2. التكنولوجيا في مجتمع المعلومات: المظاهر والمؤشرات

المظاهر العامة:

إن تطور مصادر المعلومات كما ونوعا وكذلك الموضوعات المتشعبة والمتداخلة التي تعكسها مثل تلك المعلومات ،قد فرضت علينا اللجوء إلى تكنولوجيا المعلومات المعاصرة ،كنتيجة حتمية لتامين السيطرة على المعلومات وتهيئتها للباحثين والمستفيدين الآخرين بالسرعة والشمولية والدقة التي يتطلبها منطق العصر من أية بقعة جغرافية في هذا العالم الذي أصبح يتمثل بقرية صغيرة ينظر إليها الإنسان من خلال شاشة صغيرة هي شاشة الحاسوب ومن هذا المنطلق يمكننا النظر إلى الانترنت . ويمكن ايراد فوائد الانترنت من خلال الفيديو التالي:

فيديو يوضح فوائد الانترنت

أهمية الانترنت في بناء مجتمع المعلومات:

لقد أفرز تزاوج تكنولوجيا الحواسيب والاتصال شبكات المعلومات، ومن أهمها شبكة الإنترنت التي أصبحت مصدرا هاما للمعلومات، لما تملكه من إمكانات وما تتيحه من رفع للحواجز والحدود المكانية والزمانية، وهذا ما دعى بالمجتمعات لتغير نمطها وتطعيمها بهذه التقنيات الحديثة من أجل الاندماج في مجتمع المعلومات لتلبية حاجيات أفراده.

أصبحت الانترنت اليوم تمثل رمزا من رموز الحضارة الإنسانية والتطور الكبير الذي يشهده العالم
في المجال العلمي والتكنولوجي. وعلى هذا الأساس، مثلت شبكة الانترنت موضوع دراسة وبحث من طرف الكثير من الباحثين والمختصين في مختلف المجالات والاخـتصاصات، نظرا لما تقدمه هذه الشبكة من خدمات في مختلف القطاعات والنشاطات العلمية منها والاقتصادية والتجارية وغيرها.

إن اختلاف القطاعات والنشاطات العلمية على شبكة الانترنت أدى إلى كثرة التعاريف حول هذه الشبكة، وعدم وجود تعريف واحد محدد يتفق عليه الجميع، غير أن هذه التعاريف تنصب كلها حول مفهوم واحد، هو أن هذه الشبكة تعرف بأنها الشبكة العالمية أو شبكة الـشبكات، كما تتفق على شيء أساسي، وهو أهمية هذه الشبكة ودورها الفعال في كل القطاعات والمجالات، ويعرف كولن Colen  شبكة الانترنت بأنها " مجموعة من قنوات الاتصال المعقدة يسهل النظر إليها كنظام الهاتف، وأنها ليست حاسوبا واحدا فحسب بل هي المحصلة النهائية للملايين من أجهزة الحاسوب المرتبطة ببعضها بعضا، كما ينظر إلى شبكة الإنترنت على أنها رمز يشبه الغيمة إلى حد بعيد، إذا ما أضيف حاسوب جديد للشبكة فإن الغيمة تكبر"، ويبلغ عدد مستخدميها يوميا بعشرات الملايين يستعملونها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا المعدل يزداد بواقع مليون مستخدم شهريا، ويزيد حجم البيانات والمعلومات المتداولة عبر الشبكة بمعدل 10%.[1] وتمثل الانترنت أهم ركائز مجتمع المعلومات لما تقدمه من خدمات وامتيازات تتمثل فيما يلي:

أولاً: الإنترنت مفتوحة ماديا ومعنويا: بإمكان أية شبكة فرعية أو محلية تنشأ في العالم أن ترتبط بشبكة الإنترنت وتصبح جزءاً منها دون قيود أو شروط سواء من حيث الموقع الجغرافي أو التوجه السياسي
أو الديني أو الاجتماعي.

ثانياُ: الإنترنت عملاقة ومتنامية: حققت الإنترنت ما لم تحققه أية تقنيه سابقة في تاريخ الإنسانية فقد حطمت الإنترنت حواجز الإحصائيات جميعها. فقد احتاجت هندسة المذياع إلى 38 سنة حتى أصبح لديها 50 مليون مشترك، بينما احتاجت خدمة التلفاز إلى 15 سنة واحتاج الحاسب الشخصي إلى 16 سنة، في حين أن الإنترنت احتاجت إلى 4 سنوات فقط حتى تخطت هذا الحاجز. ويتزايد عدد المشتركين علي الشبكة كل يوم ويتصفح مستخدمي الإنترنت الشبكة بـ 26 لغة.

