إلى ثلاثة (المأساة، والملهاة والدراما الرعوية). ويمكن القول أن النثر بدأ إلى حد كبير مع هيرودوت. ومع مرور الوقت، تطورت العديد من أنواع النثر،ولكن كانت الفروق بينهم غير واضحة في كثير من الأحيان.
1-الشعر الملحمي:
يقف في بداية الأدب اليوناني اثنين من الأعمال الضخمة لهوميروس، الإلياذة والأوديسة، ويكتنف نسب هذه الأعمال لهوميروس الغموض. على الرغم من أن هذه الفضل في هذه الأعمال ينسب إليه الآن،إلا أنه من المؤكد أن جذورها تعود إلى ما قبل وقته.
إنّ الإلياذة سرد من حلقة واحدة تمتد على مدى عشرة أيام من الفترة القريبة من نهاية السنوات العشر من حرب طروادة. تركز على شخص أخيل، الذي جسّد المثال اليوناني البطولي.
تتضمن الأوديسة سرد لمغامرات أوديسيوس، أحد المحاربين في طروادة، بعد عشر سنوات من خوض الحرب، يمضي عشر سنوات أخرى يبحر إلى منزله لزوجته وعائلته. أُعتبرت بينيلوب الأنثى المثالية، وصفها هوميروس بأنها الأنثى المثالية على أساس التزامها، وتواضعها، وطهارتها، واحترامها أثناء زواجها من أوديسيوس. خلال رحلته التي استغرقت عشر سنوات، خسر كل رفاقه وسفنه، وشق طريقه إلى البيت في إيثاكا متنكرًا في زي متسول. كانت كل هذه الأعمال مبنية على أساطير قديمة، ويتم سرد القصص بلغة بسيطة ومباشرة.
كان هسيود هو الشاعر الكبير الآخر في الفترة ما قبل الكلاسيكية. على عكس هوميروس، يشير هسيود إلى نفسه في شعره. ومع ذلك، لا يوجد شيء معروف عنه من أي مصدر خارجي. كان من مواليد بيوتيا في وسط اليونان، ويعتقد أنه عاش وعمل حوالي 700 قبل الميلاد. وتوجد قصيدتين لهسيود هما الأعمال والأيام ونسب الآلهة.
كانت كتابات هوميروس و هسيود تحظى باحترام كبير للغاية خلال العصور القديمة، وكان ينظر إليها من قبل العديد من الكتاب القدماء كنصوص أساسية وراء الدين اليوناني القديم؛ وقد كتب هوميروس قصة الماضي البطولي، الذي وضعه هسيود مع قصة الخلق وبيان للحقائق العملية للحياة اليومية المعاصرة.
2-الشعر الغنائي:
جاء اسم الشعر الغنائي من حقيقة أنه كان يُغنى أصلًا من قبل أفراد أو جوقة مصحوبة بأداة تسمى قيثارة، وكان أول الشعراء الغنائيين على الأرجح أرخيلوخوس الباروسي حوالي عام 700 قبل الميلاد، وهو أهم شعراء التفعيلة. وقد تبقى فقط أجزاء من عمله، كما هو الحال مع معظم الشعراء. تشير البقايا القليلة إلى أنه كان مغامرًا ساخطًا عاش حياة مضطربة جدًا.
كتب العديد من القصائد الغنائية. وغالبًا ما تستخدم القصائد الغنائية تفعيلات شعرية متنوعة للغاية. وكان أشهر الشعراء الغنائيين هم "الشعراء الغنائيين التسعة". ومن بين جميع الشعراء الغنائيين، كان صافو من لسبوس (حوالي 630-570 قبل الميلاد) الأكثر تبجيلاً على الإطلاق. في العصور القديمة، كان ينظر إلى قصائدها بنفس الدرجة من الاحترام مثل قصائد هوميروس. بقيت واحدة فقط من قصائدها، "ترنيمة أفروديت" محتفظة بشكلها الأصلي الكامل.
