2. الجيش

 كانت القوة العسكرية  مكمّلة ومدعمة لسلطة الملوك النوميديين ، وكان هناك انسجام كبير بين المؤسسة السياسية و المؤسسة العسكرية ،هذه الأخيرة التي ساهمت في تفعيل القرار السياسي النوميدي سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي  وينقسم الجيش النوميدي الى :

1) الجيش البّري:

ويتشكل من الجيش الدائم ، وحدات الاحتياط و من المرتزقة .

أ‌)    الجيوش الدائمة:

  يتركب الجيش النوميدي الدائم من المشاة و الفرسان ، و تزخر الكتابات الكلاسيكية بالنصوص التي تصف الأساليب القتالية و المعدات الحربية للمشاة و الفرسان النوميديين ، الذين خدموا في فرق مساعدة في الجيوش الرومانية و القرطاجية.   

 تميز الفرسان و المشاة النوميديون بالخفة و السرعة في تنفيذ العمليات الحربية إلى درجة أن قال عنهم تيتوس ليفيوس"  إنهم أسرع من الأحصنة نفسها"  .  

ب) وحدات الاحتياط:

  تجند عند اندلاع الحرب و تسرح بمجرد انتهاء الحرب أو توقفها، و كانت هذه الوحدات الإضافية من المجندين تقدمها القبائل و هو ما يفسر قيادة رؤساء القبائل لهذه الجموع من المحاربين في المعارك و التي تعزز و تكمل صفوف الجيوش النظامية.

ج) المرتزقة:

  استخدم الملوك النوميديون الجند المأجور في جيوشهم منذ يوغرطة على الأقل، إذ تحدث سالوستيوس عن وجود ليقوريين و تراقيين في  جيش يوغرطة ، كما استعان يوبا الأول بالمرتزقة  لتقوية جيشه ، إذ قام يوبا الأول  بوضع 200 ألف  فارس إسباني و غالي الذين كانوا يشكلون حرسه الشخصي تحت تصرف ضابطه سابورا (Saburra).

2)  البحرية النوميدية:

   إن الإشارات التي تدل على وجود بحرية نوميدية  قليلة ، أقدمها يعود إلى الفترة السابقة للمماليك   النوميدية، تمثل في نقش غائر لسفينة ليبو- بونية على الحوانيت (Haouanet)، و كانت هذه  السفن الممثلة ثلاثية و خماسية الدفع، غير أن الاهتمام الفعلي بالبحرية ظهر في عهد الملك  "ماسينيسا" ،اذ نجد نصوصا تتحدث عن اسطول هذا العاهل الذي يجوب عباب البحر الأبيض المتوسط فبالإضافة الى دور هذا الأسطول في التجارة ، كان عليه دفع القرصنة و صد الأعداء