مدخل الى علم النفس

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل الى علم النفس
Livre: مدخل الى علم النفس
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Thursday 25 April 2024, 10:52

1. لمحة تاريخية عن ظهور علم النفس و تطوره

تمهید : يُعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة في آن واحد، حيث وُجد بوجود البشرية. وكان في العصور القديمة يندرج ضمن العلوم الفلسفية، فظهر خلال المحاولات الكثيرة للتفسيرات الفلسفية لمفاهيم الروح والنفس البشرية، والتي كانت تهدف إلى فهم الأسباب العديدة التي تقع وراء التصرفات المختلفة للكائنات الحية، وتعود بدايات تأصيل علم النفس إلى الفيلسوف الإغريقي أرسطو حيث أوجد العديد من الآراء والاعتقادات والنظريات المختلفة تجاه النفس والروح وعلاقتهما بالجسد المادي، وبشكلٍ عامٍ فإن علم النفس قد مر بالكثير من الحقب التاريخية والزمنية؛ كالعصور الإسلامية، وعصر النهضة الأوروبية نهايةً بالعصر الحديث، ومنها إلى استقلاله عن الفلسفة والتي عَملت على صقل العلوم النفسية والفلسفية لتظهر بمظهرها العلمي الحديث.

1.1. ظهور وانتشار علم النفس وتطوره في مختلف الحضارات

یعد تطور وانتشار علم النفس عموما على ثلاث محطات وحضارات تاریخیة وهما الیونان و الإسلامیین أو ما تسمى العصور الوسطى والأوروبیین .أو ما تسمى العصور الوسطى والعصور الحدیثة و المعاصرة بظهور عدة مدارس في علم النفس الحدیث في تاریخ و تطور علم النفس بین مختلف الحضارات وما نجد في تاریخ هذه الحضارات القدیمة ما یثیر الدهشة والإعجاب ، كالحضارة الیونانیة بطابعها الفلسفي بالذات رغما هناك حضارات عظیمة قبل عرف المصریون و البابلیون في علم الحساب و الفلك . الحضارة الیونانیة مثل حضارات مصر وبابل إلا أن الیونان اخترعوا الفلسفة والعلم وهذا دون أن ننفي

1.2. علم النفس عند الإسلامیین

هناك العدید من العلماء و المفكرین المسلمین في علم النفس في العصور الوسطى نعرض بعض نظریاتهم على النحو التالي :

الفارابي 827-950 : یسمى في تاریخ الفلسفة المعلم الثاني وهو لقبه الفخري وهو من الفلاسفة وعلماء النفس الكبار ، ألف الكبیر من الكتب أهمها "المدینة الفاضلة" ونظریته في النفس تقوم على أن النفس لها أربع قوى هما :

القوة الغاذیة : وهي القوة التي یتغذى بها الإنسان و القوة الرئیسیة محلها القلب ثم تتفرع قوى ثانویة في الجسم هما المعدة الكبد و الطحال

القوة الحاسة: وبها یتم إدراك الحواس الخمس بحیث كل حاسة تختص بجانب معین من الإحساس

القوة المتخیلة: و هي ترسم في النفس من الحواس بعد غیابها عن الحس وتركیب صور الحواس كما تتخیل الشيء الذي مضى و الذي سیحدث

1.3. علم النفس عند الأوروبيين

في أوربا في بداية  الأمر لم تشهد تأمل علمي كبير  في طبيعة  النفس البشرية  حيث  كانت أشد العصور ظلاما وقسوة ضد المرض عقلي او الجسدي أو الإعاقة الجسدية وهذا نظرا لسيطرة رجال الكنيسة الذين  كانوا يقتلون المعوقين  لبؤسهم وبؤس الآلهة لهم و يحرقون  المرضى العقلية وكذالك العلماء الذين  لم يمشوا في صف و اراء  رجال الكنيسة  كونهم بهم مس من االشيطان  في اعتقاد رجال الكنيسة .

وكان لزاما  انتظار القرن 17 م ليبدا الفيلسوف الفرنسي "ديكارت 1576/ 1650م

انطلاقة دعمت  البحث السيكولوجي  ، بحيث الجسد آلة تتحرك وتتصرف وفق طرائق يمكن  التنبؤ بها إذا عرفت مدخلاتها وما يمكن التنبؤ به خاضع للبحث العلمي سواء للعضوية  الانسانية  أو الحيوانية  وهذه التفسيرات التي

قدمها ديكارت مبادئها فيزيائية على اليات جسد، وكذا كما طبق"لامتري 1709/1751  التفسير الميكانيكي نفسه على السلوك البشري و الشعور آلة تتوقف جسدا وعقلا على أحداث الفيزيائية مثل المرض ، عمى ...إلى غير  ذلك وقد كانت الفلسفة الخبرية  الانجليزية  التي تعني كل المعرفة الانسانية  ناجمة عن الخبرة وليس عن الأفكار الفطرية  ويمثل  الفلسفة الخبرية" جون لوك دافيد هيوم  جيمس ميل " و من صفاتها أنها سيكولوجية حواس.