3-الدراما:
تعود جميع الأعمال الباقية من الدراما الإغريقية إلى كتاب مسرحيين من أثينا، وفي العصر الذي أعقب الحروب اليونانية الفارسية، تم التعبير عن الروح الوطنية المستيقظة لأثينا في مئات المآسي التي تستند إلى مواضيع البطولية والأسطورية في الماضي. نمت المسرحيات المأساوية من الأغاني والحوارات الكورالية البسيطة التي أقيمت في مهرجانات الإله ديونيسوس. ففي الفترة الكلاسيكية، شملت العروض ثلاث مآسي ومسرحية رعوية واحدة، تصور أربع حلقات مختلفة من نفس الأسطورة. تم اختيار المواطنين الأثرياء لتحمل تكلفة ملابس وتدريب الجوقة كواجب عام وديني. كان الحضور في عروض المهرجان بمثابة عمل عبادة. عُقدت العروض في مسرح ديونيسوس في أثينا في الهواء الطلق. تنافس الشعراء على الجوائز المقدمة لأفضل المسرحيات وتعود عادةً جميع التراجيديات اليونانية الباقية حتى الآن إلى إسخيلوس، وسوفوكليس، ويوربيديس. وتنسب سبعة تراجيديات على قيد الحياة إلى إسخيليوس. منها المسرحيات وهي أغاممنون وحاملات قربان الخمر، والصافحات، ثلاثية تعرف باسم الأوريستيا. قد تكون واحدة من هذه المسرحيات، بروميثيوس في الأغلال، في الواقع عمل ابن إسخيليوس إوفوريون.
وقد نجت سبعة من أعمال سوفوكليس، وأكثرها شهرة هي مسرحيات طيبة الثلاثة، التي تدور حول قصة أوديب ونسله. يتكون ثلاثية طيبة من أوديب ملكًا، وأوديب في كلونا، وأنتيغون. على الرغم من أن المسرحيات غالبًا ما تسمى "ثلاثية"، إلا أنها كانت مكتوبة في الواقع منذ عدة سنوات. كانت أنتيجون، آخر المسرحيات الثلاثة حسب التتابع، أول ما كتب حيث تم تألفيها في عام 441 قبل الميلاد، في بداية حياة سوفوكليس المهنية كتب أوديب ملكًا، الأكثر شهرة بين الثلاثة، حوالي عام 429 قبل الميلاد في منتصف حياة سوفوكليس المهنية بينما كتبت أوديب في كلونا وهي الثانية من المسرحيات الثلاث زمنيًا، كانت في الواقع آخر مسرحية سوفوكليس وعُرضت في 401 قبل الميلاد بعد وفاة سوفوكليس.
تعزى تسع عشر مسرحية موجودة حتى الآن إلى يوربيديس الأكثر شهرة من بين هذه المسرحيات هي ميديا، وهيبوليتوس، والباكوسيات، يعتقد أحيانًا أن مسرحية ريسوس قد كتبها ابن يوربيديس، أو أنه تم إعادة إنتاج مسرحية يوريبيدس بعد وفاته، دفع يوربيديس حدود النوع المأساوي وكانت العديد من العناصر في مسرحياته أكثر تطابقًا مع الكوميديا منها المأساة، وتُصنف غالبًا مسرحيته الكيستيس على سبيل المثال، على أنها "مسرحية تعالج مشكلة اجتماعية" أو ربما حتى كعمل من أعمال الملهاة المأساوية بدلًا من كونها مأساة خالصة بسبب عناصرها الكوميدية وحقيقة أن لها نهاية سعيدة.
