2-1 تعريف الحرية:
لغة: الحر نقيض العبد، والحرية نقيض العبودية، وفي القرآن الكريم لم يرد لفظ الحرية بل وردت ألفاظ في ذات المعنى منها لفظ الحر، تحرير في آيات القصاص.
إصطلاحا : لقد اختلفت الحريات في معنى الحرية : حيث يرى موريس هوريو أن الحريات هي مجموعة الحقوق المعترف بها و التي تعتبر أساسية عند مستوى حضاري معين مما يجعل حمايتها حماية قانونية خاصة تتكفل بها الدولة و تضمن عدم التعرض لها و تبيين وسائل حمايتها.
أما الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان و المواطن فيرى أنها ( حق الفرد في أن يفعل كل ما لا يضر بالأخرين و لا يمكن إخضاع ممارسة الحريات الطبيعية لقيود إلا من أجل تمكين أعضاء الجماعة الأخرين من التمتع بحقوقهم و هذه القيود لا يجوز فرضها إلا بقانون ).
أما الدستور الجزائري فقد نص على الحريات بموجب الفصل الرابع منه حيث جاء في المادة 7 من أول دستور 1963 (يمارس كل واحد جميع حرياته في إطار الحقوق المعترف بها للغير في الدستور لاسيما احترام الحق في الشرف...)
-3: الحقوق و الحريات في العصر الحديث
و هنا نميز بين مستويين:
-المستوى الدولي : ظهرت العديد من المنظمات الدولية في العصر الحديث تهدف إلى ضمان الحقوق و الحريات بدءا بميثاق عصبة الأمم الذي نص على حقوق الأقليات، و كذلك العديد من المنظمات الدولية التي تهدف إلى حماية بعض الحقوق كمنظمة العمل الدولية (حماية حقوق العمال) ، و بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة بهدف حفظ السلام و الأمن الدوليين و ضمان حقوق و حريات الأفراد التي تم انتهاكها بشكل صارخ خلال الحربين العالميتين .
-المستوى الإقليمي : ظهرت العديد من المنظمات الإقليمية لمساعدة منظمة الأمم المتحدة في تجسيد حماية الحقوق و الحريات سواءا في أوروبا ، أمريكا ، إفريقيا والتي تبنت العديد من المواثيق و أنشأت العديد من الأليات لحمايتها .
فعلى الصعيد الأوروبي ظهر صراع فكري بين الإتجاه الليبيرالي (الفردي) و الإشتراكي (بقيادة المعسكر الشرقي) حول تصور مفهوم الحقوق والحريات حيث يعطي الإتجاه الأول أهمية كبيرة للحقوق السياسية ( الحقوق –حريات (الحقوق السلبية)) بينما نادى الاتجاه الثاني بتدخل الدولة لضمان الحريات خاصة الإقتصادية والإجتماعية منها (الحقوق الإيجابية).
-ظهور الدول المستقلة حديثا (دول العالم الثالث): والتي كان أغلبها مستعمرا و بمجرد استقلالها تبنت دساتيرا و مواثيقا تنص خاصة على الحق في تقرير المصير وحقها في السيطرة على مواردها وسيادتها على ثرواتها الطبيعية وعلى الحقوق و الحريات التي ناضلت من أجلها