ثالثاً: الإنترنت عشوائية: بسبب طبيعة الإنترنت وتطورها، فإن المعلومات موجودة عليها بشكل عشوائي متناثر، ولذلك قامت عدة جهات غير ربحية وأخري تجارية بإنشاء فهارس وتطوير برامج تقوم بالبحث عن المعلومة التي يطلبها المستخدم. ومن القضايا الشائكة لانتشار شبكة الإنترنت هي أن الشبكة غير محكومة سياسيا ولا قانونيا ولا أخلاقيا ولا تجاريا إلى حد بعيد، فالشبكة صارت مسرحا لأنواع المواد كلها الطالح منها والصالح.

رابعاً: الإنترنت شعبية: لا توجد وسيلة حاليا تضاهي شعبية الإنترنت لأنها وسيلة جماهيرية وليست مقصورة علي فئة معينة، وعن طريقها أمتلك الفرد المستخدم العادي قوة كبيرة جدا ما كان يملكها لولا هذه الأداة الجماهيرية التي أنحصر بفعلها الزمان والمكان ذهابا وإيابا من عاصمة إلى أخرى، ومن شركة إلى أخرى ومن فرد إلى آخر بسرعة الضوء ناقلة معها البيانات والمراسلات والمعارف والمداولات المالية والعقود والاستفسارات، وقد أصبح العالم كوكبا لا  يعرف فيه التواصل نوما.

خامسا:الإنترنت تجارة إلكترونية هائلة: لا توجد وسيلة إعلانية أخرى تضاهي الإنترنت في الوقت الحاضر، ويقدر حجم التجارة الإلكترونية بين 65 و 100 بليون ( دولار) أكثر من نصفها من نصيب الولايات المتحدة ومن المقرر أن يرتفع حجمها إلى 5ر1 (ترليون) بنهاية هذا العام.

سادسا: الإنترنت متطورة باستمرار: أصبحت شبكة الإنترنت حديث العالم أجمع، لأنها الوسيلة التي أحدثت تحولا بالغا في مفهوم صناعة المعلومات وسرعة انتشارها في هذا الكون الفسيح ذابت معه فوارق الزمن وبعد المسافات، إذ حول هذا الجهاز العالم إلى شاشة صغيرة بقاراته الشاسعة وشعوبه المختلفة، وأجناسه المتعددة، فمن خلال شاشته الصغيرة العالم يزورك في بيتك وفي مكتبك بدلا من مشقة زيارته.

- الإنترنت وخدمات المعلومات:

 تعد المعلومات من أهم مقومات الحياة ومن أبرز ركائز التقدم الحضاري، ولها ارتباط وثيق بجميع ميادين النشاط البشري، وهي تشكل جزءا لا يتجزأ من هذا النشاط. وفي هذا العصر ظهر اهتمام متزايد بالمعلومات كونها ثروة وطنية تعلب دورا استراتيجيا حيويا في ميادين أنشطة المجتمع، وقد دفع هذا الاهتمام الدول والمؤسسات والأفراد إلى بذل جهود حثيثة في مجالات السيطرة والتحكم بمورد المعلومات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وقد نتج عن هذه الجهود العديد من نظم وشبكات المعلومات التعاونية وتأتي شبكة الإنترنت في مقدمة هذه الشبكات.[2]

­ قضايا السياسات العامة المتصلة بإدارة الانترنت: عملاً بقرار الجمعية العامة 56/183 مراعاة لنتائج مرحلة جنيف من القمة العالمية لمجتمع المعلومات، جاءت مرحلة تونس من القمة العالمية لمجتمع المعلومات لمناقشة التمويل وتقليص الفجوة الرقمية بالإضافة إلى إدارة الانترنت التي تعد نقطة حاسمة في بناء مجتمع معلومات للجميع، ويقصد بإدارة الإنترنت "قيام الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كل حسب دوره، بوضع وتطبيق مبادئ ومعايير وقواعد وإجراءات لصنع القرار وبرامج مشتركة تشكل مسار تطور الإنترنت واستخدامه". مثلت في 04 عناصر كما يلي:

 المسائل المتصلة بالبنية التحتية وإدارة الموارد الحيوية للإنترنت، ويدخل في ذلك إدارة نظام أسماء النطاقات، وعناوين بروتوكولات الإنترنت، وإدارة نظام الخوادم الجذرية، والمعايير التقنية، والترابط الشبكي التناظري وغير التناظري، والبنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية، بما 