مثل المأساة، نشأت الكوميديا من طقوس تكريمية لديونيسوس، ولكن في هذه الحالة كانت المسرحيات مليئة بالفحش السافر، والإساءة، والإهانة. في أثينا أصبحت الكوميديا جزءًا رسميًا من احتفال المهرجان في عام 486 قبل الميلاد، وتم تقديم الجوائز لأفضل إنتاج. كما هو الحال مع التراجيديين، لا تزال بعض الأعمال المتبقية من الكتاب الكوميديين العظماء. تعود الأعمال الوحيدة الباقية من الكوميديا الكلاسيكية أحد عشر مسرحية كتبها المسرحي أريستوفانيس. تعتبر هذه كنز دفين من العرض الهزلي. سخر من الجميع ومن كل مؤسسة. كان يسخر في مسرحية الطيور من الديمقراطية الأثينية. هاجم في مسرحية السحب الفيلسوف سقراط، أدان في مسرحية ليسستراتي الحرب. وقد أشاد أريستوفان بشدة في مهاراته الدرامية والفنية. وصفه جون لومبيري في المكتبة الكلاسيكية (قاموس كلاسيكي يحتوي على جميع الأسماء الصحيحة المذكورة في المؤلفات القديمة)، ببساطة "أعظم كاتب مسرحي كوميدي في الأدب العالمي: يبدو بجانبه موليير مملًا وشكسبير مهرجًا." على الرغم من ذلك، من بين جميع مسرحيات أريستوفان، نالت مسرحية الضفادع أكبر قدرٍ من الشهرة، التي تسخر وتخلد في الوقت نفسه عملاقين من من عمالقة المأساة الأثينية: إسخيليوس ويوربيديس. عندما تم عرضها لأول مرة في مهرجان لينايا في عام 405 قبل الميلاد، بعد عام واحد فقط من وفاة يوربيديس، ومنحها الأثينيون الجائزة الأولى. كانت المسرحية اليونانية الوحيدة التي تم تقديمها في عرضٍ ثانٍ على الإطلاق، والذي حدث بعد شهرين في مدينة ديونيسيا. حتى اليوم، ما زالت الضفادع تجذب الجماهير الحديثة. تم إجراء محاكاة موسيقية حديثة ناجحة من الناحية التجارية في برودواي في عام 2004.
4-علم التأريخ:
عاش اثنان من المؤرخين البارزين خلال العصر الكلاسيكي، وهما هيرودوت وثوسيديديس. يُعرف هيرودوت عادةً "بأبي التاريخ"، يعتبر كتابه التاريخ من بين أقدم الأعمال الأدبية النثرية في الوجود. تأثر كتاب ثوسيديديس تاريخ الحرب البيلوبونيسية بشكل كبير بكتاب هيرودوتس وكذلك المؤرخون اللاحقون.
5-الفلسفة:
عاش العديد من الفلاسفة المهمين والمؤثرين خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، ومن بين جميع الفلاسفة الكلاسيكيين، فإن سقراط، وأفلاطون، وأرسطو يعتبرون عمومًا الأكثر أهمية وتأثيرًا. لم يقم "سقراط" بكتابة أي كتب بنفسه، وناقش العلماء الحديثون ما إذا كان تصوير أفلاطون له دقيقًا أم لا. يؤكد بعض العلماء أن العديد من أفكاره، أو على الأقل التقدير التقريبي المبهم لأفكاره، تم التعبير عنها في الحوار السقراطي لأفلاطون وفي غضون ذلك جادل باحثون آخرون بأن تصوير أفلاطون لسقراط هو مجرد تمثيل خيالي يهدف إلى شرح آراء أفلاطون الخاصة التي لا علاقة لها بالشخصية التاريخية التي تحمل الاسم نفسه، يمثل الجدل حول مدى تصوير أفلاطون لسقراط أفكار سقراط الحقيقية المعروفة باسم مسألة سقراط.
