4. سياسات رائدة في مجتمعات المعلومات

في عالم أصبحت قوة الدول و تطورها تقاس بقوة هياكلها القاعدية المتعلقة بالتكنولوجيات الحديثة، وتطور مجتمعها يقاس بتطور الشبكات الرابطة بين أجزائه ومستوى وكمية إتصال أفراده، وكذا تمتع مواطنيه بهذه التقنيات. ومن المؤشرات التي يمكن رصدها لقياس إمكانية النفاذ والإستعمال توجد المؤشرات التالية ( نسبة تمتع المواطنين بالحاسب الآلي ونسبة الاشتراك في الهاتف الثابت والنقال وكذا نسبة الإشتراك في خدمة الانترنت ونسبة الاستعمال لهذه الأخيرة ) و يمكن لهذه المؤشرات كذلك أن تخبرنا بأداء الدولة ومؤسساتها في هذا المجال أنظر مؤشرات مجتمع المعلومات.وعليه سنحاول من خلال هذا العنصر ان نسلط الضوء على بعض النماذج والتجارب الخاصة بسياسة الدول في الولوج الى مجتمع المعلومات.

-تجربة الولايات المتحدة الأمريكية:

خريطة الولايات المتحدة الامريكية

سنة 1993م ركز المخطط الوطني للهياكل القاعدية للمعلومات على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وعلى أولوية دور القطاع الخاص في بناء بنية تحتية وطنية للمعلومات. مع العلم أن التركيز على القطاع الخاص لا يعني الإستغناء أو التقليص من دور القطاع العام، بل على  الدولة تقع مسؤولية التوجيه ورسم معالم سياسية وطنية مدروسة بإمكانيتها أن توظف مساهمات القطاع الخاص لتحقيق نتائج ملموسة.

  1. تشجيع الإستثمار الخاص في قطاع المعلومات.
  2. تيسير الوصول إلى المعلومات للجميع وبأسعار معقولة.
  3. المساهمة في تطوير تكنولوجيا المعلومات وإستخداماتها
  4. السهر على السير الحسن للهياكل القاعدية ووضعها تحت تصرف مستعمليها.
  5. ضمان أمن المعلومات ونوعية الشبكات.
  6. حماية حقوق الملكية الفكرية
  7. تسهيل الوصول إلى المعلومات الإدارية في مجال الإتصالات.
  8. التنسيق بين مختلف الهيئات الإدارية على المستوى الوطني وربط العلاقات مع الشعوب الأخرى.
  9. التسيير بين مختلف الهيئات الإدارية على المستوى الوطني وربط العلاقات مع الشعوب الأخرى

يعد مراجعة قانون 1934أمضى الرئيس السابق كلينتون * Clintonالقانون الجديد المسمى: ) (Telecommunication act of 1996والذي ألغيت بموجبه قوانين التي تمنع القطاع الخاصمن المشاركة في الإسثتمار في خدمات الهاتف المحلي كما حدد هذا القانون شروط المنافسة وأعطى صلاحيات واسعة للجنة الفدرالية للإتصالات )Federal Communication (FCC Commissionمع مطالبتها بتحيين تعريف الخدمة العامة والسهر على أن تستفيد المدارس والمكتبات من خدمة الإتصالات بسعر خاص.

- سياسة الإتحاد الأوربي في بناء مجتمع المعلومات:

خريطة الاتحاد الاوربي

 

