1. مجالات وأنواع التوافق

يمكن تحديد مجالات عديدة للتوافق بحسب  المعايير وفيما يلي سنقدم هذه الأنواع:

(1) التوافق الشخصيفي رأيي فهمي في كتاب الإنسان وصحته النفسية التوافق الشخصي في رأيه أن يكون الفرد راضيا عن نفسه غير كاره لها أو نافر منها أو ساخط عليه أو غبر واثق فيها، وتتسم حياته  النفسية بالخو من التوترات والصراعات النفسية التي نفذت بشعور الذنب والقلق والضيق والنقص والرثاء للذات. 

        ويكون بين الفرد وذاته، ويتضمن السعادة مع النفس وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية الأولية، الفطرية العضوية، الفيسيولوجية الثانوية والمكتسبة، ويتضمن كذلك التوافق للمتطلبات النمو في مراحله المتتابعة .

        إذن فالتوافق الشخصي ما هو إلا مجموعة الاستجابات التي تدل على تمتع الفرد وشعوره بالأمن الذاتي وهو السعادة مع النفس والرضا عناها وإشباع الدوافع الداخلية الأولية الفيسيولوجيه والثانوية المكتسبة ويعبر عن سلم داخلي حيث لا صراع داخلي ويتضمن كذلك التوافق لمطالب النمو في مراحله المتتابعة.

(2)  التوافق الأسري: يشير إلى مدى انسجام الفرد مع أعضاء أسرته وعلاقة الحب والمودة والمساندة والتراحم و الاحترام والتعاون بينه وبين والديه وإخوته بما يحقق لهم حياة أسرية سعيدة.

(3)  التوافق الزوجي: ويشير إلى درجة التناغم و التواصل العقلي والعاطفي و الجنسي بين الزوجين وبناء علاقة زوجية ثابتة مستقرة و الشعور بالرضا والسعادة بحيث يمكنهم ذلك من تحقيق التوقعات الزوجية و مواجهة ما يتصل بحياتهم المشتركة من مشكلات وصراعات.

(4)  التوافق الاجتماعيهناك مفاهيم وتعاريف عديدة للتوافق الاجتماعي ولذلك سوف نستعرض أهم المفاهيم والتعاريف حيث يرى أن التوافق الاجتماعي يعنى " التكيف مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الكائن الحي، فالشخص اجتماعيا هو الذي يشكل اتجاهاته وسلوكه لمواجهة المواقف الجديدة"، إذا التوافق الاجتماعي عملية تكييف المرء لنفسه مع البيئة الاجتماعية واندماجه فيها وتلبية لمتطلبات أو خضوعه لظروفها. ويشير إلى حسن التوافق مع المجتمع بنظامه ومؤسساته وأعرافه وتقاليده وجماعاته و أفراده.

ولتحقيق التوافق الاجتماعي يجب أن نأخذ في الاعتبار الأمور التالية:

    •       أن يتقبل الفرد الآخرين كما يتقبل ذاته وأن يضع نفسه في مكان الآخرين .
    •      أن يكون الفرد متسامحاً مع الآخرين متغاضياً عن نقاط ضعفهم ومساوئهم.
    •     الشخصية المتكاملة المتوافقة تؤدي وظيفتها كجهاز يتمتع بمرونة كافية للتفاعل مع متطلبات الواقع المتجدد دائما.
    •      نجاح الفرد في إقامة علاقات اجتماعية سوية مع الآخرين يتيح له أن يشارك بحرية في أنشطة الجماعة .
    •     أن تكون أهداف الفرد متماشية مع أهداف الجماعة فإن كانت أهداف الجماعة تقوم أساسا على احترام حقوق الآخرين.
    •     شعور الفرد بالمسئولية الاجتماعية بين أفراد الجماعية الآخرين.

(5)  التوافق الدراسي: ويتضمن حسن التكيف مع متغيرات الدراسة وبيئة الدراسة والعلاقة بين المؤطرين والزملاء والمناخ الدراسي ونمط الإدارة والنظم والامتحانات والمقررات والمناهج الدراسية.

