استخدامات الاعلام والاتصال

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل للاتصال والاعلام الرياضي
Livre: استخدامات الاعلام والاتصال
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 22 November 2024, 11:13

Description

مختلف الاستخدامات واغراض الاعلام في الميدان الرياضي

1. دور الإعلام الرياضي اتجاه العنف

دور الإعلام الرياضي اتجاه العنف :

           من غير الممكن أن نتجاهل الدور الهام الذي يقوم به الإعلام الرياضي على مختلف مجالاته في التأثير على مظاهر العدوان و العنف و الشغب في المجال الرياضي ، وقد نصّ الميثاق الدولي للتربية البدنية و الرياضية الذي أصدره اليونسكو على أنه ينبغي لكل من يعمل في مجال وسائل إعلام الجماهير دونما مساس بالحق في حرية الإعلام أن يكون على إدراك تام لمسؤوليته إزاء الأهمية الاجتماعية و التربوية و الغاية الإنسانية و القيم الأخلاقية التي تنطوي عليها التربية البدنية والرياضية  كما يؤكد الميثاق أيضا على العلاقات بين المسئولين عن وسائل الإعلام الجماهيري والعاملين في الحقل الرياضي وهي علاقات ينبغي أن تكون وطيدة مبنية على الثّقة و الإحترام المتبادلين و ذلك لضمان توفير معلومات موضوعية معززة بالوثائق ، كما أعرب الميثاق عن أمله في أن ينطوي تدريب العاملين في إطار وسائل الإعلام الجماهيري على عناصر تتعلق بالثقة الرياضية.

و ينبغي على النقاد إبراز الجوانب السلبية لمظاهر العنف و العدوان و الشغب في الرياضة و عدم الخلط بين اللعب الرجولي أو السلوك الجازم بين العدوان الرياضي و محاولة التخفيف من الأهمية التي تعطى للفوز بغض النظر عن الروح الرياضية و القيم الخلقية ، كما ينبغي على المعلقين الرياضيين التحلي بروح المسؤولية وعدم التحيز ، كما يمكن للبرامج التلفزيونية أن تكون ذات عون هام في مجال ترويج و توضيح أخلاقيات الرياضة و التعريف بالجهود المبذولة للنهوض بها (1).

 



(1) – علاوي محمد حسن : مرجع سابق ، ص ص  83-84.

2. تشكيل الاتجاه

الخصائص النفسية للمشاهدين للمنافسات الرياضية:(1)

  يرى علاوي أن هنا مشاهدين يفضلون متابعة مباريات كرة القدم عوض مباريات كرة السلة أو غيرها و العكس صحيح ، وهناك من يفضلون مشاهدة كل أنواع المباريات و هناك العكس أيضا. وهناك من يتابع فريقه عن قرب من خلال معرفة آنية لأخباره و نتائجه و ظروفه و أدق التفاصيل عن ناديه أو فريقه من خلال الصحافة بكل أنواعها، ومما لا شك فيه أنّ حجم المشاهدة يختلف من نشاط رياضي لأخر حسب شعبية الرياضة المتابعة و سعة الملعب ،حيث لا يمكن مقارنة شعبية كرة القدم بكرة السلة أو الطائرة في بلدان أخرى كما أن اهتمام وسائل الإعلام على مختلف أنواعها بأنواع معينة من الأنشطة الرياضية يؤثر بصورة بالغة على كثافة عدد المشاهدين لهذه الأنشطة.

     و يرى بعض الباحثين في مجال علم النفس الرياضي أن المشاهدين أو المتفرجين يمكن اعتبارهم بمثابة الحشد أو الجمهور الرياضي من حيث أن الحشد يتكون من جماعة من الناس تختلف لأي أعدادها و تستجيب عاطفيا لمثير واحد وهو المنافسة الرياضية ، و متعة المشاهدة الرياضية لها مبرراتها و مقوماتها النفسية الإجتماعية و الجمالية و الإتصالية الأمر الذي يجعل من المشاهدة الرياضية ظاهرة معقدة تتطلب قدرا كبيرا من الدراسة و التحليل ليسهل فهمها ، فهي لم تصبح حدث عادي أو عرضي بل أصبحت هواية أو تفوق لتصبح إدمان على مشاهدة المنافسات الرياضية و بذل جهد ووقت لمتابعة الفريق الذي يميلون له و يتابعونه .