أعرب أفلاطون عن أفكاره من خلال الحوارات، أي الأعمال المكتوبة التي تهدف إلى وصف المحادثات بين الأفراد المختلفين. بعض من أشهرها ما يلي: دفاع سقراط، وهو سجل مزعوم للخطاب الذي قدمه سقراط في محاكمته؛ وفايدو وهي وصف للمحادثة الأخيرة بين سقراط وتلاميذه، والندوة وهي حوار حول طبيعة الحب والجمهورية التي تعتبر على نطاق واسع أكثر أعمل أفلاطون أهمية وهي حوار طويل يصف الحكومة المثالية.
يعتبر أرسطو واحدًا من أهم المفكرين والفلاسفة وأكثرهم تأثيرًا في كل العصور، تقول الجملة الأولى من كتابه الميتافيزيقيا: "كل الرجال بطبيعتهم يرغبون في المعرفة". ولذلك فقد أطلق عليه اسم "أبو المعرفة". أشار تابعه في العصور الوسطى توما الأكويني إليه ببساطة باسم "الفيلسوف". كان أرسطو طالبًا في أكاديمية أفلاطون، ومثل معلمه، كتب حوارات أو محادثات. ومع ذلك لا يوجد أي منها اليوم. تمثل الكتابات التي ظهرت حتى الوقت الحاضر ربما محاضرات ألقاها في مدرسته الخاصة في أثينا. وجُلّ اهتماماته واضحة: لقد استكشف مسائل أخرى غير تلك التي تعتبر اليوم فلسفية. تغطي الأطروحات الموجودة المنطق، والعلوم الفيزيائية والبيولوجية، والأخلاق، والسياسة، والحكومة الدستورية. من بين أبرز أعمال أرسطو هي السياسة، والأخلاق، وفن الشعر، والروح، والخطابة.
2-العصر الهلنستي:
قام فيليب الثاني المقدوني بتوحيد جميع الدول المدن اليونانية باستثناء سبارتا من قبل بحلول عام 338 قبل الميلاد. وسع ابن فيلب الإسكندر الأكبر غزوات والده إلى حد كبير. فقدت أثينا مكانتها البارزة كقائدة للثقافة اليونانية، وتم استبدالها مؤقتًا بالإسكندرية، في مصر.
أصبحت مدينة الإسكندرية في شمال مصر، منذ القرن الثالث قبل الميلاد، المركز البارز للثقافة اليونانية. وسرعان ما اجتذبت عددًا كبيرًا من السكان اليهود، مما جعلها أكبر مركز للمنح الدراسية اليهودية في العالم القديم. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت في وقت لاحق نقطة محورية رئيسية لتطوير الفكر المسيحي. أسس بطليموس الأول متحف، أو مزار مقدس لآلهة الإلهام، والذي شمل مكتبة ومدرسة. وكانت هذه المؤسسة من البداية مقصودة كمدرسة دولية كبيرة ومكتبة. تحتوي المكتبة على أكثر من نصف مليون مجلد، كانت في الغالب باللغة اليونانية. كان المقصود أن تكون بمثابة مستودع لكل عمل من الأعمال الأدبية اليونانية الكلاسيكية التي يمكن العثور عليها واشتهر الشعر الرعوي في هذا العصر، أما بخصوص الدراما فخلال الفترة الهلنستية، تم استبدال الكوميديا القديمة للعصر الكلاسيكي بكوميديا جديدة. كان الكاتب الأكثر شهرة في الكوميديا الجديدة هو الكاتب المسرحي الأثيني ميناندر. لم تبقَ أي من مسرحيات "ميناندر" حتى يومنا هذا في شكلها الكامل، لكن مسرحية الرجل سيئ المزاج الوحيدة التي نجت حتى يومنا هذا بشكل شبه كامل. كما نجت أجزاء كبيرة من مسرحية أخرى بعنوان فتاة من ساموس.
أما بخصوص علم التأريخ فقد ولد المؤرخ تيماوس في صقلية ولكنه قضى معظم حياته في أثينا يعتبر عمله في التاريخ على الرغم من فقدانه، مهمًا بسبب تأثيره على بوليبيوس. غطى تاريخ صقلية وإيطاليا في 38 كتابًا حتى عام 264 قبل الميلاد، حيث يبدأ بوليبيوس عمله، أما عن الأدب النثري الخيالي نجا القليل جدًا من الروايات النثرية من العصر الهلنستي.