يعود تاريخ إهتمام الإتحاد الأوربي بقطاع المعلومات إلى الثمانينات مـن القـرن العشـرين حيـث أولى الإتحــاد عنايــة خاصــة لتطــوير تكنولوجيــا المعلومــات الــتي إعتنــت ب"التكنولوجيــا الأساســية" وتــرجم إهتمــام الإتحــاد بهــذا القطــاع بوضــع برنــامج أوربي للبحــث والتطــوير في مجــال تكنولوجيــا المعلومات سنة 1984م وزيادة الغلاف المـالي المخصـص لتمويـل الـبرامج في نفـس المجـال. تلـي هـذه المرحلة إجراءات عملية تهدف إلى تحسين البنية التحتية لقطاع الإتصالات . في بدايـة التسـعينات أكـد الإتحـاد الأوربي ضـرورة الـدخول وبسـرعة في مجتمـع المعلومـات نظـرا للــوتيرة المتســارعة للعولمــة ومــا إنجــر عنهــا مــن تخــوف الأوربيــين مــن تراجــع مــوقعهم أمــام الولايــات المتحدة الأمريكية. وفي هذا الإطار شرع في إنشاء شبكة أوروبية. كمـا أنـه في شـهر ديسـمبر 1993مكلـف المجلـس الأوروبي فريقـا مـن الخـبراء لإعـداد تقريـر حول إقتصاد المعلومات في الإتحاد وأفضى التقرير إلى ضرورة إسناد الدور الأساسي للقطاع الخـاص لتطوير مجتمع المعلومات. وفي شــهر جويليـة 1994م نشـرت اللجنـة الأوربيـة محاضـرة تحـت عنـوان: "طريـق أوربـا نحـو مجتمــع المعلومــات والخطــة التنفيديــة" أيــن طرحــت جملــة مــن القضــايا المتعلقــة بالإطــار القــانوني والتنظيمي وكذا الخدمات والمحتوى والجوانب الإجتماعية والثقافية.  وفي ســنة 1999م بـدأ المجلـس الأوروبي في تنفيـد قاعـدة بيانـات للمشـاريع الـتي تحقـق كيـان مجتمـع المعلومـات وهـو مشـروع  (ESIS)، ويهــــدف هـذا المشــروع إلى بنـاء وتـوفير أدوات تكنولوجيــة مناســـبة في مجـال المعرفـة ، الاتصالات، المشاركة، نشر المعلومات، التجوال والدعاية. إن السياسـات الأوربيـة المنتهجـة في مجـال المعلومـات إنطلقـت مـن الجانـب الإجتمـاعي الـذي يشـكل القاعـدة الأساسـية لتطـوير مجتمـع المعلومـات، وبالتـالي وجهـت عنايـة كبـيرة للتربيـة والتكـوين للإرتقـاء بالعنصـر البشـري إلى مسـتوى التفاعـل مـع التحـولات الـتي يعرفهـا العـالم لتمكـين الفـرد مـن القيام بدوره كعنصر فاعل يساهم في بناء المجتمع.

فيما يخص الجهود الفردية لدول الإتحاد فهي تصب في نفس الاتجاه، على سـبيل المثـال حـررت فرنسا قطاع الاتصالات في الفاتح من جـانفي 1998م وذلـك في إطـار مخطـط وطـني شـامل لإعـداد أرضـية مناسـبة تسـمح لهـا بالـدخول في مجتمـع المعلومات.حيـث خصصـت فرنسـا 50مليـون فرنـك سـنويا لمـدة 3سـنوات لإنشـاء شـبكة تـربط بـين المكتبـات الجامعيـة و 30مليـون فرنـك لـنفس المـدة لرقمنة الأرصدة الوثائقية.
- سياسة اليابان في بناء مجتمع المعلومات:

خريطة اليابان


يعــود التطــور الــذي حققتــه اليابـان في المجــال الإقتصـادي إلى الــتحكم في آليـات النجــاح منهــا الإهتمام بالمعلومات وحسن إستغلالها وإدراجها في الحياة اليومية لليابانيين. ويعد اليابان مـن الـدول السباقة إلى وضع خطة إستراتيجية للتحول إلى مجتمع المعلومات فقد سخر أموالا طائلة، وجند قـوة 
بشـرية هائلـة لهـذا الغـرض. وبهـذا فقـد "أخـدت دور الريـادة في الثـورة الإلكترونيـة وفي خلـق مجتمـع المعلومات إنطلاقا من إعلانها عام
1976م عن خطتها الشاملة للوصول إلى مجتمـع المعلومـات ".
وقـد أصـدرت في سـنة 1994م برنـامج البنيـة الأساسـية المتقـدم للمعلومـات يشـمل علـى تطـوير ثلاثـة مجالات أساسية، هي :
أ- تدعيم نظم الإتصالات الرقمية لإتاحة فرصة الإتصال بشبكة الأنترنت على نطاق واسع.
ب- تطوير إنتاج الوسائط المتعددة وطرق التعامل والاستفادة منها.
ج- دعم وتطوير المكتبات الرقمية.

