أنواع التقويم التربوي

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: التقويم التربوي - علم النفس التربوي
Livre: أنواع التقويم التربوي
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 22 November 2024, 23:57

Description

تختلف التصنيفات المقدّمة للتقويم التربوي من طرف المؤلفين، فكل مؤلف يصنّفه وفق لمنظوره الخاص الذي يُنظر فيه إلى هذه العملية، فمنهم من يُحدّد نوعين وفقاً لمراحل عملية التعلم؛ تقويم تكويني وتقويم تجميعي، ويُصنّفه آخرون وفقاً لوظائفه؛ تقويم توجيهي، تقويم للضبط، وتقويم إشهادي، ومنهم من يصنّفه وفقا لفترة انجازه ووظيفيته؛ تقويم تشخيصي، وتقويم تكويني، وتقويم تجميعي. وسوف نأخذ بالتصنيف الذي يقسّم التقويم إلى ثلاثة أنواع: تقويم تشخيصي، وتقويم تكويني، وتقويم تجميعي.

1. 1.التقويم التشخيصي

استعداد الطالب أو تهيؤه للبدء في خبرة تعلم جديدة بفعالية يتطلب أن يتعرف المعلم قبل بدء العملية التدريسية على ما يمتلكه الطالب من معارف ومهارات سابقة تتعلق بالمادة الدراسية التي سوف يقوم بتدريسها (علام، 2019). فالتعلم السابق يعدّ مهماً للتعلم الحالي واللاحق، فالتقويم القبلي أو التشخيصي يعتمد على تطبيق اختبارات الاستعداد للتعرف على الطلاب الذين يواجهون صعوبات في تعلم مواد دراسية معينة لتحليل أخطائهم لتحديد أفضل إجراءات العلاج.

فالتقييم التشخيصي هو تقييم صعوبات التعلم لدى الطالب والذي يسعى إلى تحقيق غرضين متصلين؛ لتحديد أهداف التعلم التي لم يتقنها الطالب، ولاقتراح الأسباب أو الأسباب المحتملة لعدم إتقان الطالب لأهداف التعلم. ومقاربة التقويم التشخيصي تحدد ما يحتاج الطالب إلى معرفته قبل أن يتمكن من الاستفادة من التعليم الجديد، ويستخدم تحليل المهام لتحديد متطلبات الدخول، وقد يحدد أيضًا التسلسل الهرمي للتعلم الذي يعتبر من المتطلبات الأساسية (Nitko & Bronkhart, 2014).

وينجز التقويم التشخيصي في العادة في بداية عملية التعلم للوقوف على المكتسبات القبلية التي يمتلكها الطالب، وذلك بهدف التعرف على نواحي القوة لتعزيزها ونقاط الضعف من أجل معالجتها أو توجيه الطلاب نحو نوع جديد من التعلّمات تكون أكثر تكييفا(Roegiers, 2004) .

فالتقويم التشخيصي يعدّ ضروريا لتحديد مكتسبات الطالب السابقة التي تؤثّر تأثيراً جوهريا في قدرته على تعلم محتويات دراسية جديدة أو مواد جديدة، ويساعد المعلم في مراجعة وتعديل خطة تدريسه لتكييفها بما يتلاءم مع المستوى الحالي للطلاب للإيفاء باحتياجاتهم. والتقويم التشخيصي يبدأ بتعليم الطلاب من حيث انتهوا، والذي يحتاج فيه المعلم قبل بداية التدريس إلى معرفة ما يمتلكه الطلاب من مفاهيم ومعارف ومهارات، وكذلك تقويم غرضه قياس مخرجات التعلم من المعارف والقدرات التي سبق أن تعلمها وميول الطلاب واتجاهاتهم التي اكتسبوها في فترات تعلم سابقة.

2. 2.التقويم التكويني

يشير التقويم التكويني إلى نمط من أنماط التقويم يُجرى داخل الصف الدراسي بين المعلمين والطلاب، ليس بهدف قياس نواتج التعلم، أو وضع علامات أو تقديرات للطلاب للتمييز بينهم كما في التقويم الختامي، وإنما بهدف إلى المراقبة المنتظمة لأداء الطلبة أثناء تنفيذ المنتج ومتطلباته خلال  العام الدراسي، أي أنه يعد تقويما تراكميا متتابعا من أجل التعلم، ورفع مستوى أداء جميع الطلاب، وإخبارهم بتقدمهم الدراسي بصفة مستمرة أثناء عملية التعلم (علام، 2019).

