4. المدرسة المعرفية

3-1      المدرسة المعرفية:

تعد المدرسة المعرفية من الاتجاهات الحديثة ، حيث ساعد التقدم في مجال الحاسب الالي علماء النفس على بناء تصورات جديدة للعمليات العقلية ووظائفها ، وقد ظهرت كرد فعل عن المدرسة السلوكية وتفسيراتها للتعلم ، ويشير مصطلح المعرفة إلى العمليات العقلية كالادراك والتذكر، وتجهيز المعلومات ، وهي العمليات التي يكتسب فيها الفرد معلومات ،ويحل مشكلات ويخطط لمستقبل ويبرهن علماء النفس المعرفيون على أننا لسنا مجرد كائنات تقوم بالاستقبال السلبي للمنبهات، فان العقل يقوم بتجهيز المعلومات التي يتلقاها بطريقة فعالة ويحولها إلى أشكال جديدة( أحمد محمد عبد الخالق،2000، 79).

تعريف المدرسة المعرفية:

هي مجموعة من الاتجاهات التي ركزت على دور العمليات العقلية في السلوكات القابلة للملاحظة المباشرة ، واعتبرتها مادة للدراسة في علم النفس.

ومن أهم ممثلي هذا الاتجاه العالمين الألمانيين كوهلر وكوفكا " والعالم السويسري "جون بياجيه" والعالم الامريكي "برونر"

 

المعرفية عند الجشطلت :

ترتكز نظرية الجشطلت على مصطلح الشكل أو الصورة وهو الادراك العام لأجزاء الموقف

وأن التعلم يكون عن طريق الاستبصار، وتم التوصل إلى ذلك من خلال  التجارب التي

قام بها كل من "كوفكا وكوهلر" على العديد من التجارب من بينها التجربة على القردة.

والفيديو التالي يوضح التجربة

 

إذا من خلال التجارب التي قام بها كوكفا وكوهلر توصلا إلى أن هناك مجموعة من القوانين التي تحكم الادراك هي :

1-             الامتلاء: ويشير إلى أن التنظيم الادراكي يتجه لتكوين صورة إجمالية جيدة ،أو شكل يتميز بالبساطة والثبات فالمتعلم إذا واجه مشكلة يلجأ إلى إزالة حالة التوتر التي سببتها المشكلة فيلجأ إلى سمة التنظيم للوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه.

2-             التشابه: الأشياء المتشابهة في اللون أوالشكل أو الحجم تتجمع مع بعضها كحوادث أي أن الاشياء تميل إلى التجمع معا في صيغ تجمع بينها.

3-             التقارب : العناصر التي تكون أقرب أيسر للتجميع والحوادث القريبة أيسر تذكرا من البعيدة .

4-             الغلق: الموضوعات والاشكال غير المكتملة تميل إلى الغلق أو الاكتمال فيدركها المتعلم أنها مكتملة ، مثل المثلث الناقص أو الكلمة التي ينقصها حرف.

5-             الاستقرار الجيد : التنظيم في مجال الادراك يؤدي إلى استقرار التعلمات و استمرارها مثل حل  مسألة رياضية يجعله يستمر في حل الأخرى بشكل أيسر.

 

 

المعرفية عند برونر:

ساهم برونر في تطوير علم النفس المعرفي حيث بين دور البيئة في التعلم وعلى الخبرات المهمة في توجيه عملية التفكير وبناء التمثيلات المعرفية، وقد ركز برونر في عملية التعلم  على ثلاثة أنماط هي :

1-  التعلم بالعمل: التعلم في مرحلة التمثيل الحسي الحركي يكون عن طريق الانشطة التي يمارسونها مع الاشياء الحقيقية المحسوسة بأنفسهم ، أي أن بناء الصورة الذهنية للطفل تكون عن طريق الحواس ،أي التمثيل الحسي للاشياءفيتعلم الكلمات من خلال الافعال والحركات

2- التعلم بالصورة أي التمثيل الأيقوني للمعلومات:التعلم هنا يكون شبه حسي فيعتمد على تمثيل المعارف في ذهن المتعلم على التعامل مع الصور والرسوم والأفلام حتى يتمكن فيما بعد من التعامل مع هذه الصور الذهنية التي تكونت لديه ، وهنا يكون صورا وتمثيلات موضوعية للعالم الخارجي، ويستطيع استدعائها أمام مخيلته,

3- التعلم بالرمز : هنا المتعلم يعتمد على تمثيل المعارف على التعامل مع الرموز أو المجردات كاللغة أو الصور الذهنية لأشياء أو الرمز ، ويرتبط هنا التعلم بالنضج فيدرك أن H2O هو الماء ، فهي مرحلة الاستنباط المنطقي .

المعرفية عند بياجيه:

اهتم بياجيه بدراسة النمو العقلي لدى الفرد حيث وضع اللبنات  الاولى للنظرية البنائية المعرفية ، وقسم مراحل النمو المعرفي إلى أربعة مراحل:

1- المرحلة الحس حركية

2- المرحلة ما قبل العمليات المعرفية

3- مرحلة العمليات المادية الحسية.

4- مرحلة العمليات المجردة.

مبادئ المدرسةالمعرفية:

  • الفرد يدرك ادراكا حسيا الموقف ككل أي وحدة واحدة فلا ينبغي تجزئته إلى أجزاء.
  • التعلم يكون بالاستبصار وبالتالي التعلم تغير في حالة الادراك والمعرفة.
  • القدرات العقلية كالادراك والتذكر ....هي من تتحكم في عملية التعلم .
  • مراحل النمو المعرفية والعقلية مرتبطة بالنضج العقلي لحدوث التعلم ، لان تفكير الطفل يختلف عن تفكير اراشد.
  • توجد علاقة وثيقة بين بين البنية العقلية للمتعلم وبين تغيرات الاشياء التي تحدث في بيئته وتطوره العقلي المرتبط بهذه التغيرات.
  • يحدث التطور العقلي عندما يحدث لدى المتعلم تناقض بين بنيته المعرفية وما يواجهه في الموقف المشكل مما يدفعه لإزالة هذا التناقض(الدافعية الداخلية للتعلم)

(محسن علي عطية،2015، 77-220 )