3. علاقتة مملكة موريطانيا بنوميديا

  كانت موريطانيا في عهد باقا قاعدة لماسينيسا يستمد منها القوة و الدعم لاستعادة ملكه، بعد باقا تنقطع معارفنا عن هذه المملكة الى غاية عهد الملك بوخوس الذي شارك في حرب يوغرطة بوخوس الذي كان ملكا على كل الموريطانيين حسب سالوستيوس الذي نقل لنا تحالف يوغرطة مع بوخوس هذا الاخير الذي لم تكن له دراية باحوال الامبراطورية الرومانية و الاحداث السياسية التي واكبت فترة حكمه.

  بوخوس الذي تنكر للرابط الدموي من اجل مكاسب اقليمية و من اجل الحصول على لقب صديق و حليف الشعب الروماني ،   فبعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها بوخوس أمام سيرتا ، بدﺃ يفقد الأمل في النصر وخشي عواقب مصيبة غيره ، ولهذا قام بوخوس بإرسال مبعوثين له لدى ماريوس يدعوه لإرسال مبعوثين لفتح النقاش، استجاب ماريوس لرجاء بوخوس وقام بإرسال مانيليوس اولوس وسيلا .

  أدت المفاوضات التي بادر بها بوخوس إلى نهاية حرب يوغرطة ، ذلك أن بوخوس اعتمادا على رواية سالوستيوس قد ضحى بصهره وحليفه يوغرطة، في سبيل الحصول على صداقة وتحالف الشعب الروماني مع حصوله ﺃيضا على جزء من نوميديا الذي ظل يطالب به.

وعن علاقة بوخوس بالملك النوميدي يوغرطة يخبرنا بلوتارخوس ان : "يوغرطة علق أماله على دعم ملك الموريين بوخوس الذي يكون صهر يوغرطة ، وان هذا الأخير التجأ إلى بوخوس الذي استقبله لا لحسن علاقته به ولا لوجود صداقة ومودة بينهم او إنما لتجنب الف   نفهم مما ذكره بلوتارخوس أن بوخوس لم يملك الخيار، و كان مجبرا على استقبال يوغرطة  ولم يجرا على طرده لتجنب الفضيحة ، يضيف بلوتارخوس ويقول:" إن دعم بوخوس ليوغرطة كان محدودا ، لان الملك الموري أصبح يخشى ما قد يصبح عليه يوغرطة من قوة وعظمة".

  وحول الدور السلبي لبوخوس يقول بلوتارخوس: "كان بوخوس يتظاهر بالوساطة ليوغرطة عند ماريوس ويصرح بأنه لن يسلم مطلقا يوغرطة ، لكنه كان يحضر للمؤامرة والخيانة لهذا طلب حضور سيلا".

تشير النصوص القديمة إلى تردد بوخوس بين تسليم يوغرطة أو حجز سيلا ، لكنه حسم موقفه بتسليم يوغرطة لسيلا ، وذلك في خريف عام105 ق.م

  تكررت مظاهر خيانة المملكة الموريطانية لجارتها نوميديا بعدما  تحالف الملك الموريطاني بوخوس الثاني مع قيصر ضد الملك النوميدي يوبا الاول الأول ، واستعان قيصر بملكي موريطانيا بوخوس و بوغود ، لتحقيق مخططه الرامي إلى إضعاف يوبا الأول  وصرفه عن الاهتمام بالحرب بإحداث مشاكل على مستوى حدود مملكته.