نظريات الإرشاد العلاج النفسي
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | التوجيه والإرشاد التربوي |
Livre: | نظريات الإرشاد العلاج النفسي |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 00:30 |
1. نظرية التحليل النفسي
تمهيد:
یتفق المشتغلون بالإرشاد النفسي والتربوي على أن المرشد النفسي التربوي بحاجة كبیرة للتعرف على النظریات التي یقوم عليها الإرشاد وذلك یعود لأهمية تطبيقاتها أثناء الممارسة المهنية للعمل الإرشادي، حیث أن هذه النظریات تمثل خلاصة ما قام بها الباحثون في مجال السلوك الإنساني، والتي تبین الأسباب المتوقعة للمشكلات التي یعاني منها المسترشد، كما أن هذه النظریات لیست مبنیة على التعارض بل جاءت لتكمل بعضها البعض.
يرى جونز(Jones) نقلا عن(الخطيب،2009، 325) أن هناك ثلاث وظائف أساسية لنظريات الإرشاد والعلاج النفسي، هي:
- تزويد المرشدين بالمفاهيم التي تعد إطار مرجعيا لفهم النمو الإنساني، والعملية الإرشادية.
- تزويد المرشدين بالأساليب الإرشادية المناسبة.
- مساعدة المرشدين في إجراء البحوث العلمية وصياغة فروضها.
وأشار باروت (Parrott) إلى أن دراسة النظريات تساعد في تشكيل معتقدات وقيم المرشد حول العملية الإرشادية، وتساعده في الإجابة عن عدد من التساؤلات منها:
- كيف تتشكل شخصية الإنسان؟
- ما مسؤوليته تجاه الآخرين؟
- ما الذي يدفع الناس للتصرف على نحو ما؟
- كيف وصل الناس إلى ما هم عليه الآن من تصرفات؟
- كيف يتغير الناس؟
- كيف يؤثر التفكير على السلوك؟
- ما العلاقة بين التفكير والمشاعر والسلوك؟
- كيف يعمل الناس اختياراتهم؟
- كيف يتعلم الناس؟
- كيف يستطيع المرشد المساعدة في عملية التغيير؟
- هل الشخصية تتأثر بالبيئة أو العكس؟
01- نظرية التحليل النفسي(S.Freud)
يعتبر العلاج التحليلي واحدا من أقدم النظريات في الإرشاد وعلم النفس. توسع من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وضعت للعلاج التحليلي مفاهيم معقدة ومتعددة الأوجه للعقل البشري، وخلق تأثير على الممارسة السريرية والنظرية الأكاديمية. وقد جاء التحليل النفسي من تجارب فرويد المبكرة مع التنويم المغناطيسي، وهو ما سمح للعملاء للكشف عن مشاعرهم الداخلية وأفكارهم.( (Chu - Chao,2015, 58
ينظر فرويد(Freud) إلى الطبيعة الإنسانية نظرة متشائمة محدودة، ويرى أن الناس كائنات بيولوجية، دافعهم الأساسي هو إشباع الحاجات الجسمية بشكل عام، والإنسان مخلوق موجه نحو اللذة، فهو محكوم بقوى غير منطقية مثل: حوافز اللاشعور، والحاجات البيولوجية، والغريزة، والدوافع، وتسير حياته غريزة العدوان، فهو مدفوع بالشر من داخله.(الخطيب،2009، 328)
1- المفاهيم الأساسية في النظرية:
1-1- الغرائز(Instincts):
يرى فرويد أن كثيرا من اضطرابات الفرد ومشكلاته، ناجمة عن الغرائز، وبين أن الغريزة قوة داخلية بيولوجية في الفرد، هدفها التصدي لعوامل التوتر الناتج عن الحاجات البيولوجية، ويرى أن هناك غرائز كثيرة يمكن تجميعها في مجموعتين رئيسيتين هما:
- مجموعة إروس(Eros): وهي غريزة الحياة(Life instinct) وتسمى الغريزة الجنسية أيضا، وتعمل على حفظ الذات وحفظ الكائنات الحية.
- مجموعة ثاناتوس: ويطلق عليها غريزة الموت(Death instinct) وتسمى أيضا غريزة التدمير أو التخريب وتشمل العدوان والاندفاعات القهرية المتكررة.
2- مكونات العقل:
2-1- الشعور واللاشعور:
نتيجة لدراسة فرويد للأحلام، فقد ميز بين الشعور واللاشعور، لكنه فيما بعد أضاف إليهما ما قبل الشعور.
- الشعور(Conscious): يشير الشعور إلى وعي الفرد لمدركاته الحالية، ومشاعره وأفكاره وذكرياته وأحلامه، أو أي حادثة في عالمه الخارجي، وبهذا فإن مادة الشعور تأتي، إما من العالم الخارجي، وإما من العالم الداخلي للفرد.
- ما قبل الشعور(Pre-Conscious): يتصل بكل ما هو غير موجود في منطقة الشعور، ولكن يسهل على الفرد استدعاؤه إلى تلك المنطقة، ومن أمثلته الذكريات والمعارف.
- اللاشعور(UnConscious): يكون اللاشعور معظم الجهاز النفسي، ويعد خارج الوعي، لكنه قوة محركة للسلوك، ويقوم بخزن التجارب والذكريات والرغبات والأفكار التي لا تتوافق مع الشعور وتحويلها إلى اللاشعور إما بسبب كبتها، أو لأن وجودها في الشعور يسبب ألما للفرد، ويصعب استدعاء هذه الخبرات إلى الشعور، لكنها تحاول التسلل أو إيجاد منفذ لها نحوه، ولو بصورة رمزية كما يحدث في الأحلام(الخطيب،2009، 330)
3- بنية الشخصية (Structure of Personality):
تتكون الشخصية من ثلاثة أجزاء لكل جزء منها خصائصه ومميزاته، وهي:
- الهو(Id): أشار باترسون(Patterson) إلى أن الهو تمثل الحقيقة النفسية الصحيحة، حيث تمثل عالم الخبرات الداخلية للفرد وليس لديها أي معرفة بالحقيقة الموضوعية وتعمل على تحقيق الرغبات دون الاهتمام بالقيم أو العادات والتقاليد والأعراف، أو بما هو خير أو شر ولا يحكمها المنطق.
- الأنا (The Ego): يشير باترسون(Patterson) إلى أن الأنا هي الجزء المنفذ في الشخصية وتحول احتياجات الهو القوية(الغريزية- الفطرية) بمساعدة الأنا الأعلى إلى حاجات ضعيفة مقبولة، عن طريق إعادة تنظيمها لكي تتمشى مع متطلبات الأنا الأعلى، ويظهر من ذلك أن الأنا تستمد طاقتها من الهو وتعمل لخدمته.
- الأنا الأعلى(Super Ego): يمثل الجانب الأخلاقي للشخصية ويمثل ما هو مثالي وواقعي ومحاولة الوصول بالفرد إلى الكمال بدل اللذة.عن طريق:
- كبح جماح الهو وخاصة العدوانية والجنسية.
- محاولة الوصول بالفرد إلى الكمال.
- تعمل الأنا الأعلى على إمكانية إقناع الأنا بأن تحل الأهداف الأخلاقية محل الأهداف الواقعية. (الزيود،2008، 23-24)
4- النظرة إلى الاضطراب النفسي:
يرجع فرويد الاضطرابات النفسية والعصاب إلى الصراع بين الأنا و الهو، فالأنا يحاول أن يقمع بعض أجزاء الهو بما يتناسب مع متطلبات العالم الخارجي، ويرى فرويد كذلك أن التكوين البيولوجي والوراثي والنفسي للطفل يمثل العوامل التي تسهم في نشأة الاضطراب النفسي، وتعود أسباب الاضطرابات النفسية إلى ما يلي:
- إحباط الرغبات الجنسية عن طريق الأنا الذي مازال ضعيفا في مقابل الرغبات الجنسية، وينشأ الإحباط كرد فعل للقلق، حيث يتوقع الأنا أن إشباع الرغبة الجنسية البازغة سيؤدي للخطر فيكبت هذه الرغبة الخطيرة في الطفولة، وعن طريق الكبت يستعيد الأنا جانبا من تنظيمه، وتبقى الرغبة المكبوته غير متاحة.
