1. 1.التقويم التشخيصي

استعداد الطالب أو تهيؤه للبدء في خبرة تعلم جديدة بفعالية يتطلب أن يتعرف المعلم قبل بدء العملية التدريسية على ما يمتلكه الطالب من معارف ومهارات سابقة تتعلق بالمادة الدراسية التي سوف يقوم بتدريسها (علام، 2019). فالتعلم السابق يعدّ مهماً للتعلم الحالي واللاحق، فالتقويم القبلي أو التشخيصي يعتمد على تطبيق اختبارات الاستعداد للتعرف على الطلاب الذين يواجهون صعوبات في تعلم مواد دراسية معينة لتحليل أخطائهم لتحديد أفضل إجراءات العلاج.

فالتقييم التشخيصي هو تقييم صعوبات التعلم لدى الطالب والذي يسعى إلى تحقيق غرضين متصلين؛ لتحديد أهداف التعلم التي لم يتقنها الطالب، ولاقتراح الأسباب أو الأسباب المحتملة لعدم إتقان الطالب لأهداف التعلم. ومقاربة التقويم التشخيصي تحدد ما يحتاج الطالب إلى معرفته قبل أن يتمكن من الاستفادة من التعليم الجديد، ويستخدم تحليل المهام لتحديد متطلبات الدخول، وقد يحدد أيضًا التسلسل الهرمي للتعلم الذي يعتبر من المتطلبات الأساسية (Nitko & Bronkhart, 2014).

وينجز التقويم التشخيصي في العادة في بداية عملية التعلم للوقوف على المكتسبات القبلية التي يمتلكها الطالب، وذلك بهدف التعرف على نواحي القوة لتعزيزها ونقاط الضعف من أجل معالجتها أو توجيه الطلاب نحو نوع جديد من التعلّمات تكون أكثر تكييفا(Roegiers, 2004) .

فالتقويم التشخيصي يعدّ ضروريا لتحديد مكتسبات الطالب السابقة التي تؤثّر تأثيراً جوهريا في قدرته على تعلم محتويات دراسية جديدة أو مواد جديدة، ويساعد المعلم في مراجعة وتعديل خطة تدريسه لتكييفها بما يتلاءم مع المستوى الحالي للطلاب للإيفاء باحتياجاتهم. والتقويم التشخيصي يبدأ بتعليم الطلاب من حيث انتهوا، والذي يحتاج فيه المعلم قبل بداية التدريس إلى معرفة ما يمتلكه الطلاب من مفاهيم ومعارف ومهارات، وكذلك تقويم غرضه قياس مخرجات التعلم من المعارف والقدرات التي سبق أن تعلمها وميول الطلاب واتجاهاتهم التي اكتسبوها في فترات تعلم سابقة.