تعرّف موس وبرونكهارت (Moss & Brookhart, 2009) التقويم التكويني بأنّه عملية تعلم نشطة ومقصودة يشارك فيها المعلم والطلاب في جمع أدلة التعلم بشكل مستمر ومنتظم بهدف واضح يتمثل في تحسين تحصيل الطلاب، ويشارك المعلمون وطلابهم بشكل نشط ومقصود في عملية التقويم التكويني عندما يعملون معاً للقيام بالتركيز على أهداف التعلم، وتقويم الوضعية الحالية فيما يتعلّق بالهدف، واتخاذ إجراءات للاقتراب من الهدف، فالغرض الأساسي من التقويم التكويني هو تحسين التعلّم وليس مجرد فحصه، فهو تقويم من أجل التعلم وليس تقويم للتعلّم.

يعرف بابام (2011)Popham  التقويم التكويني بأنه مجموعة من الخطوات المخطط لها بعناية والمطبقة عند استخدام المعلمون أو الطلاب الأدلة المستنتجة لكي يقوموا بعمليات التعديل المناسبة على ما يقومون به ليدرسوا أو يتعلموا، وتشتمل عملية التقويم التكويني على جمع وتحليل الأدلة المستخلصة من التقويم بغرض تحديد وقت وكيفية تعديل الأنشطة التدريسية أو أساليب التعلم من أجل تحقيق أهداف التعلم.

يعرّف سيزيك Cizek (2009) التقويم التكويني إلى العمليات التعاونية التي يشارك فيها المعلمون والتلاميذ بغرض فهم تعلم الطلاب، والتنظيم الذاتي، وتحديد نقاط القوة، وتشخيص نقاط الضعف، ومجالات التحسين، وكمصدر للمعلومات يمكن للمعلمين استخدامه في التخطيط التعليمي، ويمكن للتلاميذ استخدامه في تعميق فهمهم وتحسين إنجازاتهم، والأدوات والأساليب التي يمكن استخدامها في أنشطة جمع المعلومات عن التقويم التكويني واسعة، كالاختبارات الصفية، والملاحظات، والأسئلة الشفوية، والمناقشات الصفية، والمشاريع، والملفات، والواجبات المنزلية، وتقييمات الأداء، والعمل الجماعي مع ملاحظات الزملاء، والتقويم الذاتي، وغيرها.

قدم سيزيك (2009) Cizek خصائص التقويم التكويني التي لا يجب أن تكون جميعها متوفرة لكي يتم اعتبار التقويم تكوينيًا، فقد تم تحديد كل خاصية من حيث قدرتها على تحقيق أقصى قدر من التحصيل والتطوير والفوائد التعليمية لهذا النوع من التقويم، وهي كالتالي:

- يتطلب من الطلاب تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم.

- يصلون إلى أهداف واضحة ومحددة للتعلم.

- يركز على الأهداف التي تمثل مخرجات تعليمية ذات قيمة مع إمكانية التطبيق خارج سياق التعلم.

- يحدد المعارف والمهارات الحالية للطالب والخطوات اللازمة للوصول إلى الأهداف المرجوة.

-  يتطلب وضع الخطط لتحقيق الأهداف المرجوة.

- يشجع الطلاب على المراقبة الذاتية للتقدم نحو أهداف التعلم.

- يقدم أمثلة لأهداف التعلم بما في ذلك، عند الاقتضاء معايير منح الدرجات أو موازين التقدير المحددة التي سيتم استخدامها لتقييم عمل الطالب.

- يقدم تقويمًا متكررًا، بما في ذلك تقويم الزملاء والتقويم الذاتي للطالب والتقويم المندمج في أنشطة التعلم.

- يتضمن التغذية الراجعة التي تكون غير تقويمية وغير محددة، وفي الوقت المناسب، والمرتبطة بأهداف التعلم، ويوفر فرصًا للطالب لمراجعة وتحسين منتجات العمل وتعميق الفهم.

- يعزز العمليات ما وراء المعرفة والتأمل من قبل الطلاب في عملهم.

