1. نشاة النقد التاريخي

1.2. صفات الناقد التار يخي

صفات الناقد التاريخي:

لن يستطيع المؤرخ أن يصل إلى درجة الاقتدار في التعامل مع التاريخ ووثائقه ، إذا لم يمارس النقد بقواعده العلمية ، لأن الاكتفاء بالاعتماد على جهود الآخرين وتعاملهم مع الوثائق لا تنمي القدرات ، ومقابل ذلك هناك من المؤرخين الذين يمتلكون المهارات الكافية للتعامل مع النصوص سوءاً تعامل معها بنفسه منذ البداية أم اعتمد على ما قام به غيره، وهناك بعض الصفات التي لابد من توفرها في الناقد ومن أهمها ما يلي:

الأهلية العلمية والكفاءة: بأن يتخصص الناقد بنقد الأعمال في مجال تخصصه وأن يمتلك الثقافة الواسعة في مختلف الميادين والتي تؤهله لإعطاء رأيه بكل ثقة.

الأمانة والصدق والحياد والموضوعية في تعامله مع النصوص التاريخية في إطار تخصصه الدقيق.

العدالة والإنصاف: يصدر أحكامه بكل شفافية ونزاهة بعيداً عن التعصب والميل والهوى ، بأن يعلل أحكامه ويفسر رأيه بناءً على أسس علمية غير خاضعة لعاطفته أو ميوله الشخصية.

-التزام الأدب: يجب ان يكون النقد بعيداً عن الإساءة بالآخرين.

-أن يمتاز الناقد بقوة الفطنة والانتباه.

-ان يكون محباً للنقد التاريخي متمتعاً بالصبر ومواجهة الصعوبات.

-أن يمتاز بهدوء الطبع والأناة .

-ان يتمتع بحاسة نقدية قادرة على التأليف بين معطيات معينة واستنتاج الحقائق منها.

-أن يكون مدقق منقب، حيث يحاول تفسير النص، وأن يلم أولاً بلغة الأصل الذي يدرس، ويجيد فهم هذه اللغة كما عرفت واستعملت في العصر الذي عاش فيه راوي الرواية.

-أن يكون عارفاً بعلوم الأوائل.

-إن منهج النقد التاريخي، عند المؤرخ، يستند إلى عمليتين كبرى: هي النقد الخارجي، والنقد الداخلي، فالنقد الخارجي يبحث في أصالة الوثيقة وعدم تزويرها، ويهتم نقد المصدر بتحديد صاحب الوثيقة وتاريخها ومكان تدوينها، أما نقد التصحيح فهو الذي يستهدف معرفة أصول النسخ غير الأصيلة.

أما النقد الداخلي (الباطني) فيمر في مرحلتين الأولى النقد الباطني الإيجابي: والذي يبحث في معرفة معاني الوثيقة الظاهرة وغير الصريحة، كما يبحث نقد الكفاءة في قدرة الكاتب (الشاهد) على نقل الأحداث بكفاءة. والثانية النقد الباطني السلبي: والتي يتم فيها نقد الصدق الذي يبحث في احتواء الشهادة على الكذب من عدمه، بالإضافة إلى نقد الدقة الذي يبحث مدى وقوع الكاتب في أخطاء غير متعمدة.