- التحويل الممكن للرغبات الجنسية المحيطة إلى أعراض عصابية، والتي تعتبر إشباعات بديلة للرغبات الجنسية المحبطة.
- عدم ملائمة الكبت مع استيقاظ وشدة الجنسية عند البلوغ بعد أن كان فعالا خلال الطفولة وفي أثناء فترة الكمون، وبذلك يعيش الفرد صراعا عصابيا مركزا.
- الطريقة غير المرضية التي ينظم بها المجتمع الأمور الجنسية ومن شأن الأخلاق أو الأنا الأعلى أن يطلب التضحية بالرغبات الجنسية لصالح المجتمع.
- الصراع بين الأنا والأنا الأعلى والهو، وتقع مسؤولية القيادة على الأنا التي تحاول حل الصراع بين الهو والأنا الأعلى وإقامة التوازن بينهما.
- أساليب التعلم الخاطئة في مرحلة الطفولة (الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل).(بلان،2015، 94).
5- آليات الدفاع: ومن أبرز هذه الآليات:
( الكبت- الإسقاط- الإزاحة- التبرير- النكوص- الإنكار- التقمص- التعويض- التحويل العكسي- التسامي)
6- نقد نظرية التحليل النفسي: التحليل النفسي كنظرية وكطريقة علاج له مزايا أهمها:
- الاهتمام بعلاج أسباب المشكلات والاضطرابات.
- تناول الجوانب اللاشعورية إلى جانب الشعورية في الحياة النفسية للعميل.
- تحرير العميل من دوافعه المكبوتة وإعلائها واستثمار طاقتها.
- الاهتمام بالسنوات الأولى من حياة العميل.
- الاهتمام بأثر الوسط الاجتماعي والثقافي للفرد في نموه وسلوكه.
ومع ذلك فقد لاقى هذا الاتجاه معارضة ونقدا شديدين خاصة في ميدان الإرشاد، على أساس:
- أن التحليل النفسي يهتم بالمرضى والمضطربين أكثر من اهتمامه بالأسوياء والعاديين.
- أن عملية طويلة وشاقة ومكلفة في الوقت والجهد والمال ويحتاج إلى خبرة واسعة.
- أن هناك خلافات نظرية ومنهجية بين طريقة التحليل النفسي الكلاسيكي وبين طرق التحليل النفسي الحديث والمعدل.(زهران، 1977، 136)
2. النظرية السلوكية في الإرشاد
النظرية السلوكية (Behavior theory):
تعود جذور النظرية السلوكية إلى العالم الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف(Ivan Pavlov) صاحب نظرية الإشراط الكلاسيكي من خلال تجاربه على الكلاب. كما يرتبط اسم هذه النظرية باسم كل من العلماء: واطسن، سكنر، ثورندايك، جون دولارد، نيل وميللر، روتر، وبندورا ووالتر...، فقد حاول هؤلاء تفسير السلوك، وكيفية حدوث التعلم، فسلوك الإنسان من وجهة نظرهم متعلم، وأن لدى الفرد دوافع فسيولوجية هي الأساس في سلوك الإنسان، وعن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة تستند إلى الدوافع الفسيولوجية وتسمى بالدوافع الثانوية، وهذه الدوافع هي التي توجه سلوك الإنسان للوصول إلى أهدافه( الزعبي، 2004، 61)
2-1- تفسير الاضطرابات النفسية:
يرى السلوكيون أن الاضطرابات النفسية، والمشكلات السلوكية، ما هي إلا عادات متعلمة خاطئة، أو سلوكيات غير متكيفة، يحتفظ بها الفرد لفاعليتها كوسيلة دفاعية لتجنب مواقف غير مرغوبة، أو ليقلل من قلقه وتوتراته، مما جعلها ترتبط شرطيا بالموقف الذي أدى إليه(الزعبي، 2004، 63)
إن الشخصية السوية في نظر السلوكيين رهن بتعلم عادات صحيحة وسليمة، وتجنب اكتساب عادات سلوكية غير صحيحة، وتتحدد الصحة والسلامة بناء على المعايير الاجتماعية السائدة بالفرد، وبذلك فإن مظاهر الشخصية السوية عند السلوكيين هي أن يأتي الفرد بالسلوك المناسب في كل موقف بحسب ما تحدده الثقافة التي يعيش في ظلها(الخطيب، 2009، 371)
2-2- المفاهیم الأساسیة في هذه النظریة:
-1 سلوك الإنسان متعلم: أي أن الفرد یتعلم السلوك السوي ویتعلم السلوك غیر السوي وأن السلوك المتعلم یمكن تعدیله.
-2 المثیر والاستجابة: بموجب النظریة السلوكیة فإن كل سلوك أو استجابة له مثیر وإذا كانت الأمور سلیمة یكون السلوك سویا، ففي الإرشاد التربوي لا بد من دراسة المثیر والاستجابة وما یتخلل من عوامل الشخصیة جسمیا وعقلیا واجتماعیا وانفعالیا.
-3 الدافعیة: لا یوجد هناك تعلم بدون دافع، والدافع طاقة كامنة قویة بدرجة كافیة تدفع الفرد وتحركه إلى السلوك، ووظیفة الدوافع في عملیة التعلم ثلاث هي:
- یحرر الطاقة الكامنة الانفعالیة في الفرد.
- یملي على الفرد أن یستجیب ویهتم لموقف معین ویمهل المواقف الأخرى.
- یوجه السلوك وجهة معینة لیشبع حاجة معینة عند الفرد.
-4 الشخصیة: هي التنظیمات السلوكیة المتعلمة الثابتة نسبیا التي تمیز الفرد عن غیره من الناس.
-5 التعزیز: هو التقویة والتدعیم والتثبیت بالإثابة والسلوك یتعلم ویقوى ویدعم ویثبت إذا تم تعزیزه.
-6 الانطفاء: وهو ضعف وتضاؤل وخمود واختفاء السلوك المتعلم إذا لم یمارس ویعزز أو إذا ارتبط شرطیا بالعقاب بدل الثواب.
-7العادة: والعادة هي رابطة تكاد تكون وثیقة بین مثیر واستجابة، وتتكون العادة عن طریق التعلم وتكرار الممارسة ووجود رابطة قویة بین المثیر والاستجابة وهي في معظمها مكتسبة ولیست موروثة.
-8التعمیم: إذا تعلم الفرد استجابة، وتكرار الموقف فإن الفرد ینزع لإلى تعمیم الاستجابة المتعلمة على استجابات أخرى تشبه الاستجابة المتعلمة، وإذا مر الفرد بخبرات في مواقف محدودة فإنه یمیل إلى تعمیم حكم یطبقه على المواقف الأخرى بصفة عامة.
-9التعلم ومحو التعلم وإعادة التعلم: التعلم و تغییر السلوك نتیجة للخبرة والممارسة، ومحو التعلم یتم عن طریق الانطفاء، وإعادة التعلم تحدث بعد الانطفاء بتعلم سلوك جدید، وهذه سلسلة من عملیات التعلم تحث في التربیة والإرشاد والعلاج النفسي، بمعنى محاولة محو ما تعلمه الفرد ثم إعادة تعلیم من جدید(منسي ومنسي، ، 179-180).
