المحاضرة الثانية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: التحرير الصحفي الإلكتروني
Livre: المحاضرة الثانية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 17 May 2024, 11:22

Description

تحتوي هذه المحاضرة  على مختلف جوانب الصحافة الإلكترونية  من مفاهيم وخصائص وتضنيفات ، بالإضافة إلى الخدمات والأهداف  وبهذا تعطي الطالب تصورا واضحا عن هذا الوسيط الاتصالي الجديد

أولا : الصحافة الإلكترونية –مقاربة مفاهيمية


هي الصحافة التي تستعين بالحاسبات الإلكترونية في عمليات الإنتاج والنشر الإلكتروني 1

هي صحيفة يتم إصدارها ونشرها عبر شبكة الانترنيت سواء كانت نسخة إلكترونية لصحيفة ورقية أم صحيفة إلكترونية ليس لها إصدار مطبوع ، وسواء كانت تسجيلا دقيقا للنسخة الورقية أم ملخصات للمنشور بها في الطبعة الورقية طالما أنها تصدر بشكل دوري ومنتظم، ويتم تحديث مضمونها من نشرة لأخرى حسب دورية الصدور وإمكانيات جهة الإصدار2

هي وسيلة من وسائل الاتصال متعددة الوسائط تنشر فيها الأخبار والمقالات والفنون الصحفية كافة عبر شبكة الانترنيت بشكل دوري وبرقم متسلسل، باستخدام تقنيات عرض النصوص والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية وتصل إلى القارئ من خلال شاشة الكمبيوتر سواء كان لها أصل ورقي مطبوع أو كانت صحيفة إلكترونية خالصة 3

نستنتج أن غالبية التعاريف تشترك في فكرة  أساسية مفادها أن الصحافة الإلكترونية متعلقة أساسا بنمط مطبوع أو رقمي من جرائد ومجلات باستثناء التعريف الثاني الذي يطلق مصطلح الصحافة الإلكترونية على جميع وسائل الإعلام التي يحصل الجمهور من خلالها على المعارف والمعلومات ، وعموما تعرف انطلاقا من عدة معاني :

ü    صحافة يتم نشرها عبر شبكة الانترنيت

ü    صحافة تصدر ضمن مواعيد منتظم

ü    تكون إما صحيفة إلكترونية خالصة أو ذات أصل ورقي.



1-محمود علم الدين:تكنولوجيا الاتصال وصناعة الاتصال الجماهيري ،ط2، العربي، القاهرة ،مصر  2005،ص 95

2-أمال عبد اللطيف عبود : استخدامات طلبة الجامعات العراقية للصحافة الإلكترونية وتأثيرها على الصحافة الورقية ،كلية الإعلام ، جامعة بغداد أنموذجا مجلة جامعة بابل، العلوم الإنسانية، المجلد 20، العدد 3،2012،ص2

3-عبد الرزاق محمد الديلمي: الإعلام الجديد والصحافة الإلكترونية ،ط1،دار وائل ، عمان الأردن ، 2011، ص218


 

ثانيا: خصائص الصحافة الإلكترونية

حملت بيئة عمل الصحافة الإلكترونية الكثير من الاختلافات عن بيئة عمل الصحافة المطبوعة حيث تسود فيها العديد من السمات الجديدة والمختلفة عن سمات الصحافة التقليدية التي أوجزها الباحثون فيما يلي:

- تعدد الوسائط:تجمع الصحافة الإلكترونية بين الصوت والصورة والنص بشكل مترابط ومتناسق، حيث أن أدواتها تتعامل مع المحتوى المخزن رقميا و الذي يحتوي جميع أشكال المعلومات ويتعامل معها على أنها ذات طبيعة واحدة، مما يسهل صهرها في ملف واحد.

- المشاركة: سمحت الصحافة الإلكترونية بمستوى غير مسبوق من المشاركة ، يبدأ بمجرد البحث في مجموعة النصوص والأخبار والاختيار فيما بينها وينتهي بإمكان التدخل في صناعة خبر أو معلومة أو إبداء الملاحظات أو الانخراط في استطلاعات الرأي والحوارات مع الآخرين.[1]

-التمكين:تمكن الصحافة الإلكترونية الجمهور من بسط نفوذه على المادة المقدمة وعملية الاتصال من خلال المفاضلة بين الصوت والصورة والنص المرافق للمحتويات المختلفة         و القوالب.

-الخدمات المضافة القائمة على السرعة: يتم تقديمها عبر حلقات النقاش وغرف المحادثة ومنتديات الحوار وقوائم البريد...و تستطيع مضاعفة إمكانية التحقق من الوقائع من خلال تعدد المصادر والإحالات المتواجدة على الموقع، فضلا عن خدمة التحديث الفوري.

