3. المظهرالاقتصادي

 توفر لنا النصوص القديمة امثلة و تسرد لنا و قائع تمكننا من تصور الوضع الاقتصادي لفترة الملوك النوميديين :

الزراعة :                                              

عرف المغاربة الزراعة  منذ اواخر ماقبل التاريخ ، وقد حظيت بعناية  و اهتمام الملك ماسينيسا الذي عمل على الحد من اراضي الرعي ، فقد ارسل ماسينيسا كميات هائلة من القمح الى الجيش الروماني ، و ارسل ميكيبسا القمح الى سردينيا ، هذا و ان دل على شيء فهو يدل على وفرة إنتاج الحبوب ( القمح و الشعير)التي كانت تحتل مكانة الصدارة في الزراعة النوميدية، التي شملت ايضا البقول ( الفول ، الحمص، العدس و الجلبان)، البصل ، الثوم،إضافة إلى الفواكه التي يكون الفينيقيون و من بعدهم القرطاجيون قد جلبوها من الشرق و نشروا زراعتها في بلاد المغرب مثل التفاح و الرومان.

و يمكننا علم الاثار من معلومات و افرة حول الاقتصاد و المجتمع في نوميديا فان الجرار المكتشفة في المواقع النوميدية و خاصة الجرار التابعة لرودز تبرز اهمية التبادل الاقتصادي بين نوميديا و بقية منطقة  البحر المتوسط، وعن طريق مدينة شمتو، ندرك ان الفترة مابين القرنين الثالث و الثاني كانت فترة رفاه اقتصادي و اجتماعي.

اما فيما يتعلق بالملكية الزراعية  تدل النصوص  على وجود أراضي تابعة للملك، و أخرى تابعة للأمراء، وأراضي تابعة للمعابد و أخرى للأعيان، وان كنا مازلنا نجهل كيفية و شروط استغلالها.

الصناعة

ساد ت مجموعة من الحرف في بلاد المغرب القديم و التي عرفناها خاصة عبر نقوش معبد الحفرة و تمثلت في حرفة النساج، حرفة صانع التماثيل الفخارية حرفة النجارة ، و يشير الباحث بيكار الى صناع الملابس و الدباغين و صانعي الجلود و الاحذية .

 كما عرف السكان الصناعات التحويلية منذ فترة مبكرة كتحويل الزيوت و تجفيف الاسماك و استغلال الحديد و النحاس اضافة الى حرف اخرى كصناعة الحلي باشكاله المختلفة خواتم اقراط و خلاخل و عقود و اساور من معادن مختلفة فقد حدثنا هيرودوت عن استخدام الليبيات لاقراط من الجلد وتحدث سترابون على حسن تذوق المور للحلي الذهبية و الحلي لم يكن حكرا على النساء فقد تحدثت النصوص عن استخدام الرجال للاقراط فقد اشار بلوتارخوس الى قرط يوغرطة الذهبي و الأسلحة بنوعيها الهجومية و الدفاعية كان اشهرها سلاح الرمح الذي اعتبره البعض السلاح الوطني للمغاربة و الذي كان موجودا بكثرة في القبور حسب ما كشفته الاعمال الاثرية اضافة الى ذكره من طرف معظم الكتاب القدامى

التجارة

وتنقسم الى: التجارة الداخلية و الخارجية

التجارة الداخلية

 كانت تتم بين  ثلاثة اصناف من الباعة و المشترين في الوقت ذاته

ا الرعاة: يقدمون الصوف و الجلود مقابل الحصول على الحبوب اما عن طريق المقايضة او الدفع 

المدنيون:

الذين يوجد في صفوفهم حرفيون مختلفون يقدمون للفلاحين ادوات العمل كالمجرافة و المحراث و المنجل

المزارعين:

الذين يقدمون الحبوب في الاسواق الموجودة في المدن  والتي كانت نقطة التفاء اطراف العملية التجارية السابق ذكرهم  حيث يجدون فيها مستلزماتهم من ماكل و مواد ووسائل ، و لهذا الغرض انتظمت الاسواق في شكل معارض اسبوعية في بعض المدن و في اوقات معلومة.

التجارة الخارجية:

 احتلت الحبوب الصدارة في الصادرات النوميدية ،التي شملت ايضا الانتاج الحيواني كالفيلة النوميدية وايضا تجارة العاج الذي كان رائجا باسم العاج النوميدي ،اضافة الى الفيلة يمكننا الحديث عن الخيول و اعتمادا على تيتوس ليفيوس نجد ماسينيسا فد عقد صفقات مع روما موزعة مابين سنتي 200-170ق.م

كما ازدهرت تجارة الحيوانات المفترسة

 وكانت المبادلات التجارية تتم اساسا مع الرومان فقد اشرنا إلى كميات الحبوب التي كان يصدرها ماسينيسا الى روما وفق صفقات تجارية نوميدية رومانية ،كما تعاملت نوميديا مع بلاد الاغريق فقد عقد ماسينيسا صفقات مع رودس التي كانت مركزا تجاريا شهيرا ، ولقد تم العثور على نقود هذه الاخيرة في الجزائر ، كما أقام الروديين  تماثيل تشريفية للملوك النوميديين وان دل على شيء فهو يدل على التعامل التجاري الواسع بين نوميديا و بلاد الإغريق  الذي يعود الى عهد الاقليد ماسينيسا و استمر إلى أواخر عهد المملكة ، اما المبادلات التجارية فقد تمثلت اساسا في القمح و الشعير و الاخشاب ، وقد استورد النوميديون من بلاد الاغريق المصابيح و الاواني التي عثر عليها في نوميديا .

 كما ربطت نوميديا علاقات تجارية مع شبه جزيرة ايبيريا و غالة و مصر .