5. نظرية السمات والعوامل
التعريف بنظرية السمات والعوامل:
صاحب هذه النظرية أدموند وليامسون حيث عبرت هذه النظرية عن افتراضات أساسية أن الإنسان عقلاني ولديه قدرة كامنة يمكن توجيهها نحو الخير والشر وتشير إلى تكوين الشخصية من خلال التفاعل بين جوانبها المختلفة مع البيئة الخارجية، ومن أهداف الإرشاد تزويد الفرد بالمعلومات اللازمة والقدرة على اتخاذ القرارات( الداهري،2011، 584)
تسمى نظرية السمات والعوامل في بعض الأحيان بالإرشاد المباشر ونظرية الإرشاد المتمركز حول المرشد. وهذا يعني أن الإرشاد في هذه النظرية يعتمد اعتمادا كاملا على المرشد لأنه يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلة المسترشد الذي لا يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلته(أبو أسعد و عريبات، 2012، 238).
5-2- المفاهيم الأساسية لنظرية السمات والعوامل
من أهم مفاهيم نظرية السمات والعوامل ما يلي:
01- السلوك: تفترض هذه النظریة أن سلوك الإنسان یمكن أن ینظم بطریق مباشر وأنه یمكن قیاس السمات والعوامل المحددة لهذا السلوك باستخدام الاختبارات والمقاییس للوقوف على الفروق والسمات الممیزة للشخصیة، وترى النظریة أن السلوك یتقدم من الطفولة إلى الرشد من خلال نضج السمات والعوامل.
02- الشخصية: كما أن الشخصیة وفقا لهذه النظریة عبارة عن نظام یتكون من مجموعة من السمات وعوامل مستقلة تمثل مجموع أجزائها.(زهران، 1977، 122)
03- السمات(Traits):والسمات أنماط سلوكية عامة دائمة نسبيا وثابتة نسبيا تصدر عن الفرد في مواقف كثيرة، وتعبر عن توافقه مع البيئة...والسمة هي الوحدة المناسبة لوصف الشخصية، وليست في رأيه صفة مميزة لسلوك الفرد فقط، بل أنها أكثر من ذلك، أنها استعداد أو قوة أو دافع داخل الفرد يدفع سلوكه ويوجهه بطريقة معينة(كامل،2000، 101)
وتقسم السمات بصفة عامة.(زهران، 1977، 124) على النحو التالي:
- سمات مشتركة: يتسم بها جميع الأفراد أو على الأقل جميع الأفراد الذين يشتركون في خبرات اجتماعية معينة.
- سمات فريدة: لا تتوافر إلا لدى فرد معين ولا توجد على نفس الصورة بالضبط لدى الآخرين.
- سمات سطحية: وهي السمات الواضحة والظاهرة.
- سمات مصدرية وهي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية.
- سمات مكتسبة: تنتج عن فعل العوامل البيئية وهي سمات متعلمة.
- سمات وراثية: وهي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية.
- سمات دينامية: تهيئ الفرد وتدفعه نحو الأهداف.
- سمات قدرة: تتعلق بمدى الفرد على تحقيق الأهداف
04- العوامل(Factors): العامل مفهوم رياضي إحصائي يوضح المكونات المحتملة للظواهر، وتفسيره النفسي يسمى القدرة. والتحليل العاملي أسلوب إحصائي يهدف إلى تحديد القدرات الأولية للسلوك بتحديد القدرات الأولية في النشاط العقلي والعلاقة القائمة بين تلك القدرات.
يرى وليامسون أنه يجب أن تتوفر في المرشد الذي يستخدم أسلوب الإرشاد المباشر القدرة على تشخيص الحالة، واستخدام أساليب جمع البيانات المتعلقة بها، والقدرة على تقييم هذه البيانات، ثم تدريب أو تعليم المسترشدين على أن يتفهموا أنفسهم، بهدف الوصول إلى حياة منتجة، ويرى وليامسون أن الإرشاد الواقعي المباشر يتم باتباع الخطوات التالية:
1- التحليل:يتضمن جمع البيانات من مصادر متعددة واسعة، تساعده على فهم المسترشد، وذلك باستخدام أساليب الإرشاد المختلفة من مقابلة وملاحظة وتطبيق اختبارات ودراسة السيرة الذاتية وغير ذلك.
2- التركيب والبناء: يتضمن تلخيص البيانات وتنظيمها بما يوضح جوانب القوة والضعف لدى المسترشد.
3- التشخيص: تعرف أسباب المشكلة ومواصفاتها، وذلك بناء على المعلومات التي تم جمعها في عملية التحليل، وتنظيمها وتصنيفها في عملية التركيب والتأليف.
4- التكهن والمآل: وهي مرحلة التنبؤ بمستقبل المسترشد لمساعدته على تقبل العملية الإرشادية بالتوافق أو إعادة التكيف.
5- الإرشاد: وهو الأسلوب الذي يستخدمه المرشد لمساعدة المسترشد ليصل لمرحلة التوافق أو إعادة التكيف، أي تحقيق مرحلة المآل.
6- المتابعة: وتتضمن وقاية المسترشد من الرجوع إلى الحالة التي يشتكي منها، أو بهدف الوقاية من مشكلات مستجدة، وكذلك لتقييم فعالية العملية الإرشادية(أبو عطية،2015، 97).
5-3- إسهامات النظرية في ميدان الإرشاد
تفترض هذه النظرية نقص المعلومات لدى المسترشد وصعوبة حل مشكلاته بنفسه ووفرة المعلومات لدى المرشد والخبرة التي يتحلى بها في حل المشكلات، لذا يفضل استخدام هذا النوع من الإرشاد مع المسترشدين ذوي المشكلات الواضحة المحددة...كما يرى البعض أن أسلوب الإرشاد المباشر أكثر ارتباطا في حقل التربية والتعليم لأنه يتضمن قدرا كبيرا من التوجيه وتقديم المعلومات.
ويتم استخدام الاختبارات والمقاييس في هذا النوع من الإرشاد في التشخيص وتحديد المشكلة وبكثرة، ويقوم المرشد باستثارة المسترشد للحصول على المعلومات ويقدمها له بالمساعدة المباشرة والنصح المباشر ويناقش معه قراراته، ويقدم له حلولا جاهزة ويعلمه ويخطط له، ويكون المسترشد بهذه الحالة مستقبلا للمعلومات ويأخذ الحوار ويتلقى التعليمات وهو سلبي نسبيا.(أبو أسعد، عريبات،2012، 246)
5-4- نقد نظرية السمات والعوامل
رغم الإسهامات الواضحة لنظرية السمات والعوامل في الإرشاد النفسي، فإنه يوجه إليها بعض الانتقادات، أهمها:
- لا يوجد اتفاق عام حول معاني السمات والعوامل.
- التحليل العامل أسلوب إحصائي كثيرا ما أحسن استخدامه، وكذلك أسيء استخدامه في بعض الأحيان.
- لم تتمكن النظرية حتى الآن من تقديم وصف كامل للشخصية على كل أبعادها.
- بالنسبة لوحدة وتكامل الشخصية الإنسانية وضرورة فهمها فهما متكاملا فإن البعض يشكون في قيمة نظرية السمات والعوامل كنظرية أساسية في ميدان الإرشاد والعلاج النفسي.(زهران،1977، 126)