 ي ذلك التكنولوجيات المبتكرة والمتضامة، وكذلك التعددية اللغوية. وهذه المسائل ذات الارتباط المباشر بإدارة الإنترنت تندرج في نطاق عمل المنظمات القائمة المسؤولة عنها. المسائل المتصلة باستخدام الإنترنت، بما في ذلك البريد الإلكتروني التطفلي (سبام)، وتأمين الشبكات، والجرائم الحاسوبية. وبينما ترتبط هذه المسائل ارتباطا مباشرا بإدارة الإنترنت، فإن طبيعة التعاون العالمي المطلوب غير محددة بدقة.  المسائل التي لها صلة بالإنترنت، وإن كان تأثيرها أوسع نطاقا، وهناك منظمات قائمة مسؤولة عنها، مثل حقوق الملكية الفكرية أو التجارة الدولية. وقد بدأ الفريق العامل في فحص النطاق الذي تعالج عليه هذه الأمور تماشيا مع إعلان المبادئ. المسائل المتصلة بالجوانب الإنمائية لإدارة الإنترنت، ولا سيما بناء القدرات في البلدان النامية.  المعنيون بإدارة الانترنت: وتشمل الأطراف التالية:

لحكومات: تشمل أدوار ومسؤوليات الحكومات ما يلي: وضع السياسة العامة وتنسيقها، مع تنفيذها عند الاقتضاء، على الصعيد الوطني، ووضع السياسات وتنسيقها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تهيئة بيئة مواتية لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

النهوض بالمهام الرقابية.

وضع وإقرار القوانين واللوائح والمعايير.

إبرام المعاهدات.

تهيئة ممارسات فضلى.

تشجيع بناء القدرات في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستعانة بهذه التكنولوجيا في هذا المسعى.

· تشجيع أعمال البحث والتطوير المتعلقة بالتكنولوجيات والمعايير.

· تعزيز إمكانيات الاستفادة من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

· مكافحة الجرائم الحاسوبية.

· بناء جسور التعاون الدولي والإقليمي.

· تشجيع العمل على تطوير البنية التحتية وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

· معالجة المسائل الإنمائية العامة.

· تشجيع التعددية اللغوية والتنوع الثقافي.

تسوية المنازعات والتحكيم.

 القطاع الخاص. تشمل أدوار ومسؤوليات القطاع الخاص:

 · التنظيم الذاتي للدوائر الصناعية.

· تهيئة ممارسات فضلى.

· وضع مقترحات بشأن السياسات العامة، وتحديد مبادئ توجيهية وأدوات من أجل صناع السياسات وغيرهم من أصحاب المصلحة.

· القيام بأعمال البحث والتطوير المتعلقة بالتكنولوجيات والمعايير والعمليات.

· المساهمة في صياغة قانون وطني في هذا الشأن والمشاركة في وضع السياسات الوطنية والدولية.

· تشجيع الابتكار.

· التحكيم وتسوية المنازعات.

· تعزيز بناء القدرات.   

فيديو يوضح أهمية الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص

  •  المجتمع المدني: تشمل أدوار ومسؤوليات المجتمع المدني ما يلي:

فيديو يوضح المجتمع المدني

 التوعية وبناء القدرات (المعرفة، التدريب، تبادل المهارات).

  • الترويج لمختلف الأهداف التي تخدم المصلحة العامة.
  • تيسير بناء الشبكات.
  • حشد جهود المواطنين في إطار العمل الديمقراطي.
  • مراعاة وجهات نظر الفئات المهمشة، بما يشمل على سبيل المثال الفئات المستبعدة والعناصر النشطة على صعيد القاعدة الشعبية.
  • · المشاركة في العمليات المتعلقة بالسياسات.
  • · المساهمة بالخبرات والمهارات والتجارب والمعرفة في طائفة متنوعة من مجالات سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
  • · المساهمة في العمليات المتعلقة بالسياسة العامة وفي السياسات التي يغلب عليها توجه المسار من القاعدة إلى القمة، والتمحور حول البشر، وشمول الكافة.
  • · أعمال البحث والتطوير المتعلقة بالتكنولوجيات والمعايير.
  • · تهيئة ممارسات فضلى ونشرها.
  • · المساعدة على ضمان إخضاع القوى السياسية وقوى السوق للمساءلة بشأن احتياجات كافة أفراد المجتمع.
  • · تنشيط روح المسؤولية الاجتماعية وتشجيع ممارسات الحكم الرشيد.
  • · الدعوة إلى إقامة المشاريع والأنشطة الاجتماعية ذات الأهمية الحيوية التي قد لا تتسم مع هذا ”بالرواج“ أو لا تحقق ربحا.
  • المساهمة في تشكيل رؤى لمجتمعات للمعلومات محورها الإنسان ودعامتها حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والتمكين.                                                                                                                                                                           الحكومة الإلكترونية 
  • فيديو يوضح مفهوم الحكومة الالكترونية

