أضرار تعاطي المخدرات

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: مخاطر تعاطي المخدرات
كتاب: أضرار تعاطي المخدرات
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Sunday، 24 November 2024، 6:24 PM

الوصف

نتناول في هذه المحاضرة الأضرار (المخدرات) وتتمثل في الأضرار النفسية والجسمية والاجتماعية والاقتصادية

1. أضرار تعاطي المخدرات

1.3الأضرار الجسمية:

  • فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال، والضعف المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي، كما تسبب قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوبا باحمرار في العينين، ويحدث اختلال في التوزان والتآزر العصبي.
  • يؤدي تعاطي المخدرات إلى تهيج موضعي للأغشية المخاطية في الجيوب الأنفية، والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية تترسب في تلك الشعب، ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة، قد تصل إلى الإصابة  بالدرن الرئوي، والسرطان، وتوقف التنفس الفجائي.
  • يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ، والامتلاء والتخمة، والتي عادة ما تنتهي إلى حالات من الإسهال أو الإمساك خاصة عند تناول مخدر الأفيون، كذلك يسبب التعاطي التهاب المعدة المزمن حيث تعجز عن القيام بوظيفتها في هضم الطعام، كما يسبب التهابا في غدة البنكرياس التي تفرز هرمون الأنسولين، والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم.
  • يؤدي المخدر إلى إتلاف الكبد وتليفه، حيث يحلل المخدر خلايا الكبد، ويحدث بها تليفا، وزيادة في نسبة السكر، مما يؤدي إلى التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.
  • يسبب المخدر التهاب المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكونه، مما يؤدي الى فقدان الذاكرة، والى الهلاوس السمعية والبصرية والشمية والذوقية
  • يسبب ادمان المخدرات اضطرابات في عمل القلب، والأوعية الدموية، والذبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، وانفجار الشرايين وفقر الدم الشديد وتكسر كرات الدم الحمراء، وتسمم نخاع العظام الذي يصنع تلك الكرات.
  • يؤثر تعاطي المخدرات على النشاط الجنسي، حيث تنقص المخدرات إفرازات الغدد الجنسية،مما يخفض القدرة الجنسية.
  • يؤدي إلى التورم المنتشر وسيلان الدم، وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي.
  • يؤدي إلى الإصابة بنوبات صرعية بسبب التوقف عن استخدام المخدرات دون علاج وذلك لاعتماد الجسم عليها.
  •  يسبب تعاطي المخدرات للحوامل المدمنات مشاكل صحية مثل اضطراب الدورة الشهرية وفقر الدم، ومرض القلب، والسكري، والتهاب الرئتين، والكبد و الإجهاض العفوي، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو، هذا ان لم يمت في رحم الأم، ويمكن أن تحدث تشوهات لدى الأطفال حديثي الولادة.
  • يسبب إدمان المخدرات الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان، ويمكن أيضا أن تنتقل الإصابة بفيروس الايدز(مرض نقص المناعة) بسبب الأدوات المستخدمة في الحقن بالتعاطي، كما يسبب الإدمان تضخما في الغدد اللمفاوية بسبب اضطراب الجهاز المناعي.

2. اضرار نفسية

2.3 لأضرار النفسية:

  • يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في الإدراك الحسي العام وخاصة ما يتعلق بحواس السمع والبصر حيث يحدث تحريفا عاما في المدركات، هذا بالإضافة إلى خلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحو البطء واختلال إدراك المسافات بالاتجاه نحو الطول، واختلال إدراك الحجم باتجاه نحو التضخم
  • يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام، وصعوبة وبطء فيه، ويؤدي ذلك إلى فساد في الحكم على الأمور والأشياء ويصاحب ذلك تصرفات غريبة، إضافة إلى الهذيان والهلوسة وعدم التركيز وربما أدى الأمر إلى فقدان الذاكرة.
  • تؤدي المخدرات إلى نتائج نفسية مثل القلق، والخوف والتوتر المستمر، والشعور بعدم الاستقرار، والشعور بالانقباض، مع عصبية وحدة في المزاج، وإهمال المظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه.
  • تحدث المخدرات اختلالا في الاتزان، والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق، والتعبير عما يدور في ذهن المتعاطي، بالإضافة إلى التثاقل والصعوبة في المشي.
  • يحدث تعاطي المخدرات اضطرابا في الوجدان، حيث ينقلب المتعاطي من حالة المرح والنشوة والشعور بالرضا والراحة والسعادة إلى الندم والفتور  والإرهاق والخمور والاكتئاب وضعف المستوى الذهني ويعيش واقعا مؤلما تتشوش فيه الأفكار ويختل السلوك.
  • تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الشديدة والحساسية الزائدة، والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التكيف، والتوافق الاجتماعي
  • تسبب المخدرات اضطرابات انفعالية، ومن ذلك:

أ- الاكتئاب: حيث تنتاب المتعاطي أفكار غير عقلانية ومشاعر سوداوية مؤلمة تتسبب في التردد في اتخاذ القرارات. هذا ويتسم الشخص المكتئب بانخفاض تقدير الذات، ويبالغ في الأمور التافهة ويجعلها ضخمة ومهمة، وقد يقوده هذا الشعور إلى الانتحار.

ب- القلق: حيث يشعر المتعاطي بالخوف والتوتر، وأنه مراقب أو مضطهد من الاخرين مما ينعكس سلبا على علاقته معهم.

ج- التذبذب الانفعالي: حيث يحدث عدم توازن في العاطفة، فترى الشخص المصاب يضحك ويبكي دون سبب مثير لهذا البكاء أو الضحك.

 د- اختلال الأنا: حيث يشعر المتعاطي أنه شخص متغير تماما، وأنه ليس هو، وذلك بالرغم  من أنه يعرف ذاته.

ه- جمود أو تبلد الانفعال: حيث ان الشخص المتعاطي لا يستجيب ولا يستثار بأي حدث، مهما كان ذلك المثير سارا، أو غير سار.

3. اضرار اجتماعية

3.3 الأضرار الاجتماعية: يؤدي تعاطي المخدرات والإدمان عليها إلى أضرار اجتماعية بالغة في كثير من الحالات تحيط بالمتعاطي نفسه وتنسحب على المحيطين به من أفراد أسرته وبعض المقربين منه من الأصدقاء، وتنعكس بالتالي على المجتمع واستقراره وأمنه الاجتماعي. ومن أهم الأضرار الاجتماعية للمخدرات التي تلحق بالفرد والمجتمع مايلي:

أولا أضرار فردية: ونعني بها الأضرار التي تلحق بالفرد الذي يتعاطى المخدرات أو يدمن عليها، وتتمثل بما يلي:

  • يميل متعاطي المخدرات غالبا الى العزلة والانطواء، ويبقى أسير نفسه ومخدره  لا هم له سواه. ضاربا عرض الحائط بجميع الواجبات الاجتماعية التي تترتب عليه تجاه أسرته وذويه ومجتمعه، وحتى واجباته اتجاه نفسه وحقوقها عليه لا تستحوذ إلا على الإهمال واللامبالاة، مما يجعله يعيش في دائرة ضيقة أقرب ما تكون إلى السجن الفردي. وفي هذه الحالة يخسر المتعاطي نفسه ويخسره مجتمعه كفرد في جسم المجتمع الكبير
  • يبتعد متعاطي المخدرات عن بيئته الاجتماعية السوية ورفاقه الطبيعيين ويلجأ الى صداقات رفاق السوء من أمثاله الذين يدمنون على تعاطي المواد المخدرة، وتبقى التفافاته وعلاقاته الاجتماعية محصورة في هذا النطاق الموبوء بالمتعاطين والمروجين، مما يترتب عليه فقدان الأهلية الاجتماعية السوية عند الفرد، وزيادة فرص الانحراف مع جماعات الرفاق من متعاطي المخدرات ومروجيها.
  • يواجه متعاطي المخدرات نبذ المجتمع وكراهيته، وتصبح النظرة اليه كانسان شاذ خارج  عن أعراف المجتمع وتقاليده وكذلك مخالف لقوانينه وأنظمته، وفي بعض الحالات يوصف بالإجرام الذي يستحق العقاب. وبذلك يصبح عليه مواجهة عقوبة كل من القانون الاجتماعي المتعارف عليه، وعقوبة القانون الوضعي المعمول به.