ويكون التقويم تكوينياً وفقا لأندريد وسيزيك Cizek (2009) Andrade & في تقديمهما لكتاب حول التقويم التكويني عندما يتضمن مجموعة من المعلومات حول تعلم الطالب يتم جمعها خلال وحدة تعليمية لواحدة أو أكثر من الأهداف التالية:

- تحديد جوانب القوة والضعف لدى الطالب.

- مساعدة المعلمين على تخطيط التدريس.

- مساعدة الطلاب في توجيه تعلمهم ومراجعة عملهم واكتساب مهارات التقويم الذاتي.

- تعزيز الاستقلالية والمسؤولية المتزايدة تجاه تعلمه، فالتقويم التكويني ليس تقويميا ولكنه توجيهي بطبيعته.

كما حدّد بابام (2008)Popham  أربعة أنواع أو فئات من التقويم التكويني:

- التعديلات التدريسية للمعلمين؛ عندما يجمع المعلمون أدلة التقويم ويستخدمونها في ليقرروا هل يعدلون تدريسهم الحالي أو التدريس التالي مباشرة لكي يحسنوا من فاعليته.

- تعديلات أساليب تعلم الطلاب؛ والتي يعتمد فيها الطلاب على أدلة التقويم فيما يتعلق بحالة معارفهم ومهاراتهم الحالية ليقرروا هل يعدلون الاجراءات التي يستخدمون عندما يحاولون تعلم شيء معين.

- تغيير مناخ غرفة الصف؛ والتي يتم من خلالها محاولة القيام بتغيير أساسي لدى المعلم والطلاب؛ توقعات التعلم، وتصورات حول من المسؤول عن تعلم الطلاب، والاتجاه نحو دور التقويم الصفي.

- التطبيق الموسع على المدارس؛ وفيه تتبني المدرسة كاملة أو إدارة التعليم واحدا أو أكثر من مستويات التقويم التكويني، عادة من خلال التطوير المهني أو استخدام مجتمعات التعلم المهنية.

3. 3. التقويم التجميعي

في العادة يرتبط التقويم ارتباطًا وثيقًا في أذهان صانعي السياسات والأولياء والمعلمين والطلاب بفكرة التقويم التجميعي، وهو عملية قياس تعلم الطلاب في فترة زمنية محددة بالنظر إلى مجموعة من المحكات. وأدوات التقويم التجميعي الأكثر استخدامًا هي الاختبارات، وهذا يجعل من النظرة إلى التقويم ضيقة.

يُعرف التقويم التجميعي أو تقويم التعلم، وهو قياس النجاح لنتائج وحدة دراسية أو برنامج أو سنة دراسية، أو التأهيل أو الخبرة التعليمية (مثلا: امتحانات وشهادات التخرج من المدرسية)، فهو عملية رسمية دائماً تقريباً يمكن أن تتضمن حكم المعلم إضافة إلى العملية الاختبارية(Isaacs, Zara, Herbert, Coobs & Smith, 2013) .

يشير التقويم التجميعي بأنه نوع من أنواع التقويم المستخدم في نهاية الفصل الدراسي، أو الدورة الدراسية، أو في نهاية البرنامج لأغراض التصنيف، أو تقديم الشهادة، أو تقويم التقدم، أو البحث عن فعالية البرنامج الدراسي، أو الدورة الدراسية، أو الخطة التعليمية، وربما تكون السمة الأساسية للتقويم التجميعي هي أنه يتم إصدار حكم بشأن الطالب أو المعلم أو المنهج فيما يتعلق بفعالية التعلم أو التدريس بعد نهايته (Bloom et al., 1971 in Cizek, 2009, p. 5).

يحدث التقويم التجميعي بعد نهاية مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تشكل مجموعة متكاملة، وتشير إلى طريقة جمع البيانات، أي إلى تلخيص مجموعة من الملاحظات المتباينة للغاية في بعض الأحيان، وأن العلامة والممنوحة لكل طالب على أساس التقويم التجميعي تعكس الأداء العام الذي يمكن أن يؤدي إلى مقارنات. ، والمدرسة تلجأ كثيرًا إلى طريقة التقويم هذه لإنشاء الموازنة، ويستخدم التقويم التجميعي بشكل علني لتصنيف الطلاب فيما بينهم، وإيصال النتائج إلى الأولياء، ومنح الشهادة، وما إلى ذلك،