وبناءا على قول عالم النفس الشهير الألماني " هيرمان ابنغهاوس" 1850/1909

إن لعلم النفس ماضيا بعيدا و لكن تاريخه قصيرا  أي علم النفس لم يستقر  كعلم اراسخ  معترف به إلا قبل النصف الثاني من القرن 19م حيث أن بعض المؤرخين يعترون عام 1860م

 هو تاريخ صدور كتاب عناصر علم النفس الفيزيائي للعالم الألماني " ثيودور فيخنر 1801/1881  بداية  علم النفس الحديث في حين يعتمد معظمهم عام 1879م

وهو تاريخ تأسيس  أول مخبر في علم النفس في جامعة لايبرغ يد الألماني" فهلم فونت 1832/ 1920م غير أن تحديد  تاريخ  دقيق لبداية  علم النفس يعتبر  مسألة اصطلاحية

فموضوعات علم النفس لن تفهم دون العدة إلى أصولها العميقة " الفلسفية  – االبيولوجية- الفيزيولوجية ...و غيرها من العلوم

مرحلة الفلسفة الحديثة :ظهر علم النفس في الفلسفة الحديثة خلال عصور النهضة الأوروبية، والذي تميز بالكثير من التغيرات والتطورات التي وصلت إلى النظرة الفلسفية تجاه الروح والعقل والسلوك الإنساني بشكل عام. ومن أهم الفلاسفة الذين برزت نظرياتهم في هذه الفترة الزمنية ما يأتي:

 جون لوك: كان يرى جون لوك أن الإنسان يولد وهو عبارة عن صفحة بيضاء، تُلوَنها جميع أنواع الخبرات الحسية باكتساب المعارف الذهنية عن ط ريق الخوض في الواقع التجريبي والبيئي الخارجي. ديكارت: حيث قام ديكارت بالعمل على دراسة الشعور كونه من أهم وأبرز خصائص العقل البشري، فقام بذلك بحل الخلاف الحاصل بين العلاقة بين الجسم المادي والعقل غير الملموس.

2. التعريف بعلم النفس

تعريف علم النفس: إلى اليوم لم يتوصّل العلماء إلى تعريفٍ موحّدٍ لعلم النّفس يُجمِع عليه الباحثون أو غالبيتهم، ويعود سبب ذلك إلى طبيعة ارتباط علم النّفس بالفلسفة؛ حيث يلتقي معها بأسلوب البحث وطريقته، ويتناول دراسة موضوعاتٍ ذات نهجٍ فلسفيّ، عدا على ذلك طبيعة تأثّره بالعلوم الأخرى؛ مما يؤدي إلى اختلاف وتباين الآراء ووجهات النّظر في توضيح ماهيّة هذا العلم ومفهومه، فاختلفت المفاهيم حول علم النفس وتعدّدت، ومن التعاريف المذكورة لعلم النفس.

3. فروع علم النفس

ظهرت الحاجة إلى تفرّع علم النفس إلى فروع عديدة، وذلك نظراً لتوسع العلوم الإنسانيّة والطبيعيّة الأخرى واتساع دائرة دراساتها، فظهرت العديد من الفروع التي عالجت الكثير من الجوانب الحياتيّة والتفاعليّة للفرد والبيئة، ومن هذه الفروع:

3.1. علم النفس الاجتماعي

وهو العلم الذي يدرس علاقة الفرد مع الجماعة وظروف التنشئة التي تفرضها هذه الجماعة، ومدى تأثير ثقافة النظام الاجتماعي وقيمه في الفرد واتجاهاته وميوله، كما أنه يهتم بدراسة التفاعل المتبادل بين الفرد والجماعة في كافة المواقف الاجتماعية، فهو يهتم بدراسة الرأي العام والعلاقات الدوليّة، والفروق المتباينة بين الأفراد تبعاً للطبقات الاجتماعيّة.

3.2. علم نفس النمو

هو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنسانيّ أثناء مروره بالمراحل العمرية المختلفة والعوامل المؤثرة في عملية النمو، أي أنه يعالج المراحل العمريّة من الطفولة والمراهقة والشباب والكهولة والخصائص النمائية لكل مرحلة، بالإضافة إلى معرفة أوجه الاختلاف في المظاهر النمائيّة بين الأفراد في المراحل المختلفة، وكيفية اكتساب الفرد للمهارات والخبرات المختلفة خلال تعرضه للمواقف المختلفة.

3.3. علم نفس الشخصية

هو العلم الذي يدرس طرق تصنيف الأفراد إلى فئات بحسب سماتهم الشخصية التي يقوم من خلالها بصياغة قوانين السلوك ومبادئه، بالإضافة إلى دراسة العوامل المؤثرة في السمات الشخصية وتكوينها.

3.4. علم النفس الفسيولوجي

هو العلم الذي يدرس بشكل عام السلوك الإنساني من منظور فسيولوجي، أي فهم الأساس الفسيولوجي لهذا السلوك، فعلم النفس الفسيولوجي يهتم بدراسة الجهاز العصبي ووظائفه ومدى تأثيرها في السلوك، فهو يعالج مثلاً آلية الشعور والأحاسيس من خلال دراسة السيالات العصبية ومساراتها، وطرق سيطرة الدماغ على العمليات السلوكية، بالإضافة إلى دراسة الغدد الصم، ومدى تأثير وظائفها في السلوك.