و لقد استرعت ظاهرة الجماهير المتابعة للمنافسات الرياضية بكل شغف واهتمام و انتباه العديد من الباحثين الذين أجرو دراسات في الميدان و على ضوء ما وصلت إليه وسائل الإعلام بكل أنواعها من تطور توصلوا إلى أن هناك شعورا بالتوحد بين الجموع الغفيرة من الجماهير تشعرهم بالتقارب والتكامل و التفاعل و أنهم يتعارفون تثير مجموعة من المشاعر التي يصعب التعبير عنها في مواقف أخرى أو قد تكون غير مقبولة اجتماعيا إذا حدثت في مواقف مغايرة حسب رأي علاوي.

كما تشير بحوث أخرى أن تصرفات الأشخاص و هم في وسط الحشود غير تصرفاتهم فرادى حيث تكون تصرفاتهم و أفكارهم تصب في نفس المنحى ،الأمر الذي يشكل ما يسمى "العقل الجمعي" كما أن الفرد في وسط الجماعة يكون على قدر كبير من القابلية لتصديق أي فعل أو كلام يصدر من ذلك الحشد عكس حالته و هو منفرد دون النقاش أو المجادلة.



(1) – محمد حسن علاوي : مرجع سابق، ص 61.

3. الإعلام الرياضي و التنشئة الإجتماعية

الإعلام الرياضي و التنشئة الإجتماعية  :

التنشئة الاجتماعية هي طرق تقديم سلوكات فردية اختيارية ومعها جزاءات ايجابية و سلبية تؤدي إلى قبول البعض و نبذ البعض الآخر ، فهو تأكيد لتأثير الجماعات الرسمية و غير الرسمية في شخصية الفرد (1)، كما يعرفها ويرين جونسون(1974) أنها عملية التطبيع الإجتماعي و هي عملية تعلم تمكن المتعلم من آداء أدوار اجتماعية معينة (2).

فالتنشئة الإجتماعية هي نقل للحاجات و المطالب الحضارية بأساليب معينة لتحقيق نتاج معين من الشخصية هي عملية دينامية تتضمن التفاعل و التغيير ، وأيضا هي عملية معقدة تستهدف مهام كبيرة وتتصل بأساليب ووسائل متعددة لتحقيق ما تهدف إليه هي أيضا عملية نقل للقوى الحضارية الخارجية الموضوعية لتكون قوى فردية داخلية شخصية (3).

ومن خلال التعريفات السابقة نستطيع أن نستخلص أن التنشئة الإجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة مع اختلاف في الدرجة فتعلم أفكار جديدة ومعايير جديدة و اكتساب انفعالات جديدة لا يتوقف مع فترة معينة أو مع نهاية فترة الدراسة و لكن هذا التعلم يستمر مع الإنسان طوال حياته ولا شك أن هناك أدوار جديدة يكتسبها الإنسان و يترتب عليها أنواع جديدة من السلوك تتناسب و طبيعة العصر الذي يعيش فيه هذا الإنسان و أبرز صفة يمكن أن يوصف بها هذا العصر أنع عصر الإعلام و مع التقدم التكنولوجي الهائل تضاعفت فعالية و أثر هذا الإعلام ، و الإعلام بما يملكه من امكانيات تكنولوجية متطورة يمكنه أن يقوم بدور التنشئة الإجتماعية من خلال الإخبار والتحسيس والتوعية و الإبلاغ بالأخطار و المشاكل الإجتماعية المحدقة بالمجتمع و الترفيه و التخفيف من المشاكل و الصعوبات التي يواجهها الشباب و المجتمع ككل في حياتهم اليومية ، و الإعلام الرياض بكافة وسائله هو أفضل وسائل الإتصال بالجمهور ،فهو علم يخاطب عقولهم و حقائق تحرك فيهم أسمى معاني الإنسانية و لذلك فأن تأثيره يكون أقوى و أعمق إذا عرفنا كيف نستخدم أسلوبه بطريقة فعالة و قادرة ، و الإعلام الرياضي يعمل على إيجاد رأي عام يوجه بطريق