ثانيا: أضرار أسرية: تعتبر الأسرة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الكبير، والأصل فيها أن تكون راسخة البناء وطيدة الأسس متينة الهيكل، وأي خلل في مقومات بناء الأسرة ينعكس سلبا على أفرادها.ومن بين الأضرار التي تلحق بالأسرة نتيجة تعاطي المخدرات، نورد مايلي

  • ولادة الأم مدمنة المخدرات أطفالا مشوهين
  • يقل دخل الأسرة الفعلي مع زيادة الانفاق على تعاطي المخدرات مما يؤثر على أوجه الانفاق الأخرى، ويصاحب ذلك انخفاض المستوى الصحي والغذائي والاجتماعي والتعليمي لدى الأسرة مما قد يؤدي إلى انحراف بعض أفراد الأسرة لغياب القدوة الممثلة في الأب والأم ، ولتوافر الحاح الحاجة التي تدفع الأطفال الى أدنى الأعمال لتوفير الاحتياجات المتزايدة في غياب العائل.
  • يسود جو الأسرة العام توتر وشقاق، وخلافات مستمرة بين أفرادها، وقد يؤدي ذلك الى تأخر الأبناء دراسيا، ويصبحون أكثر عرضة للاصابة بالأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والخوف الاجتماعي ويكونون أكثر عرضة للتشرد والانحراف
  • وقوع بعض أفراد الأسرة في التعاطي تقليدا وحب فضول وعدم دراية بعواقب الأمور نتيجة لمشاهدته المتعاطي الذي يقوم بعادات غير مقبولة  لدى الأسرة حيث يتجمع عدد من المتعاطين في منزله وربما يستمرون الى اليوم التالي، إضافة إلى ما يعتري أفراد الأسرة من مشاعر القلق والخوف خشية ايذاء المتعاطين أنفسهم لأنهم يفقدون   كما يفقدون ضبط انفعالاتهم. وكذا الخشية من أن تتم مداهمة المنزل من قبل الجهات المسؤولة، بغرض ضبط المخدرات والمتعاطين.

4. اضرار الاقتصلدية

3.4 الأضرار الاقتصادية: يعتبر الفرد لبنة من لبنات المجتمع وإنتاجية الفرد تؤثر بدورها على إنتاجية المجتمع الذي ينتمي اليه ، فمتعاطي المخدرات لا يتأثر وحده بانخفاض إنتاجه في العمل  ولكن إنتاج المجتمع أيضا يتأثر في حالة تفشي المخدرات وذلك للأسباب التالية:

-   تؤدي تعاطي وانتشار المخدرات إلى خسائر مادية كبيرة بالمجتمع ككل وتؤثر عليه وعلى إنتاجيته   وهذه الخسائر المادية تتمثل في المبالغ التي تنفق وتصرف على المخدرات ذاتها.

-   الخسائر البشرية، تتمثل في التهريب والاتجار و المتعاطين والمدمنين كمفقود من القوى العاملة

-   تفشي البطالة والفقر في المجتمع بسبب انفاق نسبة كبيرة من الدخل في شراء المخدرات، بالاضافة الى ركون المتعاطي الى الكسل وعدم العمل.

-  العقاقير المخدرة المحظورة مصدر مهم من مصادر تمويل الإرهاب

-  العقاقير والمخدرات سبب رئيس في عمليات غسل الأموال

-   قد يؤدي تعاطي المخدرات الى الثراء غير المشروع للمهربين والمروجين مقابل ضعف اقتصاد الدولة وزيادة الفروقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويؤدي الى نقص إيرادات الخزينة العامة للدولة من عائدات الضرائب، مما يؤدي الى الضغط على العملة المحلية

-   تكديس الأموال بيد فئات معينة نتيجة الاتجار بالمخدرات يجعلهم قادرين على التأثير في أنظمة الحكم، وقد يصلون الى المراكز الحساسة في الحكومات من غير كفاءة، وقد يتخذون قرارات تسئ إلى أوطانهم والإنسانية.