(6)  التوافق المهني: ويتضمن الرضا عن العمل وإرضاء الآخرين فيه، ويتمثل في الاختيار المناسب للمهنة عن قدرة وإقناع شخصي، والاستعداد لها علماً وتدريباً، الدخول فيها، والصلاحية المهنية والانجاز والشعور بالنجاح، والعلاقات الحسنة مع الرؤساء والزملاء، والاستقلال في المهنة والتغلب على مشكلاتها، ويعبر التوافق المهني " الشخص المناسب في العمل المناسب"   

ولكي يكون الفرد قادرا على أداء عمل معين على الوجه الأكمل، لا بد من التوافق بين قدراته واستعداداته من جهة ومتطلبات العمل المعني وظروفه من جهة ثانية، وهنا تكمن في الواقع عملية التوافق مع العمل، فمفهوم التوافق مع العمل إذا يتمثل في عملية التوافق بين قدرات الفرد الجسمية والذهنية وخصائصه الشخصية من جهة، و ومتطلبات العمل وظروفه من جهة ثانية.

والواقع أن عملية التوافق مع العمل لا تنحصر في القدرات والمتطلبات فقط وإنما تتسع لتشمل كذلك المحيط ( L’ENVIRONNEMENT ) العام الذي يتم فيه العمل، وما يحتوى عليه من عوامل قد تساعد الفرد على أداء عمله، وقد تعوقه عن أداء هذا العمل. وعلى هذا الأساس يصبح مفهوم التوافق مع العمل يتمثل في عملية التوافق بين ثلاث عناصر أساسية كما يلي:

-       العنصر الأول يتمثل في الفرد ككل بجميع قدراته وخصائصه العضوية والعقلية والنفسية.

-       أما العنصر الثاني فيتمثل في نوع العمل وما يتضمنه من أدوات ومواد، وما يتطلبه من قدرات وجهود.

-       وأما العنصر الثالث فيتمثل في الظروف المادية والاجتماعية التي يتم فيها العمل، ما تحتوي عليه من عوامل مؤثرة.

وعن الكيفية التي تتم بها عملية التوافق بين هذه العناصر الثلاثة فإن ذلك يعتمد على دراسة هذه العناصر كما يلي:

1.    دراسة طبيعة العمل في مختلف الجوانب وتحليله بطريقة دقيقة بغية تحديد خصائصه ومتطلباته.

2.    دراسة الفرد البشري من جميع الجوانب بغية تحديد قدراته الجسمية والعقلية وخصائصه الشخصية، ومدى تطابقها مع متطلبات نوع العمل والعقلية وخصائصه الشخصية، ومدى تطابقها مع متطلبات نوع العمل المراد القيام وخصائصه.

3.    دراسة الشروط والظروف المادية والاجتماعية التي يتم فيها أداء العمل، وتحديد مؤثراتها المختلفة على الفرد.

         فالكثير من الناس القانعين والراضين تماما عن مسيرة حياتهم وما أصابهم من ويلات ربما آمنوا بأنه قدرهم في الحياة، فتراهم كانوا يشغلون مناصب إدارية منخفضة نسبيا وأن الأجور التي يتعاطونها ربما تتراجع في أحيان كثيرة بين الكفاية أو نقص، ولكنهم أناس سعداء ويمتلكون القدرة على التقويم أو النقد النفسي أو الرضا، فنارا ما يتذمرون من سخط الحياة وقسوتها وما واجهوه، فهم يتأملون في القادم بأنه أفضل مما مضى ، ويتقبلون مصيرهم ويركزون دائما على النواحي الايجابية منها، هؤلاء الأفراد الهادئون ذوو الميول الساكنة لم يكونوا نافرين من الآخرين ولا الباحثين عن اللذة لزائدة عند الزوم، بل من أثر الراضين عن الحياة ومتوافقين مع أنفسهم رغم أن الملل ينتابهم في أحيان كثيرة في العمل بسبب بعض المشاكل الأسرية أو متطلبات الحياة العديدة التي تؤثر على التوافق المهني خاصة، فالملل متغير مؤثر دائما بسبب الحالة النفسية أو بسبب الأعمال الروتينية المتكررة يوميا.

للتوضيح اكثر انتقل للفيديو المرفق والخاص بمحاضرات عن التوافق النفسي الاجتماعي