1. لمحة تاريخية عن ظهور علم النفس و تطوره

1.3. علم النفس عند الأوروبيين

في أوربا في بداية  الأمر لم تشهد تأمل علمي كبير  في طبيعة  النفس البشرية  حيث  كانت أشد العصور ظلاما وقسوة ضد المرض عقلي او الجسدي أو الإعاقة الجسدية وهذا نظرا لسيطرة رجال الكنيسة الذين  كانوا يقتلون المعوقين  لبؤسهم وبؤس الآلهة لهم و يحرقون  المرضى العقلية وكذالك العلماء الذين  لم يمشوا في صف و اراء  رجال الكنيسة  كونهم بهم مس من االشيطان  في اعتقاد رجال الكنيسة .

وكان لزاما  انتظار القرن 17 م ليبدا الفيلسوف الفرنسي "ديكارت 1576/ 1650م

انطلاقة دعمت  البحث السيكولوجي  ، بحيث الجسد آلة تتحرك وتتصرف وفق طرائق يمكن  التنبؤ بها إذا عرفت مدخلاتها وما يمكن التنبؤ به خاضع للبحث العلمي سواء للعضوية  الانسانية  أو الحيوانية  وهذه التفسيرات التي

قدمها ديكارت مبادئها فيزيائية على اليات جسد، وكذا كما طبق"لامتري 1709/1751  التفسير الميكانيكي نفسه على السلوك البشري و الشعور آلة تتوقف جسدا وعقلا على أحداث الفيزيائية مثل المرض ، عمى ...إلى غير  ذلك وقد كانت الفلسفة الخبرية  الانجليزية  التي تعني كل المعرفة الانسانية  ناجمة عن الخبرة وليس عن الأفكار الفطرية  ويمثل  الفلسفة الخبرية" جون لوك دافيد هيوم  جيمس ميل " و من صفاتها أنها سيكولوجية حواس.

وبناءا على قول عالم النفس الشهير الألماني " هيرمان ابنغهاوس" 1850/1909

إن لعلم النفس ماضيا بعيدا و لكن تاريخه قصيرا  أي علم النفس لم يستقر  كعلم اراسخ  معترف به إلا قبل النصف الثاني من القرن 19م حيث أن بعض المؤرخين يعترون عام 1860م

 هو تاريخ صدور كتاب عناصر علم النفس الفيزيائي للعالم الألماني " ثيودور فيخنر 1801/1881  بداية  علم النفس الحديث في حين يعتمد معظمهم عام 1879م

وهو تاريخ تأسيس  أول مخبر في علم النفس في جامعة لايبرغ يد الألماني" فهلم فونت 1832/ 1920م غير أن تحديد  تاريخ  دقيق لبداية  علم النفس يعتبر  مسألة اصطلاحية

فموضوعات علم النفس لن تفهم دون العدة إلى أصولها العميقة " الفلسفية  – االبيولوجية- الفيزيولوجية ...و غيرها من العلوم

مرحلة الفلسفة الحديثة :ظهر علم النفس في الفلسفة الحديثة خلال عصور النهضة الأوروبية، والذي تميز بالكثير من التغيرات والتطورات التي وصلت إلى النظرة الفلسفية تجاه الروح والعقل والسلوك الإنساني بشكل عام. ومن أهم الفلاسفة الذين برزت نظرياتهم في هذه الفترة الزمنية ما يأتي:

 جون لوك: كان يرى جون لوك أن الإنسان يولد وهو عبارة عن صفحة بيضاء، تُلوَنها جميع أنواع الخبرات الحسية باكتساب المعارف الذهنية عن ط ريق الخوض في الواقع التجريبي والبيئي الخارجي. ديكارت: حيث قام ديكارت بالعمل على دراسة الشعور كونه من أهم وأبرز خصائص العقل البشري، فقام بذلك بحل الخلاف الحاصل بين العلاقة بين الجسم المادي والعقل غير الملموس.