-الشخصنة: تتيح الصحافة الإلكترونية التعرض الشخصي للموقع ،حيث أن القارئ بإمكانه التركيز على أبواب ومواد وانتقاء بعض الخدمات أي يتلقى ما يتوافق مع اختياراته الشخصية.

- الحدود المفتوحة: تتمتع الصحافة الإلكترونية بمساحات تخزين واسعة على الحاسبات التي تدير المواقع، مما يكسر قيود المساحة والحجم وعدد الأخبار التي تتقيد بها الصحافة المطبوعة.[2]

- حققت الصحافة الإلكترونية إمكانية النقل الفوري للخبر ومتابعة تطوراته و تعديل نصوصه في أي وقت،مما جعلها تنافس الوسائل الإعلامية الأخرى كالإذاعة والتلفزيون و أصبحت  تتفوق بميزة الفورية على القنوات الفضائية التي تبث الأخبار في مواعيد ثابتة ، فيما يجري نشرها في الصحف الالكترونية بعد أقل من 30 ثانية من وقوع الحدث.[3]

-  قدرة الصحف الالكترونية على اختراق الحدود دون رقابة أو موانع أو رسوم  بشكل فوري  ورخيص التكاليف،حيث أصبح بإمكانها أن تنافس صحفاً دولية كبيرة إذا تمكنت من تقديم أشكال تقنية متقدمة ومهارات إرسال ونوعية جيدة من المضامين والخدمات المتميزة ، مما يمنحها فرصة الوصول إلى مختلف الجماهير في العالم[4]

-توفر الصحافة الالكترونية إمكانية الحصول على إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة الالكترونية بالتسجيل التلقائي لكل زائر جديد يوميا ، وهناك بعض البرامج التي تسجل إسم وعنوان أي زائر ، وهذه التقنية تتيح للمؤسسات المعنية والدارسين إجراء إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة الإلكترونية، و توفر لها مؤشرات عن أعداد قراءها بما يمكنها من التواصل معهم .

-أحدثت تقنيات الصحافة الإلكترونية تطورا جوهريا في ميدان الصحافة، حيث منحت إمكانية رجع الصدى ، وبات يمكن الحديث عن تفاعل بين الصحف والقراء ،فما أثاره دخول  الحاسوب إلى عالم الاتصال هو تحول العملية الاتصالية إلى عملية تبادلية يتحقق التفاعل بين طرفيها ما يجعل المستقبل  العادي يتحول إلى منتج للمادة الإعلامية .[5]

-توفر الصحافة الإلكترونية فرصة حفظ أرشيف إلكتروني سهل الاسترجاع غزير المادة يتيح للقارئ أو المستخدم إمكانية البحث أو العودة إلى مقالات ومواد واسترجاعها بسرعة قياسية .

-فرضت الصحافة الإلكترونية واقعا مهنيا جديدا يشترط على الصحفي الإلمام بتقنيات الكتابة والنشر الإلكتروني وأن يضع في اعتباره عالمية هذه الوسيلة وسعة انتشارها وما يرافق ذلك من اعتبارات تتجاوز الجانب المهني إلى المعيار الأخلاقي في تحديد المضامين وطريقة عرضها[6]

-ويضاف لها خاصية التفتيت و اللاجماهيرية حيث تخلت هذه الأخيرة عن مفهوم الحشد في التعامل مع مستخدمي الوسيلة الإعلامية وتقديم منتج إعلامي  يتكيف مع الاهتمامات الفردية لكل قارئ أو متصفح وتتعلق هذه السمة أيضا بالجمهور و طبيعة استخدامه للصحيفة . [7]



[1]- فيصل أبو عيشة: مرجع سابق، ص من 127 -128

[2]- فيصل أبو عيشة: المرجع نفسه، ص من 128 إلى 130

[3]- عارف محمد : تأثير تكنولوجيا الفضاء والكمبيوتر على أجهزة الإعلام العربية ، مركز الإمارات  للدراسات و البحوث الاستراتيجية ، أبو ظبي،1997، ص13

[4]-مي العبد الله سنو: الاتصال في عصر المعلومات الدور والتحديات الجديدة ، الدار الجامعية ،بيروت، 1999،ص84

[5]- محمود خليل: الصحافة الإلكترونية، أسس بناء الأنظمة التطبيقية في التحرير الصحفي، دار العربي، القاهرة ، 1997،

ص33

[6]-نواف حازم خالد وخليل إبراهيم محمد : : الصحافة الإلكترونية ماهيتها والمسؤولية التقصيرية الناتجة عن نشاطها، مجلة الشريعة والقانون  العدد 47،أفريل2001،ص 220-221

