3. الهجرة

الهجرة:

1- تعريف الهجرة :الهجرة كما يوضحها القانون الدولي العام هي انتقال الأفراد من دولة إلى أخرى بقصد الإقامة الدائمة فيها، فهي تضمن الهجرة من دولة أصلية واتخاذ الموطن الجديد مقرا وسكنا مستديما في نطاق أحكام القانون الداخلي والقانون الدولي معا، فهي تخضع للقانون الداخلي من ناحية ومن ناحية أخرى من وسائل بكل من الدولتين المهاجر منها والمهاجر إليها وغير ذلك. وهناك من يعرفها على أنها عملية الانتقال التي يقوم بها جزء من سكان البلد إن على مستوى داخلي (أي تحرك داخلي أو هجرة داخلية) أو على مستوى خارجي (أي تحرك خارجي أو هجرة خارجية).

2- أنواع الهجرة :

  • الهجرة الداخلية: يقصد بـانتقال الأفراد والجماعات بصورة دائمة أو مؤقتة داخل حدود الوطن أو الدولة من مجتمع محلي إلى مجتمع محلي آخر طلبا لأسباب الرزق والعيش السعيد، ويعزى ذلك الانتقال لفقر البيئات المحلية المهاجر منها أو اكتظاظها بالسكان وما يتبع ذلك من انخفاض في الأجور أو تفشي البطالة، حيث تعتبر هذه الهجرة من العوامل الهامة في زيادة سكان مجتمع ما أو نقصه بالإضافة إلى الزيادة أو النقص الطبيعي الناجم عن الولادات والوفيات. وهي أيضا انتقال السكان من المناطق الريفية الزراعية إلى المدن حيث توجد فيها المصانع، وهذا يتم في داخل البلد الواحد ودوافع ذلك تكون مادية (كضيق العيش والبحث عن فرص العمل) أو بسبب الكثافة السكانية (التي تجبر الدولة أو الأفراد أنفسهم بإعادة الانتشار) أو لدوافع مناخية (كتفضيل الأماكن ذات الطقس المعتدل) أو لدوافع حضارية (كوجود مرافق وخدمات متطورة في الأقاليم المهاجر إليها).
  • الهجرة الخارجية: وهي انتقال السكان من بلد إلى آخر وأسباب ذلك تعود إلى دوافع اقتصادية، سياسية أو علمية وينجر عن هذا النوع من الهجرة أثار على البلد المرسل والبلد المستقبل للمهاجرين ومن ذلك:

-   نقص في عدد السكان للبلد المرسل وزيادته في البلد المستقبل؛

-   تركيبة السكان من حيث العمر والجنس والمهنة في كل من البلد المرسل والبلد المستقبل.

 إضافة إلى هذا التقسيم للهجرة المرتبط بالمكان (هجرة داخلية أو هجرة خارجية) فانه توجد تقسيمات أخرى عديدة حسب عوامل أخرى، إذ هناك: 

- الهجرة الدائمة والهجرة المؤقتة (حسب الزمان) 

- الهجرة الفردية والهجرة الجماعية (حسب العدد)

- الهجرة الإيرادية والإجبارية (حسب حجم الضغط والإكراه)

3- طرق قياس الهجرة: من أهم القوانين التي تستخدم في الهجرة نجد:

  • طريقة محل الميلاد:

      تعتمد هذه الطريقة على مصدر إحصائي واحد فقط هو تعداد السكان، حيث تستخدم جداول محل الميلاد مقارنة بمكان الإقامة وقت التعداد، فالسكان الذين يعدون في منطقة ( A ) مثلاً وليسوا من مواليد هذه المنطقة فإنهم في هذه الحالة يعتبرون مهاجرين من المناطق التي ولدوا فيها إلى منطقة ( A )، و بالمثل فإن السكان الذين عدوا في المناطق الأخرى وكانوا من مواليد منطقة ( A ) فإنهم أيضا يعتبرون مهاجرين من منطقة ( A ) إلى تلك المناطق. وعند استخدام هذه الطريقة في عدة تعدادات متتالية فإنه يمكن معرفة تطور حركة الهجرة الداخلية في الدولة،  وتوضح هذه الطريقة حركة تبادل المهاجرين بين المناطق الإدارية في البلاد وكذلك في تحديد تيارات الهجرة وكثافتها واتجاهاتها، إضافة إلى أن هذه الطريقة تفيد أيضا في معرفة أصول المهاجرين ونسبتهم إلى جملة سكان المنطقة التي هاجروا إليها أو منها. 

  • طريقة معادلة الموازنة: في هذه الطريقة يُعتمد على بيانات الإحصاءات الحيوية من جهة، وعلى بيانات التعداد العام للسكان من جهة أخرى، وذلك عن طريق تقدير الزيادة الطبيعية بين التعدادين ومقارنتها بالزيادة الكلية في فترة التعداد، ويمثل الفرق بينهما الهجرة الصافية سواءً كانت موجبة أو سالبة لمنطقة معينة.
  • طريقة نسبة البقاء:  تقوم هذه الطريقة على دراسة خصائص المهاجرين كالعمر والنوع وهي تعتمد على ما يعرف بنسب البقاء، أي احتمال بقاء فوج من السكان في فئة عمرية معينة في تعداد معين إلى التعداد التالي في المكان نفسه، وتتطلب هذه الطريقة بيانات عن عدد السكان حسب العمر والنوع في تعدادين متتاليين، ثم معرفة نسبة البقاء التعدادية في كل فئة عمرية معينة والتي يمكن أن تطبق على السكان في التعداد الأول حتى يمكن أن يتم تقدير عدد السكان المتوقع أن يظل على قيد الحياة في التعداد التالي.

4- معدلات الهجرة: يتم قياس الهجرة بمجموعة معدلات هي على النحو التالي:

معدل الهجرة الوافدة = عدد المهاجرين الى المنطقة÷مجموع عدد السكان×1000

معدل الهجرة النازحة = عدد المهاجرين من المنطقة  ÷مجموع عدد السكان × 1000

معدل الهجرة الصافي =(عدد المهاجرين من المنطقة - عدد المهاجرين الى المنطقة)÷مجموع عدد السكان × 1000

يعكس معدل الهجرة الصافي مدى تأثير الهجرة على إجمالي عدد سكان المنطقة و لكونه يمثل فارق عدد النازحين إلى عدد الوافدين نسبة إلى مجموع عدد السكان لذلك يمكن أن يتغير إلى ثلاثة حالات: 

* إذا كان: عدد النازحين > عدد الوافدين، فان:  معدل الهجرة الصافي يكون موجبا.

* إذا كان: عدد النازحين < عدد الوافدين، فان: معدل الهجرة الصافي يكون سالبا.

* إذا كان: عدد النازحين = عدد الوافدين، فان: معدل الهجرة يكون معدوما.

إضافة إلى هذه المعدلات يوجد أيضا المعدل العمري والمعدل النوعي وتحسب على أساس قسمة عدد المهاجرين في فئة عمرية (ذكورا  أو إناثا معا) على مجموع عدد السكان لهذه الفئة مضروبا في الألف،

أي:  عدد  المهاجرين الذكور أو الإناث او الاثنين معا

معدل الهجرة العمري والنوعي للهجرة =عدد المهاجرين من الجنسين في فئة عمرية÷عدد الافراد من الجنسين في نفس الفترة ×1000