1. أهـــداف ومناهج التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي
أهـــداف ومناهج التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي
تحقيق الصحة النفسية.
ذلك أن الفرد كثيرا ما يواجه مشكلات وصعوبات وفترات حرجة خلال مراحل حياته المختلفة وهذه المشكلات والصعوبات تبعث في نفسه القلق، والإرشاد النفسي يرمي إلى تبصير الفرد بالمشكلات التي يواجهها والإمكانات المتوافر لحلها، وهذا يساعد الفرد على إيجاد الحل الملائم الذي يخفف من التوتر والقلق ويساعد الفرد على التمتع بالصحة النفسية.
تحقيق الذات self –actualization
إن هدف المرشد هو العمل مع الفرد لتحقيق ذاته سواء كان هذا الفرد عاديا أو متفوقا أو ضعيف أو متأخرا دراسيا أو ناجحا، ومساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه. إن للفرد دافع أساسي يوجه سلوكه وهو دافع تحقيق الذات، ونتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم لتنمية معرفة ذاته، وفهم وتحليل نفسه وفهم استعداداته وإمكاناته حتى يقيم نفسه وبالتالي يوجه ذاته ويوجه حياته بنفسه بذكاء وبصيرة وكفاية في حدود المعايير الاجتماعية لتحقيق هذه الأهداف.
تحقيق التوافق النفسي.
من أهم أهداف الإرشاد تحقيق التوافق(Adjustment) أي تناول السلوك والبيئة والطبيعة والحالة الاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث التوازن بين الفرد وبيئته وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة ومن أهم مجالات تحقيق التوافق(تحقيق التوافق الشخصي، وتحقيق التوافق النفسي، وتحقيق التوافق المهني، وتحقيق التوافق الاجتماعي.
تحقيق التكيفAdaptation .
إن الفرد يسعى لتحقيق التكيف السوي في الجماعة التي يعيش فيها، ومن أشكال التكيف:
- التكيف الشخصي: أي تحقيق الرضا عن النفس وإشباع الدوافع والحاجات ومطالب النمو.
- التكيف التربوي: ويكون ذلك باختيار أنسب المواد الدراسية الملائمة لقدراته.
- التكيف الاجتماعي: ويكون ذلك بتحقيق الانسجام مع الآخرين والالتزام بالمعايير الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي، وتقبل التغير الاجتماعي، والعمل لخير الجماعة.
تحسين العملية التعليمية التعلمية.
ومع أنه يمكن حصر أهداف الإرشاد الطلابي في خمسة أهداف رئيسية هي تحقيق الذات، وتحقيق التوافق، وتحقيق التكيف، وتحقيق الصحة النفسية، وتحسين مستوى العملية التعليمية، إلا أنه يمكن تجزئة هذه الأهداف إلى أهداف أكثر دقة، فلقد قدمت الرابطة الأمريكية للإرشاد المدرسي: American School Counselor Association 2000
نموذج "المعايير الوطنية للإرشاد المدرسي""National standards for school Counseling" وحددت هذه المعايير ثلاث مجالات يجب أن يحتويها أي برنامج إرشادي(Counseling program) وأن هذه المجالات الثلاثة هي: الأكاديمي، النمو الشخصي والاجتماعي. وفي ضوء الخصائص النمائية للمتعلمين ومطالب نموهم، وفي ضوء المعايير الثلاثة السابقة تسعى برامج الإرشاد لتحقيق الأهداف التالية.
مناهج التوجيه والإرشاد النفسي.
هناك ثلاث مناهج رئيسية لتحقيق أهداف الإرشاد النفسي، وهذه المناهج هي: المنهج الإنمائي والوقائي والعلاجي، وفيما يلي عرض لهذا المناهج:
المنهج الإنمائي.
ويطلق عليه المنهج الإنشائي أو التكويني ويحتوي على الإجراءات والعمليات الصحيحة التي تؤدي إلى النمو السليم لدى الأشخاص العاديين الأسوياء والارتقاء بأنماط سلوكهم المرغوبة خلال مراحل نموهم حتى يتحقق أعلى مستوى من النضج والصحة النفسية والتوافق النفسي عن طريق نمو مفهوم موجب للذات وتقبلها، وتحديد أهداف سليمة للحياة، وتوجيه الدوافع والقدرات والإمكانات التوجيه السليم نفسيا واجتماعيا وتربويا ومهنيا ورعاية مظاهر الشخصية الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية. الهدف منه مساعدة الطلاب على النمو السليم ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق:
- تنمية مهارات الطالب عن طريق اكتشافها أولا وبالتالي إتاحة الفرصة لهذه القدرات والإمكانات للنمو السليم والتطور عن طريق الوسائل المتاحة لدى المدرسة وحسب نوعية هذه القدرة أو الموهبة.
- إعطاء الطالب حرية كاملة في التعبير عن رأيه والبعد عن القسوة والكبت.
المنهج الوقائي.
ويطلق عليه التحصين النفسي ضد المشكلات والاضطرابات والأمراض، وهي الطريقة التي يسلكها الشخص كي يتجنب الوقوع في مشكلة ما، ويهدف إلى منع حدوث المشكلات أو الاضطرابات ومعرفتها إذا حدثت والتخفيف من أثارها بعد ذلك ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق:
- التوعية التي يجب نشرها بين الطلاب عن طريق النشرات والندوات والمحاضرات والملصقات والإذاعة المدرسية التي تهدف إلى التعريف بأسباب المشكلة أو الاضطراب وأهم الوسائل لتجنبها.
- العمل على اكتشاف السلوكيات والمشكل في وقت مبكر.
المنهج العيادي.
ويتضمن مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الشخص لعلاج مشكلاته والعودة إلى حالة التوافق والصحة النفسية، ويهتم هذا المنهج باستخدام الأساليب والطرق والنظريات العلمية المتخصصة في التعامل مع المشكلات من حيث تشخيصها ودراسة أسبابها، وطرق علاجها، والتي يقوم بها مختصون في مجال التوجيه والإرشاد، ويهدف إلى مساعدة الطالب إلى العودة إلى حالة التوافق ويمكن أن يتم ذلك عن طريق دراسة الحالة.
ويلاحظ أن المنهج العلاجي هو أكثر المناهج الثلاث تكلفة في الوقت والجهد والمال، كذلك فإن نسبة نجاح الإستراتيجية العلاجية لاتكون100% ، وقد يفلت الزمام من يد المرشد أو المعالج إذا ما بدأ العلاج بعد فوات الأوان.