2. الدراسات التجريبية

أو (أبحاث العلاقات السببية) تقوم ابحاث العلاقات السببية بين المتغيرات على اختبار علاقات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو مجموعة الظواهر المختلفة .فالباحث لا يكتف فيها بحدود استكشاف الظاهرة في حيزها الواقعي ،أو وصفها في وضعها الطبيعي ،بل يذهب الى أبعد من ذلك ليقوم بدراسة عواملها المختلفة المتحكمة فيها ،والتي كانت وراء وجودها على هذا الشكل أو نحو ذلك ( نفس المرجع ، ص،ص،54)

ان تحقيق أهداف الضبط المحكم للظواهر العلمية والتوقع يظل محدودا ويتسم بندرة البحوث التي تتناول هذه المجالات ،نظرا لصعوبة الضبط والتحكم والتجريب نتيجة تعقد الظاهرة الاعلامية  وتركيبها ،وتعدد ارتباطاتها بالإضافة الى خصائص عناصرها ،وبصفة خاصة جمهور المتلقين الذي يتسم بالضخامة والتشتت والانتشار وعدم التجانس ،وصعوبة تطبيق آليات التجريب على الأفراد في الظروف المعملية ،لأن الانسان حر متغير بطبيعته ،يصعب التجريب المباشر للتأثير على سلوكه وعلى التأثيرات الاجتماعية الأخرى ( محمد عبد الحميد  ،مرجع سبق كره ،ص12)

ان الباحث في قيامه بأبحاث اختبار العلاقات السببية يستخدم الفرضيات التي يحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث ،حتى يضمن لنفسه التوجيه السليم من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلاقة بتحقيق الفرض وإجراء التحليل وفق مساره المحقق لذلك

ان تصميم ابحاث العلاقات السببية يتطلب دقة علمية متناهية ،من حيث اعداد الاشكالية بصورة دقيقة واضحة ،كما تتطلب اعتماد خطة علمية واضحة ،يتمكن الباحث من خلالها من البرهنة بصورة جلية على ما اقترحه من فرضيات في البداية ،مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق اللازمة بأسلوب تحليلي واضح مقنع وغير متناقض الطرح. ( لارامي  ،مرجع سابق ،ص275)

فالدراسات التجريبية تسعى الى تحقيق ثلاث وظائف :

  1. البرهنة على وجود علاقة وظيفية بين المتغيرات المدروسة
  2. التحكم بشكل آلي في متغيرات الدراسة
  3. تسمح بتوقع الأحداث في الموقف التجريبي ( المرجع نفسه ، ص،275)

التاريخي ،ومنهج دراسة الحالة والمنهج التتبعي ، إلا أنها تعتمد بصورة أساسية على المنهج التجريبي نظرا لما يوفره من اجراءات تمكن الباحث من التحكم الدقيق في المتغيرات المؤثرة في الظاهرة وفق متطلبات دراسته ( أحمد بن مرسلي   ،مرجع سابق ،ص56)