1. نشأة علم الاجتماع الثقافي
هو أحد فروع علم الاجتماع العام، يدرس الممارسات الثقافية، أي العلاقة بين البنى المعرفية أو الفكرية أو الثقافية أو الدينية في علاقتهابالأطرالاجتماعية، أي أن هناك علاقة جدلية بين الثقافة والايديولوجيا.- البناء الفوقي وبين الواقع المادي الاجتماعي والبناء التحتي.
وهناك من يرى أنه يجب تحليل طبيعة العلاقة الموجودة بين أنماط الانتاج الفكري ومعطيات البنية الاجتماعية ، ومن رواد هذا الفرع الفريد فيبر الذي يرجع إليه الفضل في إنشاء فرع جديد من فروع علم الاجتماع يدرس الثقافة، أطلق عليه علم الاجتماع الثقافي .
ونظرا للأهمية التي احتلتها نظرية الفريد فيبر في ميدان تطوير علم الاجتماع الثقافي فقد حللها عدد من علماء الاجتماع وعلقوا عليها، وفي مقدمتهم بوتومور الذي ناقش موضوع التفرقة بين الحضارة والثقافة مركزا في ذلك على أعمال فيبر، على أساس أنه يعتبر من أبرز الذين قدموا تفرقة واضحة في هذا المجال ، فلقد ميز بين ثلاث عمليات في التاريخ الانساني هي : العملية الاجتماعية ، الحضارة والثقافة ، ويقول بوتمور بأن فيبر قد استخدم مصطلح الحضارة للإشارة إلى المعرفة العلمية والفنية ومدى سيطرتها على الموارد الطبيعية ، بينما استخدم مصطلح الثقافة للإشارة الى النتاج الفني والديني والفلسفي للمجتمع، ثم حاول بوتومور أن يقدم لنا تعريفين متسقين لمصطلحي الثقافة والحضارة مع ما يتسمان به من عمومية على حد تعبيره ، فالثقافة هي '' المظاهر الفكرية للحياة الاجتماعية'' وهي بذلك تتميز عن العلاقات الواقعية وأشكال العلاقات المختلفة التي تنشأ بين الأفراد ، فالثقافة إذن هي المظاهر الفكرية لمجتمع معين، ويمكننا أن نقر بالتفرقة التي حددها فيبر للتمييز بين الثقافة والحضارة وذلك كأساس للتمييز بين الجوانب المادية وغير المادية.
وظهور علم الاجتماع الثقافي جاء نتيجة لحاجة ملحة لدراسة علاقة البناء الاجتماعي بالثقافة ، خاصة بعد ظهور الدراسات الأنثربولوجية المعنية بالثقافة في ذاتها ، وبعد انتشار دراسات الانثربولوجية الاجتماعية .