4-محمود مزيد :اتجاهات شباب الجامعات الليبية نحو الانترنيت ، المجلة المصرية  لبحوث الرأي العام، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، العدد 1،2005،ص 384

ثالثا: تصنيف الصحافة الالكترونية

 

-نموذج الصورة " Graphic Interchange Format Gif" وتسمى أيضا بتقنية الجرافيك التبادلي، حيث تعرض الصحف باعتماد هذا النموذج الأخبار و المستجدات الهامة على شكل صور، يتيح نقل صور شكلية من بعض مواد الصحيفة الورقية ،لكنه لا يتيح الإطلاع على كامل الصحيفة .

-نموذج النص الفائق " Hyper Text Markup Languages HTML"وهو نمط يتيح عرض نصوص الصحيفة الإلكترونية مستفيدا من إمكانيات الانترنيت في المزج بين النص و الصوت والصورة ولقطات الفيديو وإمكانية توافر خدمات البحث والأرشيف ونسخ الصور

-نموذج النص المحمول " Portable Datagram Format PDF" يتمتع هذا النمط بميزة نقل الإخراج والصور والرسوم والمساحات البيضاء من الصحف الورقية إلى موقعها على الشبكة بشكل مطابق تماما للنسخة الورقية

- نموذج يجمع بين النص الفائق و المحمول تستخدمه كبريات الصحف للاستفادة منها معا.

-نموذج الصحافة الإلكترونية المنشورة على شبكة الانترنيت كالمواقع الشخصية والبحثية والإخبارية المتاحة على الانترنيت و منها مواقع الفايسبوك و صحافة البلوغرز.[1]

- نموذج الصحافة المنشورة على شبكة المحمول من خلال خدمات الويب المتاحة على الهاتف المحمول التي تمكنه من الولوج إلى بريده الإلكتروني وغيره من المواقع.

-نموذج الصحافة الإلكترونية المتاحة على وسائط العرض مثل الورق الإلكتروني، ويقوم القارئ بالإطلاع على الصحيفة من خلال قارئ محمول .[2]

-الصحف الإلكترونية الكاملة:وهي صحف قائمة بذاتها وإن كانت تحمل اسم الصحيفة الورقية  تتميز بتقديمها الخدمات الصحفية والإعلامية مماثلة للصحيفة الورقية كالأخبار والتقارير والصور وغيرها،كما تنفرد بعرض خدمات إضافية كالبحث داخل الصحيفة أو في شبكة الويب فضلا عن الربط بمواقع أخرى وخدمات الرد الفوري والأرشيف، كما تتميز بتنوع الوسائط  النصية والصوتية.

- النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية: ونعني بها مواقع الصحف الورقية على شبكة الانترنيت، تقتصر خدماتها على تقديم كل أو بعض مضمون الصحيفة الورقية مع بعض الخدمات المتصلة بها كخدمة الاشتراك في الصحيفة الورقية وخدمة تقديم الإعلانات والربط بالمواقع الأخرى [3]

كما توجد تصنيفات أخرى للصحافة الإلكترونية منها:

-الصحافة الإلكترونية الفورية:يحصل على محتوياتها من خلال شبكات وقواعد البيانات وخدمات المعلومات مقابل اشتراك أومجانا،تتميزبالتفاعلية والتجديد واستخدام لغة "Hypertexte"

-الصحافة الإلكترونية غير الفورية:تتواجد أعدادها على وسائط إلكترونية مثل الأقراص الضوئية "CDs" أو المرنة "Floppy "

وهناك أشكال مستحدثة تعتمد على وسائط جديدة يتم ربطها بالحاسبات الإلكترونية كالصحافة التي تعد طبعات خاصة معدة من الصحف الورقية حسب اهتمامات الشخص المستقبل ، يتم استقبالها على أجهزة " Faxmail".1



[1] -رضا عبد الواجد أمين : مرجع سابق، ص من 99 إلى 101

[2]-سعود صالح كاتب : الإعلام القديم والإعلام الجديد ، مكتبة الشروق، جدة، الرياض، 2003،ص 103

فيصل أبو عيشة: الإعلام الإلكتروني، ط1، دار أسامة، عمان ، الأردن، 2010 ، ص 109- [3]

1- محمود علم الدين: المرجع نفسه، ص23

رابعا : خدمات الصحافة الإلكترونية

ٍ

تضطلع الصحافة الإلكترونية بالعديد من الخدمات التي تسعى من خلالها لتحقيق أهداف كثيرة منها