وتتراوح الميزانية التي خصصتها الإدارة للمعلومات بين 1,7و 2مليـار دولار سـنويا منهـا 10إلى %15موجهـة للبحـث العلمـي، ونظـرا للأهميـة القصـوى الـتي تكتسـيها المعلومـات في حيـاة الأفـراد والجماعات فإن المؤسسة اليابانية تتعامل مع المعلومات وفق المبادئ التالية:
- التحسيس بأهمية المعلومات على أعلى مستويات المؤسسة. 
- إنفاق الميزانيات الكافية لإقتنائها.
- الإهتمام الفردي لإدراج المعلومات في العمل اليومي.
- نجاعة الإتصال بين عمال المؤسسة.

-سياسة ماليزيا في بناء مجتمع المعلومات:

خريطة ماليزيا


ماليزيا من الدول التي أدركت أهمية المعلومات كأداة لتحريك عجلة التنمية وبالتالي شرعت في بداية القرن الحالي في تطبيق سياسة تعتمد على توظيف تكنولوجيا المعلومات لتطوير المجتمع حيث (Malaysian East Asian (MEAST) : من إرسال قمرها الإصطناعي1969 تمكنت في:
.Satellite تعتمد السياسة الماليزية المنتهجة في ميدان المعلومات على العناصر التالية:
-1الإستثمار الواسع في مجال تكنولوجيا المعلومات.
-2 إعتماد التخطيط كأسلوب منهجي لتحقيق المشاريع منها المتعلقة بقطاع المعلومات على المدى
المتوسط والبعيد.
-3الإستثمار الجاد في العنصر البشري من خلال العناية بقطاع التربية والتعليم.
-4الإهتمام بالمكتبات بالعمل على تقريبها من المواطن عن طريق الوسائل التكنولوجية الحديثة.
-5السعي لتمكين المواطنين من إستعمال الإنترنت.
-6إستعمال المكتبة المتنقلة لإيصال الكتب والمعلومات إلى سكان الأرياف والمناطق النائية.
-7التحرير الجزئي لوسائل الإعلام والإتصال مع الحفاظ على الدور التوجيهي للدولة.ويمكن توضيح سر تقدم ماليزيا من خلال هذا الفيديو:

فيديو يوضح نهضة ماليزيا

- سياسة سنغافورة في بناء مجتمع المعلومات:

خريطة سنغافورا


في سنغافورة أدركت السلطات أهميـة تكنولوجيـا المعلومـات منـد الثمانينـات وسـارعت إلى إعتمـاد إجـراءات عمليـة في هـذا المجـال، ويعـد مشـروع )النظـرة البعيـدة لجزيـرة ذكيـة( لسـنة 2000م مـن أهـم البرامج الموجهة لإدراج تكنولوجيا المعلومات والإتصال في جميع مجـالات المجتمـع ومـن جملـة مـا يرمـي
إليـه المشـروع تمكـين المـواطنين مـن الـتحكم في تكنولوجيـا المعلومـات والإتصـال، هنـاك
7بيـوت مـن أصل 10تمتلك حاسوبا و 6من أصل 10تستعمل الأنترنت، ويمكن توضيح أسرار تقدم هذه البلد من خلال الفيديو التالي:

فيديو يوضح سر نجاح سنغافورا

فيديو يوضح سر نجاح سنغافورا


-سياسة كوريا في بناء مجتمع المعلومات:

خريطة كوريا


تظافرت جهود القطاع الخاص والقطاع العام لتطوير بنية تحتية تكنولوجية أفضت إلى تمكين مالا يقل عن 2,5مليون كوري من الإستفادة من خدمات الإنترنت في سـنة 1997م، حيـث صـرح وزيـرالإعــلام والإتصــال لجمهوريــة كوريــا أثنــاء القمــة العالميــة لمجتمــع المعلومــات المنعقــدة بجنيــف في 12
ديســمبر 2003أن %70مــن البيــوت الكوريــة تســتعمل الإنترنــت و %70مــن مجمــوع الســكان يملكـون الهـاتف النقـال،كمـا قامـت الحكومـة بتطبيـق برنـامج سمـح بتكـوين 10ملايـين شـخص في الإعلام الآلي. ومن أهم تطورات كوريا يمكن مشاهدة هذا الفيديوا حول أهم التطورات التكنولوجيا كما يلي:

فيديو حول التجارة الالكترونية في كوريا