4. أدلة تعتمد على المفهوم

مصطلح صدق التكوين الفرضي قدمه Cronbach & Meehl (1955) ونال اهتماما وقبولا متزايدا من جانب الباحثين في القياس خاصة في السنوات الأخيرة، وذلك نتيجة غموض في كثير من التكوينات الفرضية أو المفاهيم السيكولوجية الذي نتج عنه صعوبة في تطوير اختبارات ومقاييس أكثر صدقا. يتناول صدق التكوين الفرضي العلاقة بين نتائج الاختبارات وبين المفهوم النظري الذي يهدف الاختبار لقياسه، مثل مفاهيم الذكاء، القلق، الدافعية للإنجاز، الإبداع، الانبساط-الانطواء...وغيرها. 

يركز صدق التكوين الفرضي على ثلاثة عناصر الاختبار، والسمات المراد قياسها، وماذا يقيس الاختبار من وجهة نظر القائم بإعداده أي أن هذه العناصر تتعلق بالتكوين الفرضي والتفسير والنظرية التي يستند إليها التفسير. ويتضمن صدق التكوين الفرضي تجميع أدلة من سلسة دراسات تتضمن الخطوات التالية:

1- صياغة فرضية أو أكثر تبيَن الاختلافات المتوقعة في الخصائص الديموغرافية أو محكات الأداء أو مقاييس الأبنية الأخرى ذات العلاقة بمحك أداء تم تصديقه، هذه الفرضيات يجب أن تعتمد على نظرية مصاغة بوضوح يقع البناء ضمنها، وتزوَدنا بتعريف خاص للبناء.

2- اختيار أو تطوير أداة قياس تتألَف من بنود تمثَل سلوكات مخصصة وواضحة بشكل حسي للبناء.

3- جمع بيانات تجريبية تسمح باختبار العلاقة الافتراضية.

4- تحديد ما إذا كانت البيانات مطابقة للفرضية مع الأخذ بعين الاعتبار مدى إمكانية تفسير النتاجات الملاحظة بواسطة النظريات المنافسة أو التفسيرات البديلة.

من الواضح من الخطوات السابقة أن صدق الاختبار وصدق نظرية البناء الذي نهتم به لا يمكن الفصل بينهما، فإذا كانت العلاقة المفترضة مثبتة كما تنبأت به النظرية فان كلا من البناء والاختبار الذي تقيسه مفيدا، وإن لم نتمكن من إثبات الفرضية بواسطة دراسة الصدق فان مطوَر الاختبار لا يستطيع معرفة ما إذا كان هناك قصور في البناء النظري أو الاختبار الذي يقيسه أو كلاهما.

يتطلب جمع أدلة عن صدق التكوين الفرضي من مصادر متعددة أكثر من أي أسلوب صدق آخر، وتعدد أساليب جمع الأدلة منها: دراسات تعتمد على الارتباطات، دراسات تعتمد على التجريب، دراسات تعتمد على التحليل المنطقي، دراسات تعتمد على تباين طرق القياس.

تهتم الدراسات الارتباطية بتحديد طبيعة الفروق بين الأفراد الذين يحصلون على درجات مرتفعة في الاختبار والأفراد الذين يحصلون على منخفضة، وتحليل العلاقات القائمة بين درجات مجموعة من الاختبارات للكشف عن السمات التي تشترك في قياسها واختلافها عن غيرها من السمات.

أما الدراسات التجريبية فتهدف إلى معرفة التغيَرات التي تحدث في أداء الفرد في اختبار معين نتيجة التأثير التجريبي في أحد المتغيرات المتعلقة بالفرد للتحقق من صحة فرض معين يتعلق بما يقيسه الاختبار.

وتركز الدراسات المنطقية على محتوى الاختبار وطريقة تصحيحه أو تقدير درجاته، والعوامل التي تؤثر على الدرجات، وتركز أخرى على تباين ملاحظات الفرد في البناء عبر طرائق قياس مختلفة من خلال عناصر تحليل التباين الناتجة عن تطبيق نظرية إمكانية التعميم.