3-العصر الروماني
إن الانتقال من الدولة المدنية إلى الإمبراطورية أثر على الفلسفة بشكلٍ كبير، وقد استمرت الحروف اليونانية في الازدهار تحت حكم الخلفاء (خاصة البطالمة) وتحت الحكم الروماني. ونظر الرومان من الميل الأدبي أو الخطابي إلى نماذج يونانية، واستمرت قراءة الأدب اليوناني بجميع أنواعه وإنتاجه من قبل الناطقين الأصليين للغة اليونانية، ثم المؤلفين الرومان فيما بعد. ومن السمات البارزة لهذه الفترة التوسع في النقد الأدبي كأسلوب أدبي، وينحدر العهد الجديد من هذه الفترة أيضًا، وقد كتبه مؤلفون مختلفون بلغات مختلفة منها اليونانية العامية المختلطة ومن أهم الأعمال هي الأناجيل ورسائل القديس بولس.
1-الشعر الغنائي:
عاش الشاعر كوينتوس على الأرجح في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد الذي كتب قصيدة ملحمية تروي قصة سقوط طروادة، ابتداءً من حيث انتهت الإلياذة.
كتب الشاعر نونوس أطول قصيدة ملحمية على قيد الحياة من العصور القديمة. كما أعاد صياغة شعرية من إنجيل يوحنا، ربما عاش نونوس في وقت ما خلال أواخر القرن الرابع الميلادي أو أوائل القرن الخامس الميلادي.
علم التأريخ
ولد المؤرخ بوليبيوس حوالي عام 200 قبل الميلاد. تم إحضاره إلى روما كرهينة في عام 168. أصبح في روما صديقًا لسكيبيو إيميليانوس. على الأرجح أنه رافق الجنرال إلى إسبانيا وشمال إفريقيا في الحروب ضد قرطاج. كان مع سكيبيو في تدمير قرطاج في عام 146. كان ديودور الصقلي مؤرخًا يونانيًا عاش في القرن الأول قبل الميلاد وقت يوليوس قيصر وأغسطس. كتب عن التاريخ العالمي في كتابه مكتبة التاريخ ويضم 40 كتابًا. تبقى منها الخمسة الأولى والحادية عشر حتى العشرين. يغطي الجزءان الأولان التاريخ عبر العصر الهلنستي المبكر. يأخذ الجزء الثالث القصة إلى بداية حروب قيصر في بلاد الغال وقد عاش ديونيسيوس في أواخر القرن الأول قبل الميلاد. أرخ تاريخ روما من أصولها إلى الحرب البونيقية الأولى (264 إلى 241 قبل الميلاد) من وجهة نظر رومانية وغيرها من الكتب.
عاش المؤرخان أبيان من الإسكندرية وآريانوس كلاهما في القرن الثاني الميلادي. كتب أبيان عن روما وفتوحاتها، بينما يُعرف أريان بعمله في حملات الإسكندر الأكبر. خدم أريان في الجيش الروماني. لذا يركز كتابه بشكل كبير على الجوانب العسكرية لحياة الإسكندر. كتب أريان أيضًا أطروحة فلسفية أسماها الخطبة اللاذعة.
الفلسفة
من بين فلاسفة هذه الفترة أفلوطين وهو ينتمي إلى مدرسة تسمى الأفلاطونية المحدثة، كان لتاسوعاته تأثير واسع النطاق على الفكر الأوروبي حتى القرن السابع عشر على الأقل، وتدور فلسفة أفلوطين بشكل أساسي حول مفاهيم النفس، ووحدة الوجود.