يزوّد التقويم التجميعي بأدلة عن تحصيل الطالب بغرض إصدار حكم حول كفاءة الطالب أو فعالية البرنامج، فيكون التقويم تجميعيا عندما تستخدم النتائج لإصدار أحكام؛ كتحديد عدد الطلاب الذين لم يبلغوا المحكات في مادة معينة لأغراض المساءلة التعليمية، ويتم تقديم البيانات للتربويين، ومجلس المدرسة، والمجتمع، وعلى مستوى القسم يكون التقويم تجميعيا عندما يُستخدم لتحديد مقدار ما تعلمه الطلاب في فترة معينة بغرض ايصال وضعية الانجاز إلى الآخرين، وعادة ما يتخذ رمزاً أو درجةً أو حرفاً أو مقارنة بمحك (مثلا: يفي بالمحك، كفء) لإبلاغه للطلاب والأولياء (Chappuis, 2015).

يرى (Cizek (2009 أن أي اختبار أو أي نظام آخر لجمع المعلومات هو تقويم تجميعي إذا كان يفي بالمعيارين التاليين:

 1). يتم إجراؤه في بعض وحدات التدريس (مثلا: الوحدة، الفصل الدراسي، العام الدراسي)._

2). الغرض منه هو تصنيف انجازات الطالب أو النظام ككل، وغرضه الرئيسي الحصول على قياس للتحصيل لاستخدامه في اتخاذ القرار؛ وصع العلامات، ومنح أو رفض الشهادة أو منح الترخيص والاعتماد، واتخاذ قرارات الترقية أو الاحتفاظ، أو تصنيف المتقدمين للاختبار وفقا لفئات الأداء المحددة المألوفة حاليا مثل: أساسي، متقن، متقدم.

التقويم التجميعي يكون بعد التدريس، حيث يجيب على مجموعة من الأسئلة التي يتم على أساسها جمع معلومات عن التقويم، فعلى سبيل المثال: ما مدى اتقان طلابي للمادة الدراسية؟ وهل الطلاب جاهزون للوحدة التالية؟ ما هي العلامات التي يجب أن يحصل عليها الطلاب؟ وما هي التعليقات التي يجب أن أقدمها للأولياء؟ وكيف يمكن تغيير تدريسي؟(McMillan, 2018) .

واستخدام الاختبارات في التقويم التجميعي لا يمكن من قياس سوى مجموعة فرعية صغيرة مما نريد في النهاية أن يحققه الطلاب من أهداف التعليم، أي مما نريد أن يعرفه الطلاب، ويكونوا قادرين على القيام به، فالاختبارات يمكن أن تأخذ عينة من معارف الطلاب ومهارات وفهمهم في أي موضوع أو مجال، وبالتالي لا يمكن أن تعوّض كمقاييس أفضل وأشمل من الأخرى.

يسمح التقويم التجميعي بمنح المؤهلات؛ الشهادات والدبلومات والدرجات، وغالبًا ما يتم منحها ليس فقط على أساس النجاح أو الرسوب، ولكن باستخدام مجموعة من العلامات والدرجات والتصنيفات. ويمكن استخدام التقويم التجميعي لمجموعة متنوعة من الأغراض، منها تسجيل التحصيل، والتنبؤ بالتحصيل المستقبلي، والسماح للمتعلمين بالانتقال إلى مستوى أعلى من الدراسة، والسماح للمتعلمين بالتقدم إلى مكان العمل أو المهنة. ومع ذلك، يتم استخدامه بشكل روتيني لأغراض أخرى، وعلى الأخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للمراقبة والمساءلة المدرسية والإقليمية والوطنية Isaacs et al., 2013)).

ونظرًا لأن تقويم التعلم يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مستقبل الطلاب، فمن الأهمية بمكان أن يتم تطوير أنظمة الاختبار بحيث تكون الاستنتاجات المستمدة من نتائجهم ثابتة وصادقة قدر الإمكان، ويمكن أن تعكس درجات الاختبار فقط جزءاً صغيراً من السلوكيات التي نحاول جمعها وتكون ذات قيمة فقط إذا تمكنوا من إخبارنا بشيء مفيد حول المجال الأكبر الذي نسعى للحصول على معلومات عنه، وهذا يعني أن البنود التي يشتمل على الاختبار، وموازين التصحيح، والمصححين يجب أن تخضع للتدقيق المستمر.