1. الممالك الامازيغية

1.2. المملكة الماسيسيلية

1 امتدادها الجغرافي :

تعتبر حدود مملكة نوميديا الغربية او المملكة الماسيسيلية اكثر وضوحا من سابقتها ، حيث تمتد من وادي ملوشة غربا  وتنتهي عند رأس التريتون شرقا.

 ومن  الصعب تثبيت الحدود الأولى لمملكة سيفاكس ، ففي الجهة الغربية يبدو أن الحدود الممثلة في الملوية ظلت على ما هي عليه دون تغيير منذ حكم  باقا و سيفاكس  .

إختلف الأمر بالنسبة للحدود الشرقية التي تميزت بعدم الاستقرار ،كانت تتقدم وتتقلص حسب الظروف السياسية، ويبدو انه كانت لسيفاكس حدود مشتركة مع قرطاجة ربما تعلق الأمر بمكتسبات إقليمية حديثة  بسبب التوسعات الماسيسيلية المتتالية على حساب المملكة الماسيلية

  أما الحدود الجنوبية للمملكة فهي صعبة التحديد، فالأراضي الخاضعة للماسيسيل كانت تمتد حتى تخوم جيتوليا ، كمنطقة مداروش التي كانت ملكا للماسسيسيليين ،كان الجيتول   يقطنون أراضي شاسعة ولا يخضعون للسلطة الملكية المركزية.

 و بهذا تكون قد شملت أراضي شاسعة، وغطت ثلثي من مساحة الجزائر الحالية إضافة إلى جزء من المغرب الشرقي، حيث توجد هناك نصوص ونقوش تذكرهم حتى في الريف المغربي ،حيث     ظهر سيفاكس خلال الحرب البونيقية الثانية وبالتحديد في سنة 213 ق.م كسيد له أتباعه في منطقة مضيق جبل طارق 

 لا تتوقف سلطة سيفاكس في بلاد المور عند هذا الحد ، حيث نجد عدة كتابات كلاسيكية تربط طنجة بالماسيسيليين ، كانت المملكة الماسيسيلية شاسعة للغاية إلى درجة أن كانت لها عاصمتان سيقا بالنسبة لماسيسيل الغرب وسيرتا بالنسبة لماسيسيل الشرق

كانت سيقا (Siga) المدينة الماسيسيلية الرئيسية وقد أشير إليها دائما على أنها عاصمة سيفاكس وفيها استقبل سنة 206 ق.م شبيون وصدروبعل وفيها سك عملته، وتعتبر نواة قوة الماسيسيل وهي تقع في المناطق الغربية في الإقليم الوهراني، أما سيرتا(Cirta) فتزال التساؤلات مطروحة حول إنتماءها الأصلي ،إن كانت جزءا من أراضي الماسيسيل الأصلية أو هي ثمرة فتوحات سابقة ، وحسب ما جاء في نصوص تيتوس ليفيوس فان المدينة كانت ماسيسيلية ،أما موقعها فهي تقع داخل الأراضي الماسيلية

بعد إنهيار المملكة الماسيسيلية إستمرت المنطقة الموجودة بين ملوية ورأس بوقرعون تعرف باسم ﺃرض الماسيسيليين ، مع أنها أصبحت ملكا للملوك الماسيليين

2 اصولها:

كان   الماسيسيليون في الأصل قبيلة قبل أن يعطوا اسمهم للدولة ، وحول التمركز الأولي للقبيلة الماسيسيلية ، يقول بلينوس الكبير إن " شعوب الماسيسيل كانت تقطن فيما مضى الأراضي التي ستعرف فيما بعد بالمقاطعة الطنجية وقد اندثرت بسبب الحروب مثل جارتها الأقرب قبيلة الموريين ،وإستولى الجيتوليون على البلاد.

ومما جاء به بلينوس  يستنتج قزال أن الماسيسيليين أو على الأقل عدد كبير منهم قد خرجوا من داخل موريطانيا و ذهبوا للاستيلاء على ﺃكبر قسم من الجزائر ، الى جانب هذا هناك أدلة قوية تذهب بالباحثين إلى القول بان المنشأ الأصلي للماسيسيليين كان في المناطق الداخلية لتطوان  .

 3 ظهورها :

  تفيدنا النصوص الكلاسيكية بان الماسيسيليين نسبة إلي قبائل الماسيسيل ظهروا كقوة في إفريقيا منذ أواخر القرن الثالث و أوائل القرن الثاني ق.م .

 وإن لا نعرف شيئا عن ظروف تشكل هذه المملكة التي دخلت في حسابات المتنازعين خلال الحرب البونيقية الثانية ، والتي كان على عرشها آنذاك الملك سيفاكس ذو الاعتبار الكبير و الذي كان التحالف معه مرغوب من هذا وذاك وهو ما أدركه بدوره وعرض تحكيمه على الطرفين.

 يعتبر سيفاكس أول ملك ماسيسيلي الذي عرف لدينا منذ سنة220 ق.م،وكانت مملكته اقوي الممالك الإفريقية،إلى درجة أن سالوستيوس وصفها بالإمبراطورية الواسعة و القوية.

  بعد اسر سيفاكس احتفظ ابنه فرمينا بجزء من المملكة واتبع سياسة والده بتحالفه مع القرطاجيين ، وبعد هزيمة حنيبعل غير فرمينا من سياسته و حاول التقرب من الرومان بالطريقة التي تقرب منها ماسينيسا ،فارسل في عام 200ق.م وفدا الى مجلس الشيوخ الروماني للاعتذار عن عدائه للرومان و مواجهتهم في زاما ، طالبا محالفة وصداقة الشعب الروماني.