     

الحكومة الالكترونية من حيث مفهومها هي البيئة التي تتحقق فيها خدمات المواطنين واستعلاماتهم وتحقق فيها الأنشطة الحكومية للدائرة المعنية من دوائر الحكومة أو فيما بين الدوائر المختلفة  باستخدام شبكات المعلومات والاتصال عن بعد .   وإذا كانت بعض المفاهيم للحكومة الالكترونية تقوم على أساس تجميع الخدمات في موضع واحد فإن مفاهيم أخرى تناقض هذه الفكرة ،إذ لا يرى البعض حاجة لإنتهاج مسلك التجميع ،بل يمكن أن يتحقق الانجاز أفضل إن تم إنشاء أكثر من مركز للعمل الحكومي الالكتروني وهذا من جديد يعيد التساؤل حول نظامين المركزي واللامركزي وأيهما أفضل في الواقع التطبيقي.

-متطلبات الحكومة الالكترونية:

هناك متطلبات عديدة لبناء الحكومة الالكترونية تقنية وتنظيمية وإدارية وقانونية وبشرية لكننا نركز تاليا على أهم المتطلبات التي أشار إليها الكثير من الخبراء في هذا المجال ،ويمكن تلخيصها في ما يلي:

  • توفير البنية التحتية المناسبة .
  • وجود الأنظمة والتشريعات المناسبة.
  • إعادة النظر في طريقة سير المعاملات الحكومية .
  • توفير القدر الكافي من أمن المعلومات.
  • ميكنة أعمال الوزارات والهيئات والإدارات المحلية .
  • بناء القدرات والطاقات البشرية.

 -أهداف الحكومة الالكترونية  فيما يلي يمكن عرض أبرز الأهداف المرجوة من تطبيق الحكومة الالكترونية :

  • تحسين مستوى الخدمة .
  • التقليل من التعقيدات الإدارية .
  • تحقيق أقصى درجات الرضا لدى العملاء .
  • تقديم خدمات جديدة لم تكن ممكنة من قبل .
  • ربط القطاع العام والخاص معا تحت مظلة واحدة .

-  التعليم الالكتروني :

لقد تأثرت العملية التعليمية بالتقنية شيئا فشيئا وصولا إلى ما اصطلح علية بالتعليم الالكتروني الذي أصبح حتمية يتم من خلالها استشراف المستقبل .

-   تعريف التعليم الالكتروني:هو شكل من أشكال التعليم عن بعد ويمكن تعريفه بأنه طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب والشبكات والوسائط المتعددة وبوابات الانترنت من أجل إيصال المعلومات للمستفيدين بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وظبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين.

-   مميزات التعليم الالكتروني:

  • تجاوز قيود المكان والزمان في العملية التعليمية.
  • توسيع فرص القبول في التعليم العالي وتجاوز عقبات محدودبة الأماكن .
  • تمكين المؤسسات التعليمية من تحقيق التوزيع الامثل لمواردها المحدودة .
  • سهولة الوصول إلى المعلم حتى خارج اوقات العمل الرسمية.

-  أهداف التعليم الالكتروني :

  • يحقق التعليم الالكتروني أهدافا مهمة لمختلف المنظومات التعليمية أهمها:
  • توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم .
  • إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية .
  • استخدام وسائط التعليم الالكتروني في ريط وتفاعل المنظومة التعليمية .
  • تبادل الخبرات التعليمية من خلال وسائط التعليم الالكتروني.
  • توفير البنى التحتية اللازمة المتمثلة في الشبكات والأجهزة والبرمجيات.

- المظاهر المكتبية:

فيديو يوضح المكتبات الحديثة

المكتبات الحديثة: في ظل تكنولوجيا المعلومات والإتصالات والنمو المتسارع في نشر مصادر المعلومات الالكترونية والتغيرات المتواصلة في مهنة المكتبات والمعلومات تطورت هذه المؤسسات لتصبح شبكات معلومات متطورة قادرة على التعامل والتفاعل مع التطورات والاتجاهات المعاصرة وتلبية احتياجات الباحثين والدارسين في شتى الموضوعات والمجالات ،فقد مهدت التكنولوجيا الحديثة لظهور أنواع من المكتبات الحديثة .

