3. اضرار اجتماعية

3.3 الأضرار الاجتماعية: يؤدي تعاطي المخدرات والإدمان عليها إلى أضرار اجتماعية بالغة في كثير من الحالات تحيط بالمتعاطي نفسه وتنسحب على المحيطين به من أفراد أسرته وبعض المقربين منه من الأصدقاء، وتنعكس بالتالي على المجتمع واستقراره وأمنه الاجتماعي. ومن أهم الأضرار الاجتماعية للمخدرات التي تلحق بالفرد والمجتمع مايلي:

أولا أضرار فردية: ونعني بها الأضرار التي تلحق بالفرد الذي يتعاطى المخدرات أو يدمن عليها، وتتمثل بما يلي:

  • يميل متعاطي المخدرات غالبا الى العزلة والانطواء، ويبقى أسير نفسه ومخدره  لا هم له سواه. ضاربا عرض الحائط بجميع الواجبات الاجتماعية التي تترتب عليه تجاه أسرته وذويه ومجتمعه، وحتى واجباته اتجاه نفسه وحقوقها عليه لا تستحوذ إلا على الإهمال واللامبالاة، مما يجعله يعيش في دائرة ضيقة أقرب ما تكون إلى السجن الفردي. وفي هذه الحالة يخسر المتعاطي نفسه ويخسره مجتمعه كفرد في جسم المجتمع الكبير
  • يبتعد متعاطي المخدرات عن بيئته الاجتماعية السوية ورفاقه الطبيعيين ويلجأ الى صداقات رفاق السوء من أمثاله الذين يدمنون على تعاطي المواد المخدرة، وتبقى التفافاته وعلاقاته الاجتماعية محصورة في هذا النطاق الموبوء بالمتعاطين والمروجين، مما يترتب عليه فقدان الأهلية الاجتماعية السوية عند الفرد، وزيادة فرص الانحراف مع جماعات الرفاق من متعاطي المخدرات ومروجيها.
  • يواجه متعاطي المخدرات نبذ المجتمع وكراهيته، وتصبح النظرة اليه كانسان شاذ خارج  عن أعراف المجتمع وتقاليده وكذلك مخالف لقوانينه وأنظمته، وفي بعض الحالات يوصف بالإجرام الذي يستحق العقاب. وبذلك يصبح عليه مواجهة عقوبة كل من القانون الاجتماعي المتعارف عليه، وعقوبة القانون الوضعي المعمول به.

ثانيا: أضرار أسرية: تعتبر الأسرة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الكبير، والأصل فيها أن تكون راسخة البناء وطيدة الأسس متينة الهيكل، وأي خلل في مقومات بناء الأسرة ينعكس سلبا على أفرادها.ومن بين الأضرار التي تلحق بالأسرة نتيجة تعاطي المخدرات، نورد مايلي

  • ولادة الأم مدمنة المخدرات أطفالا مشوهين
  • يقل دخل الأسرة الفعلي مع زيادة الانفاق على تعاطي المخدرات مما يؤثر على أوجه الانفاق الأخرى، ويصاحب ذلك انخفاض المستوى الصحي والغذائي والاجتماعي والتعليمي لدى الأسرة مما قد يؤدي إلى انحراف بعض أفراد الأسرة لغياب القدوة الممثلة في الأب والأم ، ولتوافر الحاح الحاجة التي تدفع الأطفال الى أدنى الأعمال لتوفير الاحتياجات المتزايدة في غياب العائل.
  • يسود جو الأسرة العام توتر وشقاق، وخلافات مستمرة بين أفرادها، وقد يؤدي ذلك الى تأخر الأبناء دراسيا، ويصبحون أكثر عرضة للاصابة بالأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والخوف الاجتماعي ويكونون أكثر عرضة للتشرد والانحراف
  • وقوع بعض أفراد الأسرة في التعاطي تقليدا وحب فضول وعدم دراية بعواقب الأمور نتيجة لمشاهدته المتعاطي الذي يقوم بعادات غير مقبولة  لدى الأسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في منزله وربما يستمرون الى اليوم التالي، إضافة إلى ما يعتري أفراد الأسرة من مشاعر القلق والخوف خشية ايذاء المتعاطين أنفسهم لأنهم يفقدون   كما يفقدون ضبط انفعالاتهم. وكذا الخشية من أن تتم مداهمة المنزل من قبل الجهات المسؤولة، بغرض ضبط المخدرات والمتعاطين.