ثانيا: خصائص الصحافة الإلكترونية

حملت بيئة عمل الصحافة الإلكترونية الكثير من الاختلافات عن بيئة عمل الصحافة المطبوعة حيث تسود فيها العديد من السمات الجديدة والمختلفة عن سمات الصحافة التقليدية التي أوجزها الباحثون فيما يلي:

- تعدد الوسائط:تجمع الصحافة الإلكترونية بين الصوت والصورة والنص بشكل مترابط ومتناسق، حيث أن أدواتها تتعامل مع المحتوى المخزن رقميا و الذي يحتوي جميع أشكال المعلومات ويتعامل معها على أنها ذات طبيعة واحدة، مما يسهل صهرها في ملف واحد.

- المشاركة: سمحت الصحافة الإلكترونية بمستوى غير مسبوق من المشاركة ، يبدأ بمجرد البحث في مجموعة النصوص والأخبار والاختيار فيما بينها وينتهي بإمكان التدخل في صناعة خبر أو معلومة أو إبداء الملاحظات أو الانخراط في استطلاعات الرأي والحوارات مع الآخرين.[1]

-التمكين:تمكن الصحافة الإلكترونية الجمهور من بسط نفوذه على المادة المقدمة وعملية الاتصال من خلال المفاضلة بين الصوت والصورة والنص المرافق للمحتويات المختلفة         و القوالب.

-الخدمات المضافة القائمة على السرعة: يتم تقديمها عبر حلقات النقاش وغرف المحادثة ومنتديات الحوار وقوائم البريد...و تستطيع مضاعفة إمكانية التحقق من الوقائع من خلال تعدد المصادر والإحالات المتواجدة على الموقع، فضلا عن خدمة التحديث الفوري.

-الشخصنة: تتيح الصحافة الإلكترونية التعرض الشخصي للموقع ،حيث أن القارئ بإمكانه التركيز على أبواب ومواد وانتقاء بعض الخدمات أي يتلقى ما يتوافق مع اختياراته الشخصية.

- الحدود المفتوحة: تتمتع الصحافة الإلكترونية بمساحات تخزين واسعة على الحاسبات التي تدير المواقع، مما يكسر قيود المساحة والحجم وعدد الأخبار التي تتقيد بها الصحافة المطبوعة.[2]

- حققت الصحافة الإلكترونية إمكانية النقل الفوري للخبر ومتابعة تطوراته و تعديل نصوصه في أي وقت،مما جعلها تنافس الوسائل الإعلامية الأخرى كالإذاعة والتلفزيون و أصبحت  تتفوق بميزة الفورية على القنوات الفضائية التي تبث الأخبار في مواعيد ثابتة ، فيما يجري نشرها في الصحف الالكترونية بعد أقل من 30 ثانية من وقوع الحدث.[3]

-  قدرة الصحف الالكترونية على اختراق الحدود دون رقابة أو موانع أو رسوم  بشكل فوري  ورخيص التكاليف،حيث أصبح بإمكانها أن تنافس صحفاً دولية كبيرة إذا تمكنت من تقديم أشكال تقنية متقدمة ومهارات إرسال ونوعية جيدة من المضامين والخدمات المتميزة ، مما يمنحها فرصة الوصول إلى مختلف الجماهير في العالم[4]

-توفر الصحافة الالكترونية إمكانية الحصول على إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة الالكترونية بالتسجيل التلقائي لكل زائر جديد يوميا ، وهناك بعض البرامج التي تسجل إسم وعنوان أي زائر ، وهذه التقنية تتيح للمؤسسات المعنية والدارسين إجراء إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة الإلكترونية، و توفر لها مؤشرات عن أعداد قراءها بما يمكنها من التواصل معهم .

-أحدثت تقنيات الصحافة الإلكترونية تطورا جوهريا في ميدان الصحافة، حيث منحت إمكانية رجع الصدى ، وبات يمكن الحديث عن تفاعل بين الصحف والقراء ،فما أثاره دخول  الحاسوب إلى عالم الاتصال هو تحول العملية الاتصالية إلى عملية تبادلية يتحقق التفاعل بين طرفيها ما يجعل المستقبل  العادي يتحول إلى منتج للمادة الإعلامية .[5]

-توفر الصحافة الإلكترونية فرصة حفظ أرشيف إلكتروني سهل الاسترجاع غزير المادة يتيح للقارئ أو المستخدم إمكانية البحث أو العودة إلى مقالات ومواد واسترجاعها بسرعة قياسية .

-فرضت الصحافة الإلكترونية واقعا مهنيا جديدا يشترط على الصحفي الإلمام بتقنيات الكتابة والنشر الإلكتروني وأن يضع في اعتباره عالمية هذه الوسيلة وسعة انتشارها وما يرافق ذلك من اعتبارات تتجاوز الجانب المهني إلى المعيار الأخلاقي في تحديد المضامين وطريقة عرضها[6]

-ويضاف لها خاصية التفتيت و اللاجماهيرية حيث تخلت هذه الأخيرة عن مفهوم الحشد في التعامل مع مستخدمي الوسيلة الإعلامية وتقديم منتج إعلامي  يتكيف مع الاهتمامات الفردية لكل قارئ أو متصفح وتتعلق هذه السمة أيضا بالجمهور و طبيعة استخدامه للصحيفة . [7]



[1]- فيصل أبو عيشة: مرجع سابق، ص من 127 -128

[2]- فيصل أبو عيشة: المرجع نفسه، ص من 128 إلى 130

[3]- عارف محمد : تأثير تكنولوجيا الفضاء والكمبيوتر على أجهزة الإعلام العربية ، مركز الإمارات  للدراسات و البحوث الاستراتيجية ، أبو ظبي،1997، ص13

[4]-مي العبد الله سنو: الاتصال في عصر المعلومات الدور والتحديات الجديدة ، الدار الجامعية ،بيروت، 1999،ص84

[5]- محمود خليل: الصحافة الإلكترونية، أسس بناء الأنظمة التطبيقية في التحرير الصحفي، دار العربي، القاهرة ، 1997،

ص33

[6]-نواف حازم خالد وخليل إبراهيم محمد : : الصحافة الإلكترونية ماهيتها والمسؤولية التقصيرية الناتجة عن نشاطها، مجلة الشريعة والقانون  العدد 47،أفريل2001،ص 220-221

4-محمود مزيد :اتجاهات شباب الجامعات الليبية نحو الانترنيت ، المجلة المصرية  لبحوث الرأي العام، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، العدد 1،2005،ص 384