الأدب النثري الخيالي
كانت الفترة الرومانية هي الفترة التي تألّفت فيها غالبية الأعمال النادرة من الروايات النثرية اليونانية. تعود الروايات اليونانية القديمة ليوسيب وكليتوفون للكاتب أخيل تاتيوس ودافينس وكلوي للكاتب لونجيس ربما إلى أوائل القرن الثاني الميلادي. تعتبر دافينس وكلوي من أشهر الروايات الرومانسية اليونانية القديمة الخمسة الباقية، هي حكاية حنين لعاشقين يافعين كبرا في بيئة رعوية مثالية في جزيرة ليسبوس اليونانية. كتب انطونيوس ديوجينيس عجائب ما وراء ثول أيضًا في أوائل القرن الثاني الميلادي، على الرغم من أن العلماء غير متأكدين من تاريخها الدقيق. لم تبقَ عجائب ما وراء ثول في شكلها الكامل، ولكن نجت خلاصة مطولة جدًا .
عاش الساخر لوقيان السميساطي خلال أواخر القرن الثاني الميلادي. كانت أعمال لوقيان شعبية بشكل لا يصدق خلال العصور القديمة. وقد نجا أكثر من ثمانين من الكتابات المختلفة المنسوبة إلى لوقيان حتى يومنا هذا.. ووصف بعض الكتاب أكثر أعمال لوقيان شهرة رواية قصص حقيقية بأنها أقدم أعمال الخيال العلمي الباقية.
ومن بين جميع الروايات الإغريقية القديمة، كانت رواية رومانسية الإسكندر قد حققت أعلى مستوى من الشعبية، وتصف هذه الرواية الخيالية عن مآثر الإسكندر الأكبر المكتوبة في القرن الثالث الميلادي. وقد بقيت ثمانين نسخة منه في أربعة وعشرين لغة مختلفة، مما يدل على أنه خلال العصور الوسطى، كانت الرواية تقريبًا شائعة مثل الكتاب المقدس كانت إصدارات رومانسية الإسكندر شائعة جدًا في القرن الرابع عشر.
وخلاصة القول أن للأدب اليوناني القديم تأثيرا هائلا على الأدب الغربي ككل. فقد اعتمد عليه كتاب الحضارة الرومانية وحاكوا أساليب وأفكار مختلفة عن الأدب اليوناني القديم. كما اعتمد هذه الأفكار كتابٌ آخرون من الأدباء والنقاد في أوروبا الغربية في وقت لاحق. فكتاب الرومان القدماء أدركوا تمامًا قيمة الإرث الأدبي اليوناني القديم، وكثير منهم تعمدوا محاكاة نماذج وصيغ الكلاسيكيات اليونانية في أعمالهم الخاصة. على سبيل المثال، صمم الشاعر الروماني فيرجيل قصيدته الملحمية الإنيادة مستندًا على الإلياذه والأدويسة.
خلال العصور الوسطى، تم نسيان الأدب اليوناني القديم إلى حد كبير في أوروبا الغربية. كتب الكاتب روجر بيكون في القرون الوسطى أنه "لا يوجد أربعة رجال في العالم المسيحي اللاتيني يعرفون القواعد اليونانية، والعبرية، والعربية." لم يتم إعادة اكتشاف الكتابات اليونانية من قبل علماء أوروبا الغربية حتى عصر النهضة. وخلال عصر النهضة، بدأ تعليم اللغة اليونانية في الكليات والجامعات الأوروبية الغربية لأول مرة، مما أدى إلى اكتشاف العلماء في أوروبا الغربية أدب اليونان. نُشر كتاب النص المتلقى، وهو أول كتاب جديد في اليونانية الأصلية، في عام 1512 ونشرت أيضًا الترجمة اللاتينية للنصوص اليونانية الكلاسيكية، بما في ذلك الترجمة اللاتينية لملحمة الأعمال والأيام لهسيود.