هناك العديد من المفردات العصرية والمصطلحات التي ترد في أحاديث ومؤلفات الباحثين والمتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات والتي تطلق على المكتبات التي تتميز بالاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات واستخدام النظم المتطورة في اختزان المعلومات واسترجاعها وبثها .ومن بين هذه المكتبات :

-  المكتبة الالكترونية :هي المكتبة التي تتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات الالكترونية المخزنة على الأقراص المرتة أو المتراصة أو المتوافرة من خلال البحث بالاتصال المباشر أو عبر الشبكات كالانترنت .

- المكتبة الافتراضية:يشير هذا المصطلح إلى المكتبات التي توفر مداخل أو نقاط وصول إلى المعلومات الرقمية وذلك باستخدام العديد من الشبكات،ومنها شبكة الانترنت العالمية وهذا المصطلح  قد يكون مرادفا للمكتبات الرقمية وفقا لما تراه المؤسسة الوطنية للعلوم وجمعية المكتبات البحثية في الو-م-أ .

-  المكتبة الرقمية:هي المكتبة التي تشكل المصادر الالكترونية الرقمية كل محتوياتها ولا تحتاج إلى مبنى وإنما لمجموعة من الخوادم وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام.

- شبكات المعلومات: ان مفهوم الشبكة المعلوماتية في مراكز المعلومات تعني مجموعة من مراكز ومؤسسات المعلومات المتجانسة او غير المتجانسة تتفق فيما بينها على تشاطر المصادر مستخدمة في ذلك الحواسيب ووسائل الاتصال الحديثة فهي إذن مشروعات تعاونية توفر فرصا لكافة المشاركين فيها للحصول على المعلومات عن طريق التوزيع او البث من خلال وسائل الاتصال عن يعد لخدمات المعلومات.

ولقد أصبح معروفا أن التطورات الهائلة والمتسارعة في تكنولوجيا الحواسيب والاتصالات أدوات فعالة في مجال توسيع نطاق انتشار المعلومات وتسهيل الوصول إليها بأكبر عدد ممكن من المستفيدين وكذلك تجميع معلومات كانت مبعثرة وصعبة المنال ومن ثم معالجتها وتحليلها وتأمينها مع بقية أنواع المعلومات المناسبة بشكل سريع لمتخذي القرارات والباحثين .

وعلى هذا الأساس فقد أصبح التأثير الإيجابي لتكنولوجيا الحواسيب والاتصالات واضحا في إجراءات وخدمات مراكز المعلومات ،فتطور تكنولوجيا الحواسيب من جهة وتطور الاتصالات السلكية واللاسلكية من جهة أخرى لعب دورا مهما في تناقل البيانات وتبادلها على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية وبالتالي يمكن القول أن التكنولوجيات الحديثة لعبت دورا هاما في إرساء مجتمعات المعلومات وتطويرها.

  الصحة الإلكترونية:

فيديو يوضح الطب الالكتروني

عرفتهـا المفوضـية الأوروبيـة علـى أنهــا: "عبـارة عـن تطبيـق تكنولوجيـا المعلومـات والإتصـالات لجميـع الأنشـطة ذات الصلة بالصحة".

- النشر الالكتروني:

يعتبر النشر الالكتروني المركز الجامع بين كل الكفاءات بمختلف أنواعها واختصاصاتها، فالمؤلف والناشر، وأمناء المكتبات والباحثين اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى لتكثيف عملية التعامل مع هذه التقنية من أجل مسايرة التغيرات التكنولوجية الحاصلة اليوم.[4] ولقد ساهم النشر الإلكتروني في تسريع عمليات البحث العلمي في ظل السباق التكنولوجي،[5] كما يساهم في عملية تأليف وبث المعلومات إلكترونيا متعمدا في ذلك على تكنولوجيا الإعلام الآلي الحديثة. ليقوم بنقل المعلومات من الناشر إلى المستفيد النهائي مباشرة من خلال شبكات الاتصال التي تربط بين مختلف الحواسب. ويمكن توضيح أهم تعريفاته كما يلي:

  • يعرف سبرنج Spring  النشر الإلكتروني أنه: "الاختزان و التطويع و البث و التقديم الرقمي للمعلومات، على أن يتم تنظيم المعلومات في شكل وثيقة ذات بناء معين و يمكن إنتاجها كنسخة ورقية، كما يمكن عرضها إلكترونيا، كما يمكن أن تشمل هذه الوثائق معلومات في شكل نصي أو صور أو رسومات يتم توليدها بالحاسب الآلي.[6]
  • يعرف لانكسثر F. Lancaster أن مصطلح النشر الإلكتروني يمكن تفسيره بطرق مختلفة، و في أبسط التفاسير يستخدم الحاسوب و التجهيزات المرتبطة به لأغراض اقتصادية في إنتاج المطبوع التقليدي على الورقة، و في أكثر التفاسير تعقيدا يتم استغلال الأوعية الإلكترونية بما في ذلك الحركة و الصوت و المظاهر التفاعلية في إنشاء أشكال جديدة تماما من المطبوعات، و هناك تفسيرات عديدة بين هذين الطرفين.[7]
  • يعرف كذلك بأنه العملية التي يتم من خلالها تقديم الوسائط المطبوعة Printed Based Material كالكتب و الأبحاث العلمية بصيغة يمكن استقبالها، و قراءتها عبر شبكة الإنترنيت، هذه الصيغة تتميز بأنها صيغة مضغوطة Compacted ومدعومة بوسائط و أدوات كالأصوات و الرسوم و نقاط التوصيل Hyperlinks التي تربط القارئ بمعلومات فرعية أوبمواقع على شبكة الأنترنيت.[8]

-  ظهور النشر الإلكتروني:

   إن تحليل عروض النشر الرقمي في المجال العلمي مرتبطة باستراتيجيات الناشرين و المؤلفين، إذ أن السنوات الأخيرة سجلت حركة استراتيجية كبيرة كان أساسها جملة من التطورات في مجال النشر العلمي.[9]

   حيث لم ينشأ النشر الإلكتروني في بداية الأمر في كنف دور النشر، كما كان متوقعا، و إنما ظهر داخل الهيئات و الشركات المسؤولة عن شبكات الاتصال و المنتجة للأقراص المليزرة، و يرى البعض أن النشر الإلكتروني قد بدأ أكاديميا خاصة على شبكة الإنترنيت، بهدف تحقيق  سهولة و فعالية الاتصال فيما بين الأكاديميين، حيث كان ينظر إليه باعتباره نمطا جديدا.  و قد كان الهدف الرئيسي من النشر الإلكتروني مع بداية ظهره هو معرفة مدى قدرة الشبكات على نقل الملفات النصية لخدمة الأغراض العسكرية، ثم تحول هذا الهدف تدريجيا ليخدم الجانب الأكاديمي، حيث استخدمه معظم الجامعات و المعاهد العلمية، ثم استفاد منه الناشرون التجاريون بعد ذلك.[10]

   و منه فإن النشر الإلكتروني هو ميدان واسع تضمن مبادرات من الناشرين للشكل الورقي التقليدي وخبراء في الاتصالات عن بعد و الإعلام الآلي بالإضافة إلى المبادرات الشخصية أي النشر الإلكتروني الذاتي.[11]

   أما عند بدايات النشر الإلكتروني فكانت في منتصف الستينات من القرن الماضي حيث أدى تطور المعلومات و الاتصالات إلى بروز أنواع جديدة من النشر تعتمد على الأساليب الالكترونية، و تواصل دلك التطور بسرعة فائقة خاصة في بداية  الألفية الثالثة، و في الستينات تشكلت في الولايات المتحدة الأمريكية أولى قواعد المعلومات و كانت تنتج الأشكال الأولى من الأوعية الإلكترونية للمعلومات و يمكن اعتبار ذلك أول شكل من النشر الإلكتروني، و إن لم تكن شروط نقله و تبادله متطورة مثل ما هي عليه الآن. بعدها شهد النشر الإلكتروني تطورا ملحوظا تجلى في مختلف أشكال بث المعلومات المستعملة  في أمريكا و أوروبا، حيث ظهرت النصوص الرقمية و النشر على الخط: en ligne واستعمال شبكات المعلومات و الإنترنيت في بث المعلومات بالإضافة إلى البث خارج الخط Hors ligne الذي يعتمد على الأوعية المحمولة الأقراص المرنة و الأقراص الضوئية، و أقراص DVD كوسائل بث و توزيع المعلومات.  و منه توالت التطورات مما أدى إلى ظهور عدة مظاهر للتأليف الإلكتروني من أبرزها الكتب الإلكترونية، و الدوريات الإلكترونية.

فيديو يوضح مزايا النشر الالكتروني