2-3- أهمیة النظریة السلوكیة في المؤسسات التعلیمیة
تفسر النظریة السلوكیة المشكلات السلوكیة بأنها أنماط من الاستجابات الخاطئة أو غیر السویة المتعلمة بارتباطها بمثیرات منفرة، ویحتفظ بها الفرد في تجنب مواقف أو خبرات غیر مرغوب فیها. ویركز الإرشاد النفسي على ما یلي:
-تعزیز السلوك السوي المتوافق.
- مساعدة الطالب في تعلم سلوك جدید مرغوب والتخلص من سلوك غیر مرغوب ومساعدته في أن الظروف الأصلیة قد تغیرت بحیث تصبح الاستجابات غیر المرغوبة غیر ضروریة لتجنب المواقف غیر السارة التي سبق أن ارتبطت بها.
- تغیر السلوك غیر السوي أو غیر المتوافق وذلك بتحدید السلوك المراد تغییره والظروف والشروط التي یظهر فیها والعوامل التي تكتنفه وتخطیط مواقف یتم فیها تعلم ومحو تعلم لتحقیق التغیر المنشود، من خلال إعادة تنظیم الظروف البیئیة.
- ضرب المثل الطیب والقدوة الحسنة سلوكیا أمام العمیل عله یتعلم أنماط مفیدة من السلوك عن طریق محاكاة المرشد خلال الجلسات الإرشادیة المتكررة
2-4- نقد النظرية السلوكية
من الانتقادات الموجهة للإرشاد السلوكي ما يلي:
- الإرشاد السلوكي لا يعالج الأسباب، وإنما يتعامل وبصورة سطحية مع الأعراض.
- لا يمكن استخدام الإرشاد السلوكي مع الأفراد الذين لديهم مستوى ثقافي مرتفع، لأنه يهتم فقط بمستوى القدرة على التحمل، فالأفراد الذين يبحثون عن معنى في الحياة، أو الوصول بطاقاتهم إلى أعلى حد، فإن الإرشاد السلوكي لا يمكن أن يساعدهم في ذلك.
- إن حرية المسترشد ومسؤوليته قد تقل، لأن المرشد ينظر إلى نفسه على أنه مهندس لسلوك المسترشد، مما يعني سيطرته عليه.
- قد يغير الإرشاد السلوكي سلوك المسترشد، لكنه لا يغير مشاعره، وهناك من يرى أنه لا بد أن يتغير الشعور إذا أردنا تغير السلوك.
- لا يزود الإرشاد السلوكي المسترشد بالقدرة على التبصر الداخلي.
- يتجاهل الإرشاد السلوكي الأسباب التاريخية للسلوك الحالي(الخطيب،2009، 384)
3. نظرية الذات
تعتبر هذه النظریة من أهم نظریات الإرشاد النفسي وأقدمها، إذ تعود في تاریخها إلى الفكر الیوناني عند أفلاطون وأرسطو، كما أنها تعتبر حدیثة، إذ جدد مفهومها ودعا إليها في القرن العشرین كارل روجرز(Carl Rogers)، وترى هذه النظریة أن البشر: عقلانیون، اجتماعیون، یتحركون للأمام وواقعیون، وأن البشر بطبیعتهم متعاونون ویمكن الوثوق بهم، وعندما یتحررون من الدافعیة فإن استجابتهم تكون ایجابیة ومتقدمة للأمام وبناءة، وحینئذ لا تكون هناك حاجة للانشغال بضبط دوافعهم العدوانیة والمضادة للمجتمع لأنها سوف تنظم ذاتیا ومحدثة توازنا للحاجات في مقابل بعضها البعض، وأن المیل نحو التوافق هو المیل نحو تحقیق الذات(منسي ومنسي،، 189)
3-1- المفاهیم الأساسیة في النظریة:
تتكون النظریة من مجموعة من المفاهیم منها: المجال الظاهري والكائن العضوي وتحقیق الذات، والانسجام والتنافر.
-1المجال الظاهري: إن الفرد مركز لعالم كثیر التغیر من خلال الخبرة، والخبرة تعني الظواهر الداخلیة والخارجیة، وأن ما یدركه الفرد في المجال الظاهري هو الشيء المهم بالنسبة له ولیس الواقع الفعلي أن ما یدرك الفرد هو واقعه.
-2الكائن العضوي: وهو الفرد ككل، وهو یستجیب ككل منظم للمجال الظاهري لإشباع حاجاته المختلفة، كما أن تحقیق الذات وصیانتها وترقیتها هي دافع هذا الكائن العضوي الأساسي، وبعبارة أخرى أن الدافع الأساسي لكل نشاط الكائن هو رغبته في الوصول إلى أقصى نمو والتحرر من كافة القیود التي تعوق هذا النمو.
-3تحقیق الذات: إن السلوك هو محاولة غرضیه موجهة لتحقیق حاجات الكائن كما یفهمها أو یدركها، كما أن الانفعالات التي یعاني منها الفرد تسهل عملیة النمو في حین أن نكرانها أو تشویهها تؤدي إلى الهدم والتخریب لحیاة الفرد، وأن تحقیق الذات كما یرى روجرز یظهر بحریة أكثر عندما یكون الشخص متقبلا ومدركا بجمیع خبراته الحسیة أو الداخلیة أو الانفعالیة ، ویرى روجرز أن الكبت لیس ضروریا فالشخص الذي یستخدم حواسه وانفعالاته ویثق فیهم إلى حد كبیر هو الشخص الذي یتیح لعملیة تحقیق الذات أن تتطور.
-4 الذات: تكوین معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعوریة ویعتبره تعریفا نفسیا لذاته، ویتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتیة المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكینونته الداخلیة والخارجیة، وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات والتي تنعكس في وصف الفرد لذاته كما یتصورها هو" مفهوم الذات المدرك"، والمدركات أو التصورات التي تحدد الصورة التي یعتقد أن الآخرین في المجتمع یتصورونها والتي یتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرین" مفهوم الذات الاجتماعي"، والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالیة للشخص الذي یود أن یكون"مفهوم الذات المثالي (منسي ومنسي،، 190-191)
3-2- أشكال الذات:
ومن أنواع الذات كما يراها كارل روجرز:
- الذات الحقيقية The Real Self: وهي الذات كما يدركها الفرد فعلا، أي كما هي في الواقع دون أي تغيير أو تشويه.
- الذات المدركة Perceived Self: وهي صورة الفرد عن ذاته كما يراها تنمو من خلال التفاعل مع الآخرين ومع البيئة، فإذا كان الفرد محبوبا أو مكروها، فإن الذات تُرى كذلك، وإذا وصف الفرد بأنه مجتهد أو ذكي أو غبي، فإنه يرى نفسه كذلك.
- الذات الاجتماعية Socail Self: وتعني إدراك الفرد لتقييم الآخرين له، أو أفكار الآخرين عن الفرد كما يتصورونها، فالفرد يحاول أن يعيش في مستوى توقعات الآخرين منه، فقد يتوقعون منه أن ينجز إنجازا كبيرا أو إنجازا ضعيفا، وتنشأ الصراعات الداخلية والاضطرابات النفسية عندما تكون الفجوة واسعة بين الذات المدركة والذات الاجتماعية.
- الذات المثالية Idéal Self: وهي تمثل طموحات الفرد والمستويات التي يرغب في الوصول إليها، أو ما يود الفرد أن يعمله أو يتمنى أن يكون عليه، فالشخص يتمنى أن ينجز إنجازا معينا، أو يدرس تخصصا محددا(الزعبي، 2005، 83)
3-3- تطبيقات نظریة الذات في الميدان المدرسي.