أثر الأدب اليوناني الكلاسيكي على الأدب الحديث بشكلٍ واضح أيضًا. تظهر العديد من الشخصيات من الأدب الكلاسيكي والأساطير في جميع الكوميديا الإلهية لدانتي أليغييري، كان لكتاب سير متوازية للفيلسوف بلوتارخ تأثير كبير على ويليام شكسبير وكان مصدرًا رئيسيًا وراء تراجيدياته، يوليوس قيصر، وأنطونيو وكليوباترا، وكوريولانوس. استقطبت كوميديا شكسبير في كوميديا الأخطاء والليلة الثانية عشرة الكثير من المواضيع من الكوميديا اليونانية-الرومانية الحديثة. في هذه الأثناء، استلهم شكسبير مأساته تيمون الأثيني من قصة كتبها لوقيان
كتب جون ميلتون قصيدته الملحمية الفردوس المفقود باستخدام أسلوب مشابه لملحمتي هوميروس. كما أنه يكرر من التلميحات عن شخصيات من الأدب والأساطير الكلاسيكية ويستخدمها كرموز لنقل رسالة مسيحية، إن مسرحية جورج بيرنارد شو بيجماليون عبارة عن رواية حديثة وعقلانية للأسطورة اليونانية القديمة لبيجماليون. تعتبر رواية جيمس جويس أوليس، التي وصفها النقاد بأنها واحدة من أعظم أعمال الأدب الحديث إعادة سرد لأوديسة هوميروس، ولكن في العصر الحديث في دبلن.
يستخدم المؤلفون المفاهيم والأفكار الناشئة في اليونان القديمة غالبًا، حتى في الأعمال التي لا تعتمد على الأدب اليوناني والروماني.
المراجع:
تاريخ الأدب اليوناني ،محمد صقر خفاجة مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة،1956-
-الأدب اليوناني القديم ،س.م.باورا، ترجمة محمد علي زيد وأجمد سلامة محمد،دار سعد مصر بالقاهرة ،دت
تاريخ الأدب اليوناني،علاء صابر ،مكتبة الانجلو المصرية ،القاهرة ،ط1 ،.2003.-
- eye, Charles Rowan (1987). Ancient Greek Literature and Society. Ithaca, New York: Cornell University Press. ISBN 0-8014-1874-7
- Easterling, P.E.; Knox, B.M.W., eds. (1985). The Cambridge History of Classical Literature: Volume 1: Greek literature. Cambridge [Cambridgeshire]; New York: Cambridge University Press. ISBN 0-521-21042-9.
- Flacelière, Robert (1964). A Literary History of Greece. (Translated by Douglas Garman). Chicago: Aldine Pub. Co.
- Gutzwiller, Kathryn (2007). A Guide to Hellenistic Literature. Blackwell. ISBN 0-631-23322-9.
- Hadas, Moses (1950). A History of Greek Literature. New York, NY: Columbia University Press.
- Lesky, Albin (1966). A History of Greek Literature. Translated by James Willis; Cornelis de Heer. Indianapolis / Cambridge: Hackett Publishing Company, Inc. ISBN 0-87220-350-6.
- Schmidt, Michael (2004). The First Poets: Lives of the Ancient Greek Poets. London: Weidenfeld & Nicolson. ISBN 0-297-64394-0.
- C. A. Trypanis (1981). Greek Poetry from Homer to Seferis. University of Chicago Press.
- Whitmarsh, Tim (2004). Ancient Greek Literature. Cambridge: Polity Press. ISBN 0-7456-2792-7.
المحاضرات المطلوبة في الامتحان:
1- الآدا ب العالمية: المفهوم والمصطلح :مفهوم العالمية (مضون السؤال الأول)
2-الأدب التركي. (علة الخيار) (مضمون السؤال الثاني)
3-الأدب الفرنسي. (على الخيار)(مضمون السؤال الثاني)
الأدب الروسي (على الخيار)(مضمون السؤال الثاني)
بالتوفيق.