4. صناعة الاتجاه الحضاري الاجتماعي

الاتجاه الحضاري الاجتماعي:

يأخذ هذا الاتجاه معيار النضج الاجتماعي للشخصية، ويميل أصحاب هذا المعير إلى تحديد مجموعة من المواصفات أو التي تطبق كمقياس على أفراد المجتمع، بحيث نستطيع أن  نميّز الشباب من غيرهم من الفئات بغض النظر عن المرحلة العمرية، حيث يجمع هذا الاتجاه بين الاتجاهين السابقين فيرى أهمية الفترة الزمنية وأثرها في تحديد الشباب وضرورة الاهتمام بالحالة النفسية، "ويرى هيرولوك أن المرحلة الجامعية بالنسبة للشباب تعتبر مرحلة المشكلات لكونها مرحلة انتقالية يعبر من خلالها الشباب مرحلة المراهقة المليئة بالصراعات والتجارب والمواقف الجدية والمشكلات إلى مرحلة النضج المبكر بما فيها من اعداد للعب دور أكثر اتزانا واستقرار من قبل الكبار"([1]).

ويعتبر الشباب الجامعي من أكثر الفئات الاجتماعية شعورا بالتناقض بين الواقع والطموح وبين ماهو كائن وبين ما ينبغي أن يكون، فبعض مطالبه لا تجد طريقة للوجود نظرا لظروفه الاجتماعية أحيانا وبوضعيته الاقتصادية أحيانا أخرى" لذلك نجده أكثر الفئات تعبيرا عن الغضب والتمرد والثورة ورفض ما هو موجود"([2]). والواقع أن التصور الدقيق عن الشباب ينبغي أن يأخذ في الحسبان هذين المعيارين في آن واحد وبالتالي يمكن التوصل إلى  الحقيقة، وهي أن  الشباب يمثل فئة عمرية تتميز بعدة صفات وقدرات اجتماعية ونفسية وتخضع بداية ونهاية الفئة العمرية باختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السائدة في المجتمع" فدولة الإمارات العربية المتحدة مثلا تحدد سنّ الشباب في مرحلة ما بين 15 و44  سنة بينما اعتمدت مصر في أكثر من دراساتها وبحوثها على المرحلة العمرية من  15 إلى 30 سنة([3]).



[1]   -السيد الشحات أحمد حسن: الصراع القيمي لدى الشباب ومواجهة من منظور التربية الإسلامية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس، 1983.ص13.

[2]  -ن. والاس. س.ج ولسيكس: الشباب في أوغندا، ترجمة حورية توفيق مجاهد.

[3]  -هاشم صالح: ( مقال في الحداثة ) مجلة الوحدة، عدد51 ،المغرب، ديسمبر 1988 ، ص29.