2. الفروض

 

طالما وجدت إشكالية بحث حقيقية فلابد أن يكون هناك عدد كبير من "الفروض" لحلها، فإبداع الفروض فعل غريزي من أفعال العقل الإنساني. اطرح أسئلة..ستحصل دائما على أجوبة..

وأطرح مشكلات..ستجد غالبا دون عناء كميات هائلة من الحلول. فعلى الباحث أن يذكر في خطته مجموعة الفروض التي يظن أنها ستحل الإشكالية وستجيب عن الأسئلة المطروحة.

1- أهمية الفروض: يمكن إبراز أهمية الفروض في البحث العلمي فيما يلي:

-   تزيد من قدرة الباحث على فهم المشكلة أو الظاهرة المدروسة من خلال تفسير العلاقات بين المتغيرات والعناصر المختلفة المكونة لهذه المشكلة أو الظاهرة.

-       ترشد الباحث في جمع البيانات ذات الصلة بالموضوع أو المشكلة.

-       تساعد الفروض على تحديد الأساليب والإجراءات وطرق البحث المناسبة لاختبار الحل المقترح للمشكلة.

-   تساهم الفروض في تقديم تفسيرات للأحداث والظروف والظواهر وتمدنا بالأسباب المسؤولة عن هذه الأحداث والظواهر وهكذا تنصهر الحقيقة والخيال بفن ومهارة في فروض تزود الإنسان بأكثر الأدوات نفعا في استكشاف المجهول وتفسيره.

-   تساعد الفروض على تنظيم وتقديم النتائج بطريقة ذات معنى، فالفرض هو تفسير أولي لظاهرة معينة، وهو يحتفظ بطابع التخمين حتى توجد الحقائق المناسبة التي تؤيده، وإذا كانت نتيجة اختبار الفرض لا تؤيده يرفض ولا يعتمد في حل المشكلة.

2- صياغة الفروض: يمكن أن تصاغ الفروض بطريقتين هما:

  • طريقة الإثبات: تعرف هنا بالفرضيات المباشرة وتصاغ على شكل يؤكد وجود علاقة سالبة أو موجبة بين متغيرين أو أكثر وقد تكون هذه العلاقة متجهة عندما يملك الباحث أسبابا محددة يتوقع من خلالها العلاقة بين متغيرين مثل "الفرضية"، يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة.
  • طريقة النفي: تعرف الفرضيات في هذه الحالة بالفرضيات الصفرية وتصاغ بأسلوب ينفي وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر. إن الباحث هنا ينفي وجود الفروق لأنه ليس لديه علم بوجود هذه الفروق. ولا يستطيع التحدث عنها منذ بداية بحثه، ولكنه يعطي نفسه الحق في متابعة البحث. والفرض الصفري أكثر سهولة لأنه أكثر تحديدا وبالتالي يمكن قياسه والتحقق من صدقه.

3- اختبار الفروض: تبقى الفرضية مجرد تخمين وتكهن على أن يتوصل الباحث إلى أدلة حية تؤيد صحة أو عدم صحة الفرضية. ولكي يتم التأكد من ذلك في أي دراسة فإنه يمكن إتباع أساليب وطرق عديدة أهمها:

  • طريقة الحذف: في هذه الطريقة لابد للباحث من حصر جميع العوامل والأسباب ذات العلاقة بالمشكلة أو الظاهرة، ثم يبدأ باختبار هذه العوامل والأسباب عاملا عاملا، وكل عامل يثبت عدم تأثيره في المشكلة أو الظاهرة أو ضعف وانعدام دوره يتم حذفه، إلى أن يتم التوصل إلى العوامل ذات التأثير الكبير في المشكلة. وهذه الطريقة تعتبر أبسط طرق اختبار الفرضيات.
  • استنباط المترتبات: يمكن التحقق من صحة بعض الفروض بسرعة وبطريقة مباشرة مثل معرفة الشخص الذي قرع جرس الباب، فبمجرد فتح الباب نستطيع أن نتأكد من صحة تخميننا للشخص الذي قرع الجرس، أما البعض الآخر وخاصة التفسيرات العلمية، فيمكن اختبارها بطريقة غير مباشرة. ويتم اختبار الفرضيات هنا عن طريق معرفة القضايا التي تترتب على فرض ما.
  • طريقة التلازم النسبي: وهي إحدى الطرق الاستقرائية لإثبات أو نفي وجود علاقة سببية بين ظاهرتين، حيث يقوم الباحث بالمقارنة بين ظاهرتين وتحديد التغيرات التي تطرأ عليها بشكل مستمر من أجل التأكد من وجود علاقة بينهما. كمثال على ذلك:                                                                                                                           - انخفاض معدل المواليد عند المشتغلين في قطاع الصناعة.

- ارتفاع معدل المواليد كلما انخفض مستوى معدل دخل الأسرة.

إختبار الفروض بطرق إحصائية: وتتطلب هذه الطريقة من الباحث استخدام أدوات واختبارات ومقاييس واستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لاختبار فرضياته.

إن فحص الفروض واختبارها يهدف إلى إمكان قبول هذه الفروض أو رفضها، فالفروض تعتبر مقبولة إذا استطاع الباحث أن يجد دليلا واقعيا ملموسا يتفق مع جميع المترتبات على هذه الفروض. أما إذا وجد الباحث أدلة تعارض هذا الفرض وتثبت عدم صحته، فإنه مضطر لأن يعلن عن عدم صحة هذا الفرض، وبالتالي يجب أن يتخلى عنه، ولايستطيع الباحث أن يتمسك بفروض خاطئة حتى ولو كانت هذه الفروض مغرية