1. الممالك الامازيغية

   لا نملك من الأدلة المكتوبة و الأثرية ما يثبت وجود ممالك امازيغية قبل القرن الثالث قبل الميلادي، إلا تلك الإشارات المتفرقة الى ملوك و الواردة في بعض من المصادر المكتوبة فهذا يوستينيوس(Justinius)في روايته عن تأسيس مدينة قرطاجة يتحدث عن الملك حرباص (Hiarbas)  في أواخر القرن التاسع ق.م ، فقد وجد الوافدون(الفينيقيون)أنفسهم أمام واجبات إلزاميةومطالب صادرة عن سلطة قائمة،وليس عن جماعات من الرحل و البدو التي يسهل دحرها والقضاء عليها باستعمال القليل من القوة.

  إلى جانب الملك حرباص أشار يوستينيوس إلي ملك في القرن الرابع ق.م استنجد به  حنون (Hannon)    للاستيلاء على السلطة في قرطاجة  ، ويذكر ديودور الصقلي(Diodore de Sicile) ملكا يدعى أيلماس تحالف مع اغاتوكليس أثناء زحف هذا الأخير على قرطاجة أواخر القرن الرابع ق.م، وذكر بوليبوس الذي انفرد في نقل احداث حرب المرتزقة اسماءا لأمراء ليبيين شاركوا في هذه الحرب الداخلية التي هزت الكيان القرطاجي ، وكان نارافاس هذا الأمير الليبي خير مساعد لقرطاجة في محنتها ، بينما تحالف القائد زارزاس (Zarzas)الذي ينتمي الى فرع معادي لنرافاس مع خصوم قرطاجة.

  وهي كلها إشارات تدل رغم اقتضابها على وجود هيكلة سياسية تمثلت في هذه الممالك التي تطورت عنها ممالك القرن الثالث قبل الميلادي.

و يجمع المؤرخون القدماء منهم والمحدثون على أن نوميديا كانت تشتمل على تكتلات قبلية أشهرها قبائل الماسيسيل و الماسيل التي ستنتظم في شكل ممالك في إحدى فترات فجر  التاريخ والتي تحدثت النصوص الإغريقية واللاتينية عنها خلال الحرب البونيقية الثانية التي تسجل في نظر البعض دخول بلاد المغرب القديم في التاريخ.

إن كل ما كتب في شان هذه الممالك يستند بالكامل على فرضيات، بحيث لا نعرف غير أسمائها و موقعها بالتقريب،أما عن نشأة الممالك النوميدية أي مملكة نوميديا الشرقية التي تعرف أيضا باسم المملكة الماسيلية ومملكة نوميديا الغربية التي تعرف بالمملكة الماسيسيلية ، فقد نشأتا نتيجة لعنصرين وهما:

 بروز قبيلة قوية تمسك زمام الامور وتفرض نفسها على البقية-

-تأثير الجوار القرطاجي.

  وقد جرى توحيد هاتين المملكتين على يد الملك ماسينيسا انطلاقا من سنة 203 ق.م، بعد  انتصاره على سيفاكس ملك نوميديا الغربية ، في مملكة واحدة تعرف بالمملكة النوميدية الموّحدة.