1. .
.
يعد المنهج المسحي أكثر المناهج استعمالا في البحوث الوصفية، ويقوم الباحث في هذا المنهج بدراسة شاملة لموضوع دراسته،والقيام بجمع البيانات والمعلومات المتعلقة بهذه الظاهرة، وتحليل الوضع الراهن لها في بيئة محددة ووقت محدد، ويعرّف مورس المنهج المسحي على أساس أنه:" منهج لتحليل ودراسة أي موقف، أو مشكلة اجتماعية، أو جمهور ما، وذلك باتباع طريقة علمية منظمة، لتحقيق أغراض معينة".
ويهدف المنهج المسحي إلى:
-وصف الظاهرة المدروسة والقيام بتشخيصها وتحليلها وجمع مختلف البيانات حولها، وتقرير حالتها في الوقت الراهن.
-قيام الباحث بتقديم المعايير المحددة التي يجب أن تكون الظاهرة وفقها.
-من خلال دراسة الواقع يقوم الباحث بإسقاط ما هو موجود فعلا في المجتمع مع ما ينبغي أن يكون عليه الحال وفق معايير محددة.
-تقديم اقتراحات من طرف الباحث بغية الوصول إلى ما ينبغي أن تكون عليه الظاهرة استنادا إلى معايير محددة.
ومن خلال ما سبق يمكن القول أن الدراسات المسحية تعتمد بشكل كبير على أدوات البحث العلمي، والتي تتراوح بين الملاحظة والاستبيان والمقابلة وتحليل المضمون، إضافة إلى أدوات أخرى كالمحاكاة....
-أنواع الدراسات المسحية:
للدراسة المسحية أنواع كثيرة نذكر منها: المسح المدرسي، الدراسة المسحية للرأي العام، والمسح الاجتماعي.
-أ المسح المدرسي:
يتعلق هذا النوع من المسح بقطاع مهنة التعليم، إذ يقوم الباحث هنا بتسليط الضوء على العملية التربوية ومدى فعاليتها، ومثل ذلك أن يقوم بدراسة مسحية للجهاز القائم بالتدريس، وذلك من خلال اعتماده على مجموعة من العناصر يمكن أن تتمثل في نسبة المدرس إلى التلاميذ في المدرسة، الصفات الشخصية التي يجب أن تتوافر في المدرّس أو علاقاتها بفاعلية التدريس، الحجم الساعي للتدريس، مستوى الأجور.
كما يقوم الباحث أيضا بإجراء دراسة مسحية تتعلق بالطلبة من خلال مجموعة من العناصر يمك أن تتمثل في رغبة الطلبة في دراسة مادة معينة ومدى استعدادهم لتلقي المعلومات فيها، المستوى الاجتماعي للطلبة ومدى تأثير ذلك على عملية التعليم.
وقد يقوم أيضا بدراسة المناهج الدراسية المطبقة ومدى تأثيرها وفعاليتها في مجال التعليم وذلك من خلال أهداف هذه المناهج ومحتواها وطرق تدريسها، وفي هذا الإطار تكون الدراسة المسحية المدرسية دراسة تربوية.
-ب الدراسات المسحية للرأي العام:
إن عملية مسح الرأي العام تعد طريقة للتعرف على آراء الناس بخصوص قضية أو مسألة ذات طابع عام، وقد اتخذت البحوث في هذا المجال عدة اتجاهات منها: المجال السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي...
ويستخدم هذا النوع من الدراسات أدوات البحث العلمي، خاصة منها المقابلات والاستفتاءات، كما أنها تختار عينة كبيرة العدد على أن تمثل وجهات نظر مختلفة ومتنوعة معتمدة في ذلك على تنوع السن والديانة والدرجة العلمية والحالة العائلية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي...، وذلك من أجل أن تكون عملية قياس الرأي العام عملية موضوعية وتقترب من الواقع.
-ج المسح الاجتماعي:
يرتكز هذا النوع من الدراسة على الدراسة العلمية لظروف المجتمع وحاجاته بقصد الحصول على بيانات ومعلومات تتعلق بالظاهرة المدروسة والقيام بتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات بشأنها.
من خلال ذلك نلاحظ أن الدراسة المسحية الاجتماعية تستهدف ظاهرة أو مشكلة اجتماعية معينة في منطقة معينة من أجل الوصول إلى حلول بشأن الظاهرة المدروسة.
كما تنقسم المسوح بحسب الزوايا التي ينظر منها الباحث أو المصنف إلى عملية المسح، فالذي ينظر إلى مجال المسح والمدى الذي يغطيه ويقسم المسح إلى مسح عام، ومسح خاص.
المسح العام: وهو الذي يعالج الجوانب العديدة للوحدة محل الدراسة فإذا كنا بصدد قرية، أو دولة، أو إقليم تناول جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولا يقتصر على جانب منها فقط.
المسح الخاص: يتناول بالبحث والدراسة جانبا محددا في الوحدة التي تكون محل البحث.
كما يمكن تقسيم المسح حسب الأهداف التي يتوخاها إلى مسح وصفي، ومسح تفسيري.
المسح الوصفي: وهو الذي يقوم بوصف الوضع الحاضر وبصوره، ويصف الممارسات والعمليات والاتجاهات السائدة والظروف القائمة، سواء كان هذا الوصف بالألفاظ والعبارات أو بالرموز والتعابير.
المسح التفسيري: والذي يستهدف منه الباحث التعمق في وصف ذلك الوضع القائم ويعمل على تفسيره ومعرفة ابعاده وارتباطاته، والعلاقات الكامنة فيه والسعي إلى كشفها وابرازها والعوامل المؤثرة فيه.
.