1. مقدمة

إذا جئنا للحديث عن انتشار الإسلام في بلاد السودان، فإننا لن نجد سوى ثلاث عناصر أساسية كانت وراء هذا الإنتشار الواسع وهم؛ المشارقة، المغاربة والعنصر الإفريقي المحلي، هذه العناصر الثلاث كانت على اتصال ببعضها

البعض قبل ظهور الإسلام وتعود علاقاتها إلى عهود سحيقة من الزمن، فكان عامل التجارة بصفة خاصة أساس هذا التواصل بين هذه الأقاليم المترامية الأطراف بين ضفتي الصحراء وبين المشرق العربي وإفريقيا.

بعد بزوغ فجر الإسلام حملت أول هجرة في الإسلام الدعوة الإسلامية إلى بلاد الحبشة الواقعة في السودان الشرقي، كما حملت القوافل التجارية الإسلام معها مثلما تحمل البضائع، انطلاقا من عواصم الإمارات البربرية الإسلامية الواقعة على حواف الصحراء أو  من شرق موانئ البحر الأحمر أو صعيد مصر إلى أدغال إفريقيا، فكانت الطبقة الأرستقراطية من التجار الأفارقة والطبقة الحاكمة أول من اعتنق الإسلام قبل غيرهم من الطبقات الشعبية الإفريقية لاسيما في غرب ووسط السودان، والطبقة الشعبية قبل الحكام بالسودان الشرقي.