3. الحريات في العصور الوسطى

-2  الحريات في العصور الوسطى:

ونتطرق فيها إلى دور الكنيسة وآراء مفكري هذا العصر ، ودور الثورات

-دور الكنيسة: لقد كان للكنيسة في أوروبا دور في تحرير الأفراد من استبداد السلطات الحاكمة وذلك بإرسائها نظام ازدواجية السلطة( سلطة سياسية وسلطة دينية) واضعة حدا لهيمنة وتدخل السلطة السياسية في مجال الحريات خاصة الدينية منها،غير أنها حادت عن هذا المبدأ و استغل رجال الدين سلطتهم في طمس حقوق وحريات الأفراد و هو ما أدى بالفلاسفة و المفكرين تأسيس نظرياتهم حول الحريات .

-الحريات عند فلاسفة و مفكري العصور الوسطى ( النظرية العقدية ):بعد استبداد رجال الدن تم هجرة النظرية الدينية فظهرت نظرية العقد الاجتماعي التي اعترفت بمفهوم الحقوق الطبيعية التي هي مستمدة من القانون الطبيعي و التي تثبت للإنسان بمجرد ميلاده و من زعماء نظرية العقد الاجتماعي نذكر:جان لوك ، جان هوب، جان جاك روسو.حيث اتفق مؤسسو هذه النظرية على أن أفراد الجماعة تنازلوا عن حقوقهم أو بعض منها للسلطة الحاكمة بموجب هذا العقد الذي هو أساس شرعية السلطة التي تلتزم بضمان حقوق و حريات الأفراد.

-ظهور نظريات حقوق الإنسان و المواطن (ظهور الثورات): لقد حدث تطور فكري و فلسفي عميق تزامن مع ظهور العديد من الثورات و التي تلاها تبني العديد من الإعلانات والمواثيق والدساتير لضمان الحقوق والحريات.

ففي بريطانيا ظهر مع الثورة ما يسمى بالميثاق الأعظم ( الماغناكارتا) سنة 1215 ، و ظهرت معه العديد من الوثائق التي تهدف الى تقيد سلطة الملك فأصبح يملك و لا يحكم وطالبوه فيها بمنح حريات معينة و أن لا يتم معاقبة أي رجل إلا بموجب قانون الدولة .

أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد قامت الثورة ضد المستعمر البريطاني ، و ظهر معها إعلان الإستقلال الأمريكي سنة 1776 ، و في فرنسا فقد ظهر إعلان حقوق الإنسان و المواكن الفرنسي بعد ثورة 14 جويلية 1789 ، و الذي شكل مصدرا للثورات  فيما بعد .