-خدمة البحث: سواء داخل  موقع الصحيفة أو داخل شبكة الويب ، تتيحها بعض الصحف لمدة زمنية محددة في حين تقدم أخرى عناوين المواضيع  فقط مقابل رسوم مالية للحصول على مزيد من التفاصيل ، كما تشترط بعض الصحف الدخول إلى مزود الخدمة التابع لمؤسستها لإتاحة خدمة البحث ، وتتفاوت قوة وكفاءة هذه الخدمة من صحيفة لأخرى وقد تخلو منها بعض الصحف الإلكترونية .[1]

- خدمة البحث في الأرشيف:تنصب على أرشيف الصحيفة الورقية المتواجد بالموقع مما يجعلها تختلف عن خدمة البحث داخل الصحيفة الإلكترونية وتختلف حسب المدة الزمنية المتاحة لها والتكلفة المادية للمادة المراد الحصول عليها .[2]

- خدمة قراءة عدد اليوم أو الأمس من النسخة المطبوعة تقتصر على الصحف الإلكترونية الكاملة،حيث يتيح الموقع إمكانية مطالعة النسخة الورقية التي تختلف محتوياتها إلى حد ما عن مضمون الصحيفة الإلكترونية .

-خدمة تقديم الإعلانات إلى الصحيفة المطبوعة، من خلال نشر أسعار الإعلانات في الصحيفة الورقية وطبيعة الخدمات الإعلانية التي تقدمها بالإضافة إلى سبل الاتصال بقسم الإعلانات وطلب نموذج نشر الإعلان بالصحيفة .

- خدمة الاشتراك في الصحيفة الورقية تتيح للمستخدم الاشتراك في الصحيفة الورقية مع تقديم المعلومات الخاصة بتفعيل الاشتراك وإجراءات تسديد الرسوم

- خدمة البريد الإلكتروني تنحصر لدى الصحف الصغيرة على إتاحة الفرصة للمستخدم بتوجيه رسائل إلكترونية إلى محررين، في حين توسع كبريات الصحف من نطاق هذه الخدمة عن طريق إنشاء بريد إلكتروني شخصي على الموقع كما تقدم نشرة إخبارية يتم إرسالها يوميا إلى بريد المستخدم

-خدمة مجموعات الحوار تقدمها الصحيفة للقراء للتعبير عن آرائهم في القضايا والموضوعات التي يهتمون بها ،..[3]

- خدمة الإرشاد إلى الأخبار الحديثة والموضوعات الهامة تعرض للمستخدم عناوين أهم الأخبار من وجهة نظر الصحيفة التي يمكن الإطلاع عليها دون الدخول في تفاصيل الموقع.

- خدمة خريطة الموقع تعني تقديم محتويات الموقع بطريقة مبسطة وسهلة الاستخدام خصوصا إذا كان مزدحما بالتفاصيل والخدمات.

- خدمة الربط بالمواقع الأخرى تقترح الصحيفة على المستخدم عددا من المواقع التي تراها مهمة له غالبا ما تكون ذات صلة بالصحيفة أو بينها وبين الصحيفة على أساس الاتفاق مع مواقع أخرى لتبادل الاقتراح مع المستخدمين.

- خدمة الإعلانات المبوبة تشمل إعلانات السيارات والمزادات  الوظائف الشاغرة وإعلانات العقارات  و إعلانات المشاركة في خدمات خاصة والتسوق.[4]

[1]- حسين نصر: الانترنيت والإعلام والصحافة الإلكترونية،مكتبة الفلاح، الكويت،2003،ص111،112

[2]- عبد الأمير فيصل :مرجع سابق، ص 114-115

[3]-عبد الأمير فيصل : المرجع نفسه، ص 114-115

[4]- رضا عبد الواجد أمين: مرجع سابق، ص 103-104-105

خامسا : أهداف الصحافة الإلكترونية

- تحقق الصحافة الإلكترونية باعتبارها أحد أشكال الإعلام الإلكتروني أهدافا عديدة منها:

- توسيع دائرة المحتوى الرقمي بما يدعم التوجهات الإعلامية المرتبطة بالانتماء الوطني وحق الحصول على المعلومات فور ولادتها وحرية الرأي والتعبير.

- تكريس حق كل مواطن في إنشاء موقع على شبكة الانترنيت [1]

- التدخل الإيجابي للدولة في صناعة المحتوى الرقمي وخصوصا الإعلامي .

- توفير التسهيلات والمصادر التمويلية لمشاريع المواقع الإلكترونية .

-حماية حقوق الملكية

- تشجيع إنشاء مراكز المعلومات ذات المصداقية العالية.

- تحقيق السبق الصحفي.[1]

 



 

[1]- نواف حازم خالد و خالد إبراهيم محمد :  المرجع نفسه ،ص 223