تحليل النزاعات الدول ...

إحدى الجماعات الرئيسية الثلاث الموجودة في رواندا إضافة إلى الهوتو والتوا. في رواندا قبل الاستعمار أصبح مصطلحا "الهوتو" و"التوتسي"، بعد قرون من التزاوج بين الجماعتين، يمثلان إلى حد كبير اختلافات في الطبقة الاقتصادية وليس في الأصل العرقي. وكان أي فرد من الهوتو يستطيع تكوين ثروة يمكن أن يصبح من "التوتسي"، والعكس، فإن أياً من التوتسي تنخفض منزلته الاقتصادية يصبح من "الهوتو". ولكن في عام 1926، وضع البلجيكيون سياسات لتقوية هذه الاختلافات وترسيخها بين الهوتو والتوتسي.

يرتبط بذكر مصطلح النزاع الكثير من المفاهيم التي تستخدم في كثير من الأحيان كمصطلحات  مترادفة، غير أن التدقيق في طبيعتها يفرض بعض أوجه الاختلاف بينها و بين مفهوم النزاع، و يعتبر مصطلح الحرب من بين هذه المفاهيم التي تستخدم خطأ للتعبير عن حالات النزاع المختلفة.

لسلام هو الانسجام بين مختلف الفئات الاجتماعيّة التي تتميّز بعدم العنف أو الصراع بين السلوكيّات، ولديها التحرر من الخوف من العنف. المفهوم السائد يعبّر عن عدم وجود العداوة والانتقام، ويوحي السلام أيضاً بالمحاولات الصادقة في المصالحة، مع وجود العلاقات الشخصيّة أو الدولية التي تلتئم بطريقة صحيّة وحديثة مع الازدهار في مسائل الرعاية الاجتماعيّة أو الاقتصاديّة، وتحقيق المساواة، والنظام السياسي في العمل الذي يخدم المصالح الحقيقية للجميع.

قول لند: "ينطوي السلام الدائم (أو الدافئ) على درجة عالية من التفاعل والتعاون إلى جانب الغياب الفعلي لتدابير الدفاع عن النفس بين الطرفين، رغم أنه قد يتضمن تحالفهم عسكرياً لمواجهة خطر مشترك. يسود ’السلام الإيجابي‘ بناء على القيم والأهداف والممارسات المشتركة، (على سبيل المثال، النظم السياسية الديمقراطية وسيادة القانون)، والترابط الاقتصادي والارتباط بالمجتمع الدولي."

يقول لند: "السلام المستقر (أو البارد) هو علاقة اتصال حذر وتعاون محدود (مثل التجارة) من خلال سياق كلي لنظام أساسي أو استقرار وطني. تكون هناك اختلافات حول القيم أو الأهداف ولا يوجد أي تعاون عسكري، لكن الخلافات يتم حلها بوجه عام بطرق لاعنيفة يمكن التنبؤ بها بشكل أو آخر. ويكون توقع نشوب الحرب ضعيفاً."

يقول لند: "السلام غير المستقر هو وضع تتصاعد فيه حدة التوتر والشك بين الطرفين، ولكن مع عدم وجود عنف أو وجوده بشكل متفرق. ويسود ’السلام السلبي‘ لأنه على الرغم من عدم نشر القوات المسلحة [أو استخدامها]، إلا أن كل طرف ينظر للآخر كعدو ويحافظ على قدراته العسكرية الرادعة. يمكن لتوازن القوى أن يحبط العدوان، ولكن مع استمرار إمكانية حدوث أزمة ونشوب حرب".

النزاع الناتج عن الاختلاف جرّاء تباين الرؤى والعقائد والأفكار والبرامج والمصالح بين مجموعتين أو أكثر و رغم ذلك  يختلف الصراع عن النزاع في أنه حالة من الاختلاف في المواقف و الاتجاهات يمكن اعتباره أعمق من النزاع و لذلك عادة ما يكون الحديث عن إدارة الصراع و ليس حله خلافا للنزاع الذي يمكن حله باستخدام مختلف وسائل حل النزاعات فالصراع أوسع : مثل الصراع الحضاري بين الاسلام و الغرب و الصراع الاديولوجي بين المعسكر الشرقي و الغربي. 

في الوساطة يساعد طرف ثالث الطرفين بنشاط على إيجاد حل لا يستطيعون إيجاده بنفسيهما. وتتضمن "الوساطة الخالصة" مساعدة الطرفين على إيجاد حلولهما مع إمكانية طرح أفكار. ولهذه العملية تضيف "وساطة القوة" النفوذ لإقناع الطرفين، والحوافز الإيجابية والسلبية للوصول إلى اتفاق، والسلطة لإسداء النصح أو تقديم المقترحات أو ممارسة التأثير.

بلد في شرق وسط إفريقيا شهدت مثل جارتها رواندا صراعاً عنيفاً متكرراً بين سكانها من الهوتو والتوتسي في النصف الثاني من القرن العشرين.

في تحليل الصراع، الأسباب التي تحرك الصراع؛ احتياجات ومخاوف كل جماعة