من منظور نظرية الذات، تؤدي عملية الإرشاد إلى فهم واقعي وإلى زيادة التطابق بين مفهوم الذات المدرك ومفهوم الذات المثالي الذي يعني تقبل الذات وتقبل الآخرين والتوافق النفسي والصحة النفسية، وان الأفراد ذوي مفهوم الذات الموجب يكونون أحسن توافقا من الأفراد دوي مفهوم الذات السالب. يشير كوري(Corey) من بين أهداف استخدام هذه النظرية في الإرشاد المدرسي، ما يلي:
- مساعدة الطالب لأن يصبح أكثر نضجا وتحقيق لذاته.
- مساعدة الطالب على أن يتقدم بطريقة ايجابية بناءة.
- يستطيع المسترشد تقبل نفسه وذاته.
- يصبح أكثر مرونة وتعقلا بأفكاره.
- يعرف نفسه أكثر، فيتخلص من تدخل الآخرين.
- يتقبل الآخرين.(أبو أسعد و عريبات،2012، 267)
ويمكن للمرشد التربوي إتباع الإجراءات التالية:
1- اعتبار المسترشد كفرد وليس مشكلة ليحاول المرشد التربوي فهم اتجاهاته وأثرها على مشكلته من خلال ترك المسترشد يعبر عن مشكلته بحرية حتى يتحرر من التوتر الانفعالي الداخلي.
2- المراحل التي يسلكها المرشد في ضوء هذه النظرية تتمثل في الآتي:
2-1- مرحلة الاستطلاع والاستكشاف: ومن خلالها يمكن التعرف على الصعوبات التي تعيق المسترشد وتسبب له القلق والضيق والتعرف على جوانب القوة لديه لتقويمها والجوانب السلبية من خلال الجلسات الإرشادية، ومقابلة ولي أمره ومدرسيه وأصدقائه وأقاربه وتهدف هذه المرحلة إلى مساعدة المسترشد على فهم شخصيته واستغلال الجوانب الإيجابية منها في تحقيق أهدافه كما يريد.
2-2- مرحلة التوضيح وتحقيق القيم: وفي هذه المرحلة يزيد وعي المسترشد ويزيد فهمه وإدراكه للقيم الحقيقية التي لها مكانة لديه من خلال الأسئلة التي يوجهها المرشد والتي يمكن معها إزالة التوتر لدى المرشد.
2-3- المكافأة وتعزيز الاستجابات: تعتمد على توضيح المرشد لمدى تقدم المسترشد في الاتجاه وتأكيده للمسترشد بأن ذلك يمثل خطوة أولية في التغلب على الاضطرابات الانفعالية.(سعيد صالح، حسين عباس،2015، 120).
3-4- نقد نظرية الذات
يوجه إلى نظرية الذات بعض الانتقادات(زهران،1977، 104)، ومن هذه الانتقادات ما يلي:
- أن النظرية لم تبلور تصورا كاملا لطبيعة الإنسان وذلك لتركيزها الكامل على الذات ومفهوم الذات.
- يرى روجرز أن الفرد له وحده الحق في تحقيق أهدافه وتقرير مصيره، ولكنه نسي أن الفرد ليس له الحق في السلوك الخاطئ.
- يؤكد روجرز أن الفرد يعيش في عالمه الخاص ويكون سلوكه تبعا لإدراكه الذاتي أي أنه يركز على الأهمية الذاتية وذلك على حساب الموضوعية.
- يضع روجرز أهمية قليلة أو ثانوية للاختبارات والمقاييس كوسيلة لجمع المعلومات للإرشاد النفسي وأشار أن الاختبارات يمكن استخدامها حين يطلبها المسترشد.
4. نظرية الجشطالتية في الإرشاد
نظرية الجشطالت(Gestalt theory)
إن السيكولوجيا الجشطالتية تعتبر ثورة على الثنائية الديكارتية التي ظهرت في القرن السابع عشر والتي قسمت العقل إلى جزئيات أولية من الأحاسيس والصور...لقد قاد فريتمر وكوفكا وكوهلر بصفتهم أقطاب هذه المدرسة تمردا على ذلك الضرب من التحليل العقلي، وكانت حركتهم تمثل نوعا جديدا من التحليل للخبرة الشعورية انطلاقا من المجال الإدراكي، حيث تسلك العضوية دائما ككل واحد وليس كأجزاء متميزة، فالعقل والجسم ليسا كيانين منفصلين، كما أن العقل لا يتكون من ملكات أو عناصر مستقلة وكذلك لا يتكون الجسم من أعضاء وعمليات منفردة، فالكائن العضوي وحدة واحدة، وما يحدث للجزء يؤثر في الكل، وهناك قوانين للكل تحكم أداء الجزء لوظائفه، ولا يمكن فهم الكيفية التي يؤدي وفقها الجزء لوظائفه إلا بكشف القوانين التي يؤدي وفقها الكائن العضوي الكلي لوظائفه حسب قوانين لا يمكن استخلاصها من الأجزاء، وهذا يعني أن الكل أكثر من مجرد مجموعة الأجزاء(العزة،2005، 226) وهذا يعني كمحصلة أن الجزء لا يعني شيء خارج الكل الذي يحتويه.
4-1- ماذا يقصد بكلمة جشطالت؟
تعني كلمة جشطالت(Gestalt) في الألمانية الشكل أو الهيئة التي تميز شيئا ما على حد قول كوهلر، وقد استخدمها بيرلز بمعنى الجوهر، وفي أحيان أخرى استخدمها بمعنى الشعور، وقد فسر بيرلز كلمة جشطالت بأنها شيء منظم للخبرة، وفي موضع أخر تشير كلمة جشطالت إلى الكل(Whole) أو التكامل(Integration) أو نموذج(Pattern) أو الشكل(Form)، وكلمة الجشطالت عند بيرلز تشير أيضا إلى كلية الأنظمة المتكاملة بين الأجزاء المنفصلة في الشخصية وجمعها في كلية واحدة لتحقيق الذات.
4-2- ما هو العلاج الجشطلتي؟
يلخص سميكن(Smikin) مغزى العلاج الجشطلتي فيقول إن العلاج الجشطلتي عبارة عن نظام إدراكي قائم على التفسير يستبعد الجانب التاريخي للفرد(الماضي) من خلال اهتمامه بوعي الفرد بالتركيز على فكرة هنا والآن أثناء التفاعل بين المعالج والمريض على أساس أنا وأنت، ومن هنا فإن هدف العلاج الجشطلتي هو تسهيل تحرك المريض من الاعتماد على البيئة وتلقي المساندة منها إلى الاعتماد على الذات والنمو النضج وتكامل الشخصية وإعادة توحيد وإدماج الأجزاء المنفصلة من الشخصية(حافظ وآخرون،2012، 12).
رفض بيرلز الاعتقاد بان الإنسان محكوم بعوامل خارجية أو عوامل داخلية...وأن رفضه هذا منبثق من فكرتين أساسيتين، وهما:
- أن الإنسان مسؤول عن نفسه وعن أفعاله وحياته، وإن المهم عن خبرة الإنسان وسلوكه هو ليس لماذا(Why) وإنما هو كيف(How)، وإن هذا يؤكد أن الإنسان حر ولديه القدرة على التغيير(أبو أسعد و عريبات، 2012، 276)
وفي سياق متصل، ولكي يكتمل وعي الشخص بذاته وبالآخرين أشار نارانجوا(Naranjo) إلى عدد من القيم والتي تمثل تكامل الوعي عند الشخص، وهي:
1- عش الآن وكن منصبا على الحاضر بأكثر منك على الماضي أو المستقبل.
2- عش هنا وتعامل مع ما هو حاضر بأكثر منك مع ما هو غائب.
3- توقف عن التخيل وعش الواقع.
