3. صياغة الاشكالية

الإشكالية؛ عبارة عن سؤال يحتاج إلى إجابة، أو خلاف وجهات النظر يحتاج إلى توفيق، غموض يحتاج إلى توضيح أو وضعية لا يشعر فيها الباحث بالرضا، نظرية تحتاج إلى تأكيد، مشكلة تحتاج إلى حل...، عدة خيارات تحتاج إلى اتخاذ قرار...الخ. فالإشكالية هي عبارة عن إعادة بناء للمعلومات المستقاة من الواقع، على مستوى فكر وتصور الباحث. أي أن الباحث يحاول تجسيد الفكرة التي تدور في ذهنه ويحولها إلى إشكالية والتي كانت من قبل عبارة عن مشكلة. و يجب أن تصاغ الإشكالية على ضوء أهداف البحث، وأن تتضمن مجالات الدراسة بوضوح. تكون صياغتها بمنطق علمي سليم يعتمد على نتائج الدراسات السابقة. وعلى الباحث أن يوضحها بشكل خاص ودقيق غير عام أين يمكن فهم مشكلة البحث بالضبط.

  • أنواع صياغة الإشكالية: تصاغ الإشكالية بطريقتين

- صياغة تقريرية:تصاغ في شكل عبارات توضح موضوع البحث والظروف المؤثرة فيه والعناصر المشكلة له.

- صياغة استفهامية:تصاغ في شكل سؤال واضح ومحدد يحتاج إلي إجابة واضحة.

  • الشعور بالمشكلة وتحديدها:

لضمان صحة اختيار إشكالية تستحق أن تكون موضع بحث علمي يمكن أن نطرح عدة تساؤلات لتقيمها:

-      هل يستحق هذا الموضوع الجهد الذي سيبذل في انجازه؟

-      هل يقع ضمن ميولي العلمية وقدراتي الفكرية؟

-      هل يمكن دراسة هذا الإشكال بصورة علمية سواء كانت نظرية أو ميدانية، أو كلاهما؟

-      هل هو إشكال علمي جديد؟ أو هو مكرر بكثرة يجب التخلي عنه؛ لأنه مضيعة للوقت.

-      هل دُرس هذا الإشكال من جوانب أخرى، أو في تخصصات مختلفة؟

-      هل يمكن انجازه في المدة المحددة؟

-      ما هو الهدف الرئيسي(الأهداف) من هذا البحث؟

-      هل ستكون النتائج المتحصل عليها مفيدة  وتضيف الجديد على المستوى العلمي أو التقني؟

-      هل ستكون النتائج المتحصل عليها مفيدة على مستوى الفرد والمجتمع؟

إذا كانت الإجابات أكثرها سلبية فيجب التخلي على هذا الإشكال والبحث عن أخر، دون الخضوع للتعصب، أو العناد السلبي أو تحيز معين.

" لكي يتم تحديد المشكلة تحديدا دقيقا يجب على الباحث أن يحصل على إجابات كاملة وكافية للتساؤلات الآتية:

- ما هي الظواهر التي دلت على وجود المشكلة؟ - هل هناك ترابط بين تلك الظواهر وظواهر أخرى قائمة في مجتمع البحث؟ - هل هذه الظواهر تمثل أعراضا متجانسة للمشكلة أم أعراضا متنافرة لها؟ -هل لديك معلومات كافية حول مشكلة البحث؟ - ما هي طبيعة المعلومات التي لديك وما مصدرها؟  - ما هي العوامل المؤثرة على المشكلة وهل هذه العوامل قابلة للدراسة والقياس؟..."[1]

  • مصادر اختيار الإشكالية:

1-  الإحساس الشخصي بالمشكلة. سواء على المستوى الشخصي أو الأسري أو المهني أو المجتمعي...

2-  تخصص أو عمل الباحث وخبرته.

3-  الاطلاع على التراث الفكري والعلمي للتخصص وخاصة الدراسات السابقة.

4-  الاطلاع على الدراسات السابقة وكذا تتبع المشكلات الآنية التي يعاني منها المجتمع.

5-   التعاون والاحتكاك بأصحاب الخبرة وحضور الملتقيات والندوات العلمية.

6-  رغبة الباحث الجادة في فهم ظاهرة أو تحقيق فرض أو التحقق من صدق نظرية أو قانون

7-   المطالعة والأحداث اليومية التي يعيشها الفرد.

  • ·       صياغة الإشكالية بين الطالب والمشرف:

عندما نطرح سؤال على الطلبة حول الموضوع الذي يريدون انجاز مذكرة حوله، تكون استجابتهم عادة بكلمة واحدة تعبر عن ظاهرة أو متغير أو وحدة واحدة.  فيكون الجواب مثلا: أريد أن أدرس الاكتئاب أو  الشعور بالوحدةّ! لكي نساعد هذا الطالب عليه أن يجيبنا عن مجموعة أخرى من الأسئلة أهمها:

-      لماذا تهتم بهذا الموضوع بالذات؟

-      هل قرأت حول هذا الموضوع؟

-      ماذا تريد من هذا الموضوع؟ أو ماذا تريد أن تبحث في الشعور بالوحدة؟

-      هل تريد معرفة أسببها؟ خصائص الفرد الذي يعاني منها؟

-      هل تريد البحث في الشعور بالوحدة لدى التلاميذ؟ أم لدى الراشدين ، لدى النساء، الرجال...؟

-      هل تريد دراسته لوحده أم مع متغير واحد؟

-      أين تريد إجراء هذه الدراسة؟

هذه الأسئلة و غيرها تساعده في تحديد القصد الذي جعله يختار الموضوع. يمكن التركيز على ثلاث أسئلة رئيسية مع التوضيح من خلال الأمثلة:

أمثلة:

1       لماذا تهتم بهذا الموضوع بالذات؟

* دراسة العلاقة الزوجية الناجحة: لمساعدة الذين يواجهون صعوبات في حياتهم الزوجية.

2       ما هو الهدف من الموضوع؟ (الوصف، تصنيف، تفسير، فهم، ضبط)

* تريد معرفة الأسباب التي تؤدي لأطول عمر الزواج.

3       ماذا تعرف إلى حد الآن عن الموضوع؟

- معلومات نظرية، تقييم هذه المعلومات الفعلية، معلومات منهجية من خلال الدراسات السابقة

*يمكن أن نحصل بعد اختيارنا للموضوع على عدة معلومات منها: نسب الطلاق، نسب الزواج، ظروف الزواج، عمر المتزوجين، نسبة المدمنين...



 [1]  سعودي، محمد و الخضيري، محسن.(1992).الأسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه. القاهرة: المكتبة الأنجلو مصرية.ص 13-14