3. دراسة الحالة

تعريف دراسة الحالة

يعرف (الزعبي،2005، 113) دراسة الحالة،بأنها: أسلوب منظم لجمع المعلومات عن المسترشد في ماضيه وحاضره والتي يتم الحصول عليها من خلال وسائل جمع المعلومات الأخرى كالملاحظة والمقابلة والاختبارات..وغير ذلك من الوسائل، بهدف دراسة شخصية المسترشد من جوانبها كلها، وتحديد مشكلاته وتشخيصها ومعرفة أسبابها، والتوصل إلى القرار المناسب بشأنها.

ويؤكد العالم جوليان روتر(Rotter) أن دراسة الحالة هي المجال الذي يتيح للأخصائي جمع أكبر وأدق قدر من المعلومات حتى يتمكن من إصدار حكم قيم نحو المريض، وذلك من خلال المعلومات التي يحصل عليها من خلال المناقشة المباشرة مع المريض، والمتضمنة طبيعة المشكلة، وظروفها، ومشاعر صاحبها، واتجاهاته، ورغباته والخبرات المؤلمة التي تعرض لها، وتأتي المعلومات من الأسرة ورفاق العمل، والأساتذة بالمدرسة، وتساهم أيضا الاختبارات النفسية إذا ما استخدمت عند الضرورة بغية الكشف عن القدرات العقلية، والمهارات والميول المرضية، ويقدم الطبيب المعالج تفاصيل الحالة الصحية وإصابات الدماغ، ويضيف الأخصائي الاجتماعي معلومات جديدة عن تاريخ الحالة الاجتماعي، وظروف العائلة ومستواها الاجتماعي(الخالدي،2006، 78).

 

2- أهمية دراسة الحالة:

يمكن تلخيص أهمية دراسة حالة المسترشد في الآتي:

- تعطي فكرة شاملة وواضحة عن المسترشد، بحيث تتيح فهم أفضل لحالته.

- تمكن المرشد النفسي من تلخيص المعلومات التي جمعها حول المسترشد وتكاملها.

- تساعد المرشد النفسي في تشخيص حالة المسترشد، ووضع إستراتيجية إرشادية مناسبة من أجل معالجتها.

- تساعد المرشد النفسي على وضع خطة مناسبة بشأن الخطوات التي يمكن إتباعها مع المسترشد.

- تستخدم لتدريب المرشدين المبتدئين، لأنها وسيلة سهلة وواضحة الخطوات.

3- محتويات دراسة الحالة:

تشمل دراسة الحالة مجموعة من البيانات والمعلومات التي أسهمت في ظهور الحالة، وعليه فإن الإطار المرجعي العام لدراسة الحالة يجب أن يتضمن ما يأتي:

1- المعلومات والبيانات العامة: وتتضمن جميع معلومات المسترشد عن نفسه، والمعلومات المتعلقة بالمحيطين به كذلك.

2- المعلومات الشخصية: وتتضمن(الحالة الجسمية والصحية- معرفة نمط – معلومات عن الحالة العقلية والمعرفية والاجتماعية والنفسية- النمو).

3- الملخص العام: ويشمل خلاصة المعلومات المهمة ذات العلاقة بالحالة أو المشكلة.

4- التشخيص: وضع عدة افتراضات قابلة للفحص عن أسباب المشكلة.

5- التوصيات: وتشتمل على مقترحات للإرشاد، مثل العلاج السريع أو الطويل، أو التوصية بالإحالة.

6- المتابعة: للتأكد من مدى الفائدة من وراء الجهد الكبير الذي بذل لجمع المعلومات عن الحالة وتوظيفها لتحقيق أهداف العملية الإرشادية.(الخطيب،2009، 144)

4- عوامل نجاح دراسة الحالة

لكي تنجح دراسة الحالة، ولكي تكون ذات قيمة علمية، يجب مراعاة الشروط الآتية:

4-1- التنظيم: ويشمل الوضوح والتسلسل، وذلك لكثرة المعلومات التي تشتمل عليها دراسة الحالة، ولكثرة الأدوات التي تم بها جمع هذه المعلومات.

4-2- الدقة: تجمع المعلومات التي تشتمل عليها دراسة الحالة بطرق متنوعة وهذا يستلزم الدقة في التحري عن هذه المعلومات.

4-3- الاعتدال: أي التوسط بين التفصيل الممل وبين الاختصار في تجميع المعلومات.

4-4- الاهتمام بالتسجيل: وهذا مهم خاصة مع كثرة المعلومات.

4-5- الاقتصاد: إذ ينصح بإتباع أقصر الطرق لبلوغ الأهداف من دراسة الحالة مما يوفر الوقت والجهد.(زهران، 1977، 205)

 

5-  مزايا دراسة الحالة وعيوبها: تتميز دراسة الحالة بما يلي:

- تساعد المرشد في فهم حالة المسترشد والتعرف إلى مشكلاته، وتحديد أسبابها وأعراضها وتاريخها وعمقها وارتباطها، مما يساعد في إيجاد الحلول المناسبة.

- تعطي صورة كلية شاملة وواضحة، عن جوانب شخصية المسترشد، لكونها تعتمد على عدة مصادر للحصول على المعلومات.

- تساعد المسترشد في عملية التبصر الذاتي، وتقدم له صورة واضحة عن نفسه، وذلك يساعد في تشخيص حالته.

- فيها فائدة علاجية، ذلك أن المقابلة التي هي إحدى مصادر المعلومات في دراسة الحالة، تتيح للمسترشد نوع من التنفيس الانفعالي.

- يمكن استخدامها لأغراض البحث العلمي وتدريب المرشدين النفسيين في بداية ممارستهم المهنية.

كما أن هناك بعض العيوب عند استخدام دراسة الحالة لجمع المعلومات، منها:

- يستغرق دراسة الحالة وقتا طويلا وجهدا كبيرا، قد يؤخر تقديم المساعدة للمسترشد في وقتها المناسب.

- قد يتحول هذا الكم الهائل من المعلومات التي تم تجميعها في دراسة الحالة إلى مجرد تكديس للمعلومات، إذا لم توظف بشكل سليم في العملية الإرشادية.

- وجود صعوبة في ضبط التناقضات في المعلومات والبيانات.(الخطيب،2009، 146)