1. تمهيد
إن المتتبع لتطور الأفكار الفيزيائية سيجد أن الفيزياء الكلاسيكية –كما سبق وأن عرضناها في المحاضرة السابقة-منذ نشأتها مع غاليللو ونيوتن قامت على جملة من المفاهيم التي لا يمكن تطبيقها إلا على مستوى المجال العادي المألوف متناسية المجال الماكروفيزيائي الممثل في عالم المجرات والمجال الميكروفيزيائي والذي يمثله عالم الذرات والالكترونات،فكان هذا النقص عاملا في ظهور ثورة علمية جديدة مثّلتها الفيزياء الحديثة والمعاصرة على حد سواء،والتي مثّلت النظرية النسبية جانبا مهما لا يمكن إنكاره،كرد فعل على فيزياء نيوتن وعجزها عن تفسير الكثير من الظواهر الفيزيائية والفلكية،لذا فإن الإشكال المطروح:ماالمقصود بالنظرية النسيبية؟وما هي مفاهيمها الفلسفية التي انبثقت عنها؟وكيف تمكنت من تجاوز الفيزياء الكلاسيكية عامة والنيوتونية خاصة؟