1. مقدمة :

1.1. افكار ابن خلدون التربوية :اولا

تكلم ابن خلدون كثيرا عن التعليم ، فتكلم عن تعليم العلوم وتعليم الصنائع او تعليم اللغة دون ان يذكر التربية وان يتناولها بالتعريف وكانه يتكلم عن امور اعتيادية لا تحتاج الى تعريف ، الا انه تطرق الى مسائل تربوية دون تسميتها بمسماها الخاص فمثلا : يقول في فصل الرحلة لطلب العلم " ان البشر ياخذون معارفهم و اخلاقهم وما ينتحلون به من المذاهب والفضائل تارة محاكاة وتلقينا مباشرة ، الا ان حصول الملكات من المباشرة والتلقين اشد استحكاما و اقوى رسوخا " .
وعلى الرغم من عدم تسمية التربية بمسماها ، الا ان كتاباته ولاسيما مقدمته الشهيرة لا تخلو من النظريات التربوية فمثلا نلاحظ تركيز ابن خلدون على نفس المتعلم بمعنى ان الانتقال في التعلم لا يكون فكريا فقط و انما ايضا خلقيا .
بهذا يقرن ابن خلدون المعارف بالاخلاق و الفضائل ، ويبين مصادر اكتسابها اما عن طريق الفكر او المحاكاة والتلقين او من التعليم الى الممارسة المباشرة .
كذلك ربط ابن خلدون التعليم بالصنائع فالصنائع في راي ابن خلدون تكسب صاحبها عقلا فريدا وبين ابن خلدون اهمية العقل واكتسابه للصنائع والمعارف وزيادة الادراك للمعارف الاخرى اذ يوضح انه كلما اكتسب الانسان معرفه زاد ادراكه للعلوم الاخرى ، كذلك وضح ابن خلدون اهمية بعض العلوم وتفضيلها على بعض
مثال :

ركز ابن خلدون على اهمية الكتابة ويقر في فصل الخط والكتابة الوارد في مقدمته اذ يقول ان :
" ان الكتابة اكثر افادة لزيادة العقل وتقوية ملكات الادراك والانتقال "
وذلك لان في الكتابة حسب رايه انتقال من الحروف الخطية الى الكلمات اللفظية في الخيال ومن الكلمات اللفظية في الخيال الى المعاني التي في النفس فيحصل لها الانتقال من الادلة الى المدلولات وهو معنى النظر العقلي الذي يكسب العلوم المجهولة فتكون بذلك زيادة للعقل ويحصل
  بها فطنة وكياسة في الامور .