4- توقف عن التفكير فهو ليس بالضروري لكن فحسب تذوق وانظر.
5- عبر بأكثر أن تقوم بالتفسير أو التبرير أو الحكم.
6- انفتح للكدر والألم تماما كما تنفتح للذة، ولا تقوم بالحد من وعيك.
7- لا تقبل(أي ينبغي) أو (كان ينبغي) إلا أن تصدر عنك، ولا تعبد أية صورة مغروسة.
8- تحمل المسؤولية كاملة لأفعالك ومشارعك وأفكارك.
09- سلم بأن تكون على النحو الذي أنت عليه.( حافظ وآخرون،2012،13)
4-3- المفاهیم الأساسیة في النظریة:
أشار(باترسون،1973، والشناوي،1994) نقلا عن ( الخطيب، 2009، 418) إلى مجموعة من المفاهيم جاءت بها هذه النظرية، منها ما يأتي:
1- مبدأ التكوين الكلي: يؤدي الإنسان وظائفه في وحدة كاملة، فهو كلئن كلي متحد يشعر ويفكر ويتصرف، فالجوانب العقلية والانفعالية والجسمية لا توجد مستقلة عن الإنسان، أو عن بعضها البعض.
2- مبدأ القاعدة الثنائية للتوازن: انبثقت هذه القاعدة من مفهوم التفكير المتمايز، أو التفكير في متقابلات أو أقطاب ثنائية، فكل حادث يبدأ من نقطة الصفر، ثم يبدأ منها التمايز إلى متقابلات أو متعاكسات، وهذا التمايز هو خاصية أساسية لأداء الإنسان العقلي وللحياة نفسها، ويؤدي إلى التوازن.
3- الغرائز: يرى بيرلز أن هناك غريزتين ضروريتين للمحافظة على الفرد هما: الجنس، وغريزة الجوع، وان جميع الغرائز الأخرى يمكن أن تصنف تحت إحدى هاتين الغريزتين.
4- العدوان والدفاع: العدوان عملية ديناميكية لاشعورية، بها يتصل الكائن مع البيئة لإشباع حاجاته، وليست وظيفتها التدمير، بل محاولة التغلب على المعوقات التي تمنعه من إشباع حاجاته، أما الدفاع فيمثل نشاط بيولوجيا للمحافظة على الذات، وله أشكال مختلفة لدى الكائنات الحية مثل هرب الكائن لدى مواجهته موقفا يهدده.
5- الواقع: يرى بيرلز أن الإنسان يتفاعل باستمرار مع بيئته، ليصل إلى حالة التوازن، ويفترض أن هناك عالما موضوعيا يشتق منه الفرد عالمه الذاتي باختيار أجزاء من العالم المطلق تبعا لميوله، وبذلك فهي تعود إلى ما أسماه بيرلز بالشكل والخلفية.
6- حد الاتصال: يتفاعل الفرد مع بيئته بصور شتى كي يشبع حاجاته، وهذا الاتصال مع البيئة ضروري للتغيير والنمو، ويكون الاتصال فعالا عندما يتفاعل الفرد مع الطبيعة أو مع الأفراد الآخرين دون أن يفقد فرديته، ونقطة التفاعل بين الفرد والبيئة يطلق عليها حدود الاتصال.
7- الأنـــــــــا: الأنا عند بيرلز ليس غريزة ولا يحتوي على غرائز بداخله وليس مادة محددة أو متغيرة، وتعمل الحدود ونقاط الإتصال على تكوينه، أما وظائف الأنا فتتلخص في:
- تنظم اتصال الكائن بالبيئة.
- تنظم المجال أو البيئة المحيطة بالكائن بشكل يتناسب مع درجة إلحاح الحاجة على الإشباع.
8- التقدير: وهو عملية يكتشف الفرد ذاته من خلالها، فالطفل يسعى للحصول على تقدير والديه من خلال لعبه، لأنه بحاجة إلى تقدير الآخرين.
4-4- أساليب الإرشاد المستخدمة في هذه النظرية:
هناك مجموعة من الأساليب الإرشادية التي يشتمل عليها الإرشاد الجشطالتي، وأهمها:
(الوعي بـ" هنا والآن"- تكوين المسؤولية في المسترشد- استخدام الدراما والتخيل- أسلوب المكوك- الصوت العالي والصوت السفلي- أسلوب المقعد الخالي- العمل مع الأحلام- الواجبات المنزلية).
4-5- التطبيقات النفسية والتربوية للعلاج الجشطالتي
يمكن الاستفادة من العلاج الجشطالتي في المجال النفسي والتربوي من خلال محورين هامين هما:
أولا: فيما يتعلق بإنماء قدرة الطالب على الوعي بالذات والمجال:
حيث يتعين إنماء قدرة الطالب على تأمل ذاته وتقبلها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال كتابة اليوميات والمذكرات وتسجيل الأحداث الهامة في حياة الطالب والتي تمثل خبرات هامة بالنسبة له، مثل التفوق أو التحول من تخصص إلى تخصص أخر أو الانضمام إلى فريق الكرة أو التمثيل بالمدرسة أو الاشتراك في أي مسابقة، وكذلك محاولة التعرف على دلالة أحلام الطالب وتفسيرها، وتوعية الطالب بكيفية التعامل مع البيئة والمجال الذي يعيش فيه.
ثانيا: فيما يتعلق بدور المدرسة في دعم قدرة الطالب على الوعي بالذات والمجال:
وإذا كان العلاج الجشطالتي يعترف بكلية الشخص ووحدة الذات مع المجال، فيترتب على ذلك أن المدرسة عليها أن تغير من نظرتها إلى المنهج المدرسي بحيث لا يقتصر على الوحدات الجزئية، وتجزئة المنهج إلى فصول ووحدات، بل يكون المنهج وحدة كلية متكاملة وتتكامل المناهج الدراسية معا، وهنا لابد وأن يقوم المدرس بدور الموجه والمرشد للطلاب وحل مشكلاتهم المختلفة التي يواجهونها سواء التي ترتبط بالدراسة أو التي لا ترتبط بالدراسة، وربط المقررات الدراسية بخبرة ووعي الطلاب، كذلك يقوم المدرس بتعويد الطالب حل مشكلاته بنفسه في ذات الوقت والوعي بذاته والمجال الدراسي.(حافظ وآخرون،2012، 71)
4-6- نقد نظرية الجشطالت
- الإرشاد الجشطالتي لا يحاول أن يعالج الماضي عن طريق التحليل، ويركز العلاج على السلوك في هنا والآن.
- إغفال الإرشاد الجشطالتي لجانب الهو في شخصية الإنسان.
- إن طابع نظرية الجشطالت ضبابي، حيث تعتمد على التنظير أكثر من اعتمادها على الجانب العملي.
- إن التجريب عند الجشطالتين قليل الضبط وغير كمي ولا إحصائي.
- لا ينفع الإرشاد الجشطالتي مع الأفراد المفتقدين للسلوك الاجتماعي مثل السيكوباتية.(بلان، 2015، 185)
5. نظرية السمات والعوامل
التعريف بنظرية السمات والعوامل:
صاحب هذه النظرية أدموند وليامسون حيث عبرت هذه النظرية عن افتراضات أساسية أن الإنسان عقلاني ولديه قدرة كامنة يمكن توجيهها نحو الخير والشر وتشير إلى تكوين الشخصية من خلال التفاعل بين جوانبها المختلفة مع البيئة الخارجية، ومن أهداف الإرشاد تزويد الفرد بالمعلومات اللازمة والقدرة على اتخاذ القرارات( الداهري،2011، 584)
تسمى نظرية السمات والعوامل في بعض الأحيان بالإرشاد المباشر ونظرية الإرشاد المتمركز حول المرشد. وهذا يعني أن الإرشاد في هذه النظرية يعتمد اعتمادا كاملا على المرشد لأنه يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلة المسترشد الذي لا يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلته(أبو أسعد و عريبات، 2012، 238).
5-2- المفاهيم الأساسية لنظرية السمات والعوامل
من أهم مفاهيم نظرية السمات والعوامل ما يلي:
01- السلوك: تفترض هذه النظریة أن سلوك الإنسان یمكن أن ینظم بطریق مباشر وأنه یمكن قیاس السمات والعوامل المحددة لهذا السلوك باستخدام الاختبارات والمقاییس للوقوف على الفروق والسمات الممیزة للشخصیة، وترى النظریة أن السلوك یتقدم من الطفولة إلى الرشد من خلال نضج السمات والعوامل.
02- الشخصية: كما أن الشخصیة وفقا لهذه النظریة عبارة عن نظام یتكون من مجموعة من السمات وعوامل مستقلة تمثل مجموع أجزائها.(زهران، 1977، 122)
03- السمات(Traits):والسمات أنماط سلوكية عامة دائمة نسبيا وثابتة نسبيا تصدر عن الفرد في مواقف كثيرة، وتعبر عن توافقه مع البيئة...والسمة هي الوحدة المناسبة لوصف الشخصية، وليست في رأيه صفة مميزة لسلوك الفرد فقط، بل أنها أكثر من ذلك، أنها استعداد أو قوة أو دافع داخل الفرد يدفع سلوكه ويوجهه بطريقة معينة(كامل،2000، 101)
وتقسم السمات بصفة عامة.(زهران، 1977، 124) على النحو التالي:
- سمات مشتركة: يتسم بها جميع الأفراد أو على الأقل جميع الأفراد الذين يشتركون في خبرات اجتماعية معينة.
- سمات فريدة: لا تتوافر إلا لدى فرد معين ولا توجد على نفس الصورة بالضبط لدى الآخرين.
- سمات سطحية: وهي السمات الواضحة والظاهرة.
- سمات مصدرية وهي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية.
- سمات مكتسبة: تنتج عن فعل العوامل البيئية وهي سمات متعلمة.
- سمات وراثية: وهي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية.
- سمات دينامية: تهيئ الفرد وتدفعه نحو الأهداف.
- سمات قدرة: تتعلق بمدى الفرد على تحقيق الأهداف
04- العوامل(Factors): العامل مفهوم رياضي إحصائي يوضح المكونات المحتملة للظواهر، وتفسيره النفسي يسمى القدرة. والتحليل العاملي أسلوب إحصائي يهدف إلى تحديد القدرات الأولية للسلوك بتحديد القدرات الأولية في النشاط العقلي والعلاقة القائمة بين تلك القدرات.
يرى وليامسون أنه يجب أن تتوفر في المرشد الذي يستخدم أسلوب الإرشاد المباشر القدرة على تشخيص الحالة، واستخدام أساليب جمع البيانات المتعلقة بها، والقدرة على تقييم هذه البيانات، ثم تدريب أو تعليم المسترشدين على أن يتفهموا أنفسهم، بهدف الوصول إلى حياة منتجة، ويرى وليامسون أن الإرشاد الواقعي المباشر يتم باتباع الخطوات التالية:
1- التحليل:يتضمن جمع البيانات من مصادر متعددة واسعة، تساعده على فهم المسترشد، وذلك باستخدام أساليب الإرشاد المختلفة من مقابلة وملاحظة وتطبيق اختبارات ودراسة السيرة الذاتية وغير ذلك.
2- التركيب والبناء: يتضمن تلخيص البيانات وتنظيمها بما يوضح جوانب القوة والضعف لدى المسترشد.
3- التشخيص: تعرف أسباب المشكلة ومواصفاتها، وذلك بناء على المعلومات التي تم جمعها في عملية التحليل، وتنظيمها وتصنيفها في عملية التركيب والتأليف.
4- التكهن والمآل: وهي مرحلة التنبؤ بمستقبل المسترشد لمساعدته على تقبل العملية الإرشادية بالتوافق أو إعادة التكيف.
5- الإرشاد: وهو الأسلوب الذي يستخدمه المرشد لمساعدة المسترشد ليصل لمرحلة التوافق أو إعادة التكيف، أي تحقيق مرحلة المآل.
6- المتابعة: وتتضمن وقاية المسترشد من الرجوع إلى الحالة التي يشتكي منها، أو بهدف الوقاية من مشكلات مستجدة، وكذلك لتقييم فعالية العملية الإرشادية(أبو عطية،2015، 97).
5-3- إسهامات النظرية في ميدان الإرشاد
تفترض هذه النظرية نقص المعلومات لدى المسترشد وصعوبة حل مشكلاته بنفسه ووفرة المعلومات لدى المرشد والخبرة التي يتحلى بها في حل المشكلات، لذا يفضل استخدام هذا النوع من الإرشاد مع المسترشدين ذوي المشكلات الواضحة المحددة...كما يرى البعض أن أسلوب الإرشاد المباشر أكثر ارتباطا في حقل التربية والتعليم لأنه يتضمن قدرا كبيرا من التوجيه وتقديم المعلومات.
ويتم استخدام الاختبارات والمقاييس في هذا النوع من الإرشاد في التشخيص وتحديد المشكلة وبكثرة، ويقوم المرشد باستثارة المسترشد للحصول على المعلومات ويقدمها له بالمساعدة المباشرة والنصح المباشر ويناقش معه قراراته، ويقدم له حلولا جاهزة ويعلمه ويخطط له، ويكون المسترشد بهذه الحالة مستقبلا للمعلومات ويأخذ الحوار ويتلقى التعليمات وهو سلبي نسبيا.(أبو أسعد، عريبات،2012، 246)
5-4- نقد نظرية السمات والعوامل
رغم الإسهامات الواضحة لنظرية السمات والعوامل في الإرشاد النفسي، فإنه يوجه إليها بعض الانتقادات، أهمها:
- لا يوجد اتفاق عام حول معاني السمات والعوامل.
- التحليل العامل أسلوب إحصائي كثيرا ما أحسن استخدامه، وكذلك أسيء استخدامه في بعض الأحيان.
- لم تتمكن النظرية حتى الآن من تقديم وصف كامل للشخصية على كل أبعادها.
- بالنسبة لوحدة وتكامل الشخصية الإنسانية وضرورة فهمها فهما متكاملا فإن البعض يشكون في قيمة نظرية السمات والعوامل كنظرية أساسية في ميدان الإرشاد والعلاج النفسي.(زهران،1977، 126)
6. الإتجاه العقلاني المعرفي السلوكي ل إليس
الاتجاه العقلاني الانفعالي السلوكي(Ellis)
يذكر كوري (Corey,1996) أن الإرشاد العقلاني الانفعالي كأحد أساليب الإرشاد المعرفية يقوم على افتراض أن الإنسان يولد ولديه الفرصة لأن يكون عقلانيا مستقيما في تفكيره، أو لاعقلانيا معوجا في التفكير، إن لدى الإنسان نزعة فطرية للحفاظ على بقائه، وعلى النمو وتحقيق الذات، وعلى السعادة والحب والعيش الجماعي مع الآخرين، إلا أنه أيضا يمتلك ميلا طبيعيا لتدمير الذات وتجنب التفكير، والتسويف ومعاودة الوقوع في الأخطاء والتفكير الخرافي، وعدم الصبر أو الاحتمال والنزعة إلى الكمال، ولوم الذات، وتجنب تنمية الإمكانات التي تحقق الذات، هذا الميل يوجد لدى جميع الناس بغض النظر عن مستوى تعليمهم وثقافتهم(شاهين و حمدي،2007).
6-1- الفروض والتصورات النظرية:
ويقدم إليس(Ellis) بعض الأفكار والتصورات والفروض حول طبيعة الإنسان والاضطرابات الانفعالية ويلخصها باترسون (Patterson) فيما يلي:
1- الإنسان كائن عاقل متفرد في كونه عقلانيا وغير عقلاني، وحين يفكر ويتصرف بعقلانية يصبح ذا فاعلية ويشعر بالسعادة والكفاءة.
2- إن الاضطراب الانفعالي والنفسي هو نتيجة للتفكير غير العقلاني وغير المنطقي، ويصاحب الانفعال التفكير.
3- ينشأ التفكير غير العقلاني في أصله إلى التعلّم المبكر غير المنطقي والذي يكون والفرد مهيأ له من الناحية البيولوجية والذي يكتسبه بصفة خاصة من والديه ومن المجتمع.
4- إن البشر هم كائنات ناطقة، وفي المعتاد أن يتم التفكير عن طريق استخدام الرموز واللغة، وطالما أن التفكير يصاحب الانفعال فإن التفكير غير المنطقي من الضروري أن يثابر إذا استمر الاضطراب الانفعالي، ويبقى الشخص المضطرب على اضطرابه محافظا على السلوك غير المنطقي عن طريق الكلام الداخلي والأفكار غير المنطقية.
5- إن استمرار حالة الاضطراب الانفعالي نتيجة لحديث الذات(Self-Verbalization) لا يتقرر بفعل الظروف والأحداث الخارجية فقط، وإنما يتحدد أيضا من خلال إدراكات الفرد لهذه الأحداث واتجاهاته نحوها.
6- ينبغي مهاجمة وتحدي الأفكار والانفعالات السلبية أو القاهرة للذات، وذلك بإعادة تنظيم الإدراك والتفكير بدرجة يصبح معها الفرد منطقيا وعقلانيا، وهدف الإرشاد والعلاج النفسي هو أن يوضح للمسترشد أن حديثه مع ذاته (حديث النفس) هو المصدر الأساسي للاضطراب الانفعالي، وأن يبين له كيف أن هذه الأحاديث الذاتية غير منطقية، وأن يساعده على تعديل تفكيره، بحيث يصبح أكثر عقلانية وبالتالي تقل الانفعالات السلبية أو قهر الذات أو تنتهي تماما (الشناوي،1994، 97).
7- الإنسان ليس ضحية لظروفه أو لماضيه، ولكن الطريقة التي يتحدث بها الفرد إلى الآخرين أو يحدث بها نفسه هي التي تحدد مدى تكيّفه (الغامدي،2009، 24).
8- تأثير توقع الفرد على انفعاله وسلوكه: يؤدي توقع الفرد الذي تسيطر عليه الأفكار اللاعقلانية إلى حدوث الاضطراب الانفعالي، وإلى الاستجابة بطريقة خاطئة، بينما عندما يستخدم الفرد توقعات تعتمد على الأفكار العقلانية عن نفسه وعن الآخرين، يساعده في التخلص من الاضطراب الانفعالي وتعديل السلوك.
9- الوعي والاستبصار وتنبيه الذات: وهى من العمليات المعرفية التي لها دور هام في القيام بسلوك معين أو العمل على تغيير هذا السلوك وتعديله إلى الأفضل.
10- التصور والتخيل: إن تفكير الأفراد فيما يحدث حولهم يكون بطريقة لفظية بالكلمات والجمل، وأيضا بطرق غير لفظية كالتصور والتخيل والأحلام، وهى تلعب دور الوسيط المعرفي، الذي يؤثر في انفعال الفرد وسلوكه.
11 -تأثير خصائص الفرد من دافعية وغرضيه، وسببية على الانفعال والسلوك: إن هذه الخصائص عندما تكون قائمة على أفكار لاعقلانية، فإنها تؤدى إلى زيادة الاضطراب الانفعالي لدى الفرد، وعندما يعمل الفرد على فهم وتغيير هذه الخصائص وملائمتها لقدراته فإنه يقلل من اضطرابه ويعدل من سلوكه.(دردير،2010، 17-18).
6-3- تطبيق الإرشاد العقلاني الانفعالي السلوكي:
يذكر باترسون(Patterson,1992)، أن تطبيق الإرشاد العقلاني الانفعالي السلوكي، يتم في أربع خطوات أساسية، وهي:
- الخطوة الأولى:أن يثبت المرشد للعميل أنه غير منطقي، ثم يساعده على أن يفهم لماذا هو غير منطقي.
- الخطوة الثانية: أن يوضح للعميل العلاقة بين أفكاره غير المنطقية وبين ما يشعر به من تعاسة واضطراب، مع التأكيد على أن الاضطراب سيستمر إذا استمر المسترشد في التفكير بصورة غير منطقية، أي أن تفكيره غير المنطقي الحالي هو المسؤول عن حالته وليس استمرار تأثير الأحداث المبكرة.
- الخطوة الثالثة: فهي أن يجعل العميل يغير أفكاره ويترك الأفكار غير المنطقية. وبينما تترك الأساليب الأخرى هذه الخطوة للعميل دون تدخل فيها، فإن العلاج العقلاني الانفعالي يدرك أن التفكير غير المنطقي يعتبر طبعا من طباع العميل الثابتة التي لا يمكن التخلص منها أو تغييرها معتمدا على نفسه وإنما لابد من مساعدته بواسطة المرشد.
- الخطوة الرابعة: فتذهب ابعد من مجرد التعامل مع مجموعة معينة من الأفكار غير المنطقية إلى التعامل مع الأفكار الأكثر عمومية ومع فلسفة العميل ونظرته إلى الحياة، وبذلك تعده لتجنب الوقوع ضحية للأفكار الخاطئة مرة ثانية...وعندما تحقق ذلك فإنه يتخلص من الانفعالات السلبية ومن السلوك المهدد للذات والمبني على تلك الانفعالات السلبية والسلوكيات المدمرة.(المالكي،2005، 79)
6-4- سلبيات (REBT)
- عدم تأكيدها على العلاقة العلاجية بين العميل والمرشد أو على الألفة الواجب تكوينها.
- يؤكد أنصار (REBT) على أن يجب مواجهة العميل منذ البداية بالأفكار اللاعقلانية التي يحملها دون اعتبار لعامل الزمن.
- تأكيدها على أن المرشد يجب أن يكون مهاجما قويا منذ البداية وحتى النهاية على العميل، وهذا يؤدي إلى أن يعرف المرشد المشكلة تعريف خاطئا.
- تأكيدها التام والكلي على تغير عواطف وانفعالات الشخص عن طريق تغيير طريقة تفكيره نحو الايجابية.
- أنها تؤثر بشكل فعال مع الأشخاص الأذكياء والنشطين ليس مع من يعانون من اضطرابات عنيفة.(الزيود،2008، 270)
7. الإتجاه المعرفي ل بيك
الاتجاه المعرفي (Beck)
من بين نماذج الإرشاد نموذج بيك(Beck) حيث يرى أن الهدف من الإرشاد المعرفي هو تصحيح نمط التفكير لدى المسترشد أو المريض بحيث تصحح صورة الواقع في نظره ويصبح التفكير منطقيا، ويركز الإرشاد المعرفي على حل المشكلات(بلان، 2015،360).
يرى المعرفيون أن الإنسان نفسه هو المسؤول عما يقوم به من أعمال وليس الناس من حوله. وأن الإنسان قادر على التخلص من الحالة التي هو عليها عن طريق تصحيح الاستنتاجات الخاطئة. وأن الفرد قادر أيضا على أن يحل مشكلاته ولكنه بحاجة إلى من يوجهه. (أبو أسعد وعريبات، 2012، 220)
7-1- الفروض والتصورات النظرية:
ويمكن تحديد أهم الافتراضات الأساسية التي يستند عليها الإرشاد المعرفي(بلان،2015، 359)، بما يلي:
1- الاضطرابات الانفعالية هي نتاج نماذج وأساليب خاطئة ومختلة وظيفيا، أي أن الأفكار والاعتقادات لدى الفرد هي المسؤول الأول عن حدوث انفعالاته وسلوكه.
2- هناك علاقة تبادلية بين الأفكار والمشاعر والسلوك، فهي تتفاعل مع بعضها بعضا، ولهذا فالعلاج يشمل التعامل مع المكونات الثلاث معا.
3- أن المعارف السلبية الخاطئة وأنماط التشويه المعرفي متعلّمة يتعلمها الفرد من الخبرات السابقة وأحداث الماضي.
4- أن الأبنية المعرفية للفرد(الأفكار والصور العقلية والتخيلات والتوقعات والمعاني) ذات علاقة وثيقة بالانفعالات والسلوكيات المختلّة وظيفيا.
5- أن المعارف المختلة وظيفيا قد تبدو غير منطقية للآخرين، ولكنها تعبر عن وجهات نظر العميل الشخصية عن الواقع.
6- التحريفات المعرفية تعكس وجهات نظر غير واقعية وسلبية للعميل عن الذات والعالم والمستقبل.
7- تعديل الأبنية المعرفية للعميل يشكل أسلوبا هاما لإحداث تغيير في انفعالاته وسلوكه.
8- التحريفات المعرفية يتم استثارتها غالبا عن طريق أحداث الحياة غير الملائمة بالإضافة إلى أنه قد تم الإبقاء عليها عن طريق الإدراك الثابت للقواعد والمخططات.
9- المخططات المعرفية هي الأساس المسؤول عن انتظام وتصنيف وتقييم الخبرات الجديدة للفرد وذكريات الأحداث الماضية والحكم عليها.
10- إن المخططات غالبا ما تنمو مبكرا في الحياة ويتم تشكيلها عن طريق الخبرات الملائمة.
11- إن المخططات المعرفية المختلة وظيفيا هي المسؤولة عن الاضطرابات الانفعالية للفرد.
12- إن تغيير الأفكار والاعتقادات السلبية للفرد يترتب عليها تغيرات جوهرية في الانفعالات والسلوك.
7-2- مستويات الأفكار عند بيك
ويركز بيك (Beck) على ثلاثة مستويات من المعرفة:
• الأفكار الأوتوماتيكية (Automatics Thougts): ويطلق عليها أيضا الحوار الداخلي أو الحديث الذاتي أي الحديث داخل النفس وما يدور بها من حوار داخلي وهو الذي لا يلاحظه الشخص غالبا وعادة ما تعكس فيه الأفكار التي تسبب ضغطا أو عدم قدرة على التكيف والنظرة السلبية للمستقبل والشك في الذات والتشويش والانزعاج بشأن الحياة وقد أشار بيك إلى هذه الاعتبارات نحو الذات والعالم والمستقبل على أنها ثالوث معرفي(Cognitive Tried).
• العمليات المعرفية: وتشتمل على كيفية وأسلوب تفاعل الفرد مع المثير..أي طرق تقديم المعلومات عن البيئة والذات وأسلوب التنبؤ وتقييم أحداث المستقبل، فعندما ينجم عن العمليات المعرفية نتائج لا تتفق مع المقاييس الموضوعية للواقع فإنها تكون محرفة، وعندما ينتج عنها نتائج سلبية تؤدي إلى التوتر عن الذات فإنها تكون مشوهة وهذه الانحرافات المعرفية تشمل على عدة عمليات منها:
- لوم الذات: نظرا لوعي الفرد بنقائصه والتي تعطي له مفهوم غير إيجابي عن الذات وانخفاض المستوى النقدي للذات.
- التفكير المتجمع: التفكير في الحصول على كل شيء أو لا شيء.
- الاختيار التجريدي: والذي يشير إلى الوصول إلى النتائج السلبية من أحد التفاصيل مع تجاهل السياق والجوانب الإيجابية.
- الاستنتاج العشوائي: والذي يشير إلى الوصول للنتائج دون أن تدعمه أدلة ثابتة.
- التعميم الزائد: والذي يشير إلى اعتناق معتقدات متطرفة قائمة على بعض الأحداث وتطبيقها على مواقف مختلفة.
- المبالغة: وتشير إلى تقييم معنى مبالغ فيه للأحداث السلبية.
• التركيبات المعرفية أو المخططات: وتتضمن المعتقدات أو الافتراضات التي تؤثر في ما يعتني به الفرد من تأويله للأحداث فهي تكون الهيكل الأساسي الذي يستخدمه الفرد للإدراك والفهم والتفكير والتذكر في العالم (عطية،2010، 76).
08- أوجه التشابه والاختلاف بين نظريات الإرشاد النفسي.
إن أوجه التشابه بين النظريات أكثر من أوجه الاختلاف، وهذه النظريات وإن اختلفت فهي تختلف بدون تعارض، فالأسس واحدة خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرشد والعميل، وعلينا أن نعلم أن الاختلاف أساسا هو أن كل نظرية تقوم على ملاحظات ودراسات تجريبية وممارسات إكلينيكية تختلف عن بعضها البعض، وأن الاختلاف بين النظريات يفيد في أن النظريات مجتمعة، تعلمنا الكثير وأن كلا منها منفرا، تعلمنا شيئا ونستطيع انتقاء ما يفيدنا.
8-1- أوجه الشبه بين نظريات الإرشاد
1- جميع النظريات تؤكد أن على المرشد أو المعالج إعطاء التقبل والأمان والاطمئنان للعميل وهدفها واحد هو تحقيق الذات.
2- كل النظريات تحاول فهم كيف ينشأ القلق وكيف تهب وسائل الدفاع وأساليب التوافق وكيف يمكن تعديل السلوك.
3- أن الفرد لديه دوافع وحاجات وقوى حيوية تتحكم في سلوكه.
4- أن التعلم خطوة أساسية من أجل تحقيق التوافق النفسي عن طريق تغيير وتعديل السلوك.
5- أن أهم ما في عملية الإرشاد هو العلاقة الإرشادية التي تتسم بالجو النفسي المتقبل الخالي من التهديد، الذي يحرر قوى النمو والتوافق لدى الفرد لتحقيق الصحة النفسية.
8-2- أوجه الاختلاف بين نظريات الإرشاد
1- نمت بعض النظريات في معامل المعالجين وبعضها خرج من معامل علم النفس وبعضها نتج عن الدراسات الإحصائية.
2- توجد اختلافات حول الأهمية النسبية للمحددات الشعورية والمحددات اللاشعورية للسلوك.
3- تختلف النظريات حول الدور الذي يلعبه التعزيز.
4- تختلف النظريات حول أهمية الحياة الماضية بالنسبة للمريض في الطفولة.
5- تختلف النظريات حول أهمية البيئة وعضوية الجماعة في السلوك.
6- تتفاوت النظرة إلى أهمية الخبرات الخاصة والذاتية، فالبعض يؤكد أهمية السلوك الملاحظ، والبعض يؤكد أهمية الخبرات الداخلية.
7- تحترم بعض النظريات الاختبارات النفسية وتعظمها، بينما تؤكد بعضها أن الأساس الأهم هو مفهوم الفرد عن ذاته الذي يحدد سلوكه بصرف النظر عن درجات الاختبار.
8- تؤكد بعض النظريات أن الماضي يؤثر في الحاضر ويشير إلى المستقبل.
9- تؤكد بعض النظريات على (Now & Here) ، أي هنا والآن.(الفرخ وتيم،1999، 77)