1. المظهر السياسي

نظام الحكم

 ساد النظام الملكي الوراثي في الممالك الامازيغية القديمة،   وكانت الملكية ملكا لإحدى العائلات التي تنتمي بالذكور إلى جد مشترك، يتولى الحكم كبير العائلة الملكية، و بوفاته ينتقل الحكم للاكبر، فالملك يعين وفق هذه القاعدة و لا يوجد بحسب ستيفان قزال أي نص يشير إلي مشاركة قانونية للرعايا في تعينه. 

مهام  الملك:

  يحمل الملك في اللغة الليبية  اسم الاقليد وفق ما ورد في  النقوش و ما يستخدم في اللهجات اﻷمازيغية  الحالية، وعن مدى تمتع الملوك النوميديين بالسلطة المطلقة فيرى ستيفان قزال أن الملك النوميدي لم يتمتع بالسلطة المطلقة، وهذا عائد إلى طبيعة مملكته التي تفتقد الانسجام، وهو ما ذهب إليه كل من فنتر وديكريه (MH.Fantar, Decert)  عندما أشارا إلى محاولة الملك ماسينيسا لفرض السلطة المطلقة، لكن سعة المملكة وصعوبة الاتصال وكذا النظام القبلي و  اختلاف  نمط  المعيشة  بين  الحضر و الرحل وقفت حائلا أمام قيام  سلطة  مركزية مطلقة ، في حين يرى البعض الأخر أن هذه التجمعات القبلية عارضت السلطة الملكية لاّن زعماء القبائل النوميدية لا يريدون أن يكونوا مجرد رعايا فقط بل أرادوا المشاركة في السلطة.

 وكانت من مهام الملك ضمان الامن وتنمية العلاقات التجارية و قيادة الجيوش فهناك من يرى في المملكة النوميدية إمرة حربية و الملك النوميدي رجل حرب اكثر مما هو ديبلوماسيا لكننا نجد هذا الملك النوميدي و في سبيل حفاظه و ضمان استمرارية سلطته لم يكتف باستعمال القوة التي أخبرنا عنها قزال ، و إنما وظف أيضا الجانب السياسي و الديني هذا الأمر الذي يتضح في  استعماله للتحالفات ، اعتماده على الوسطاء و كذلك سياسة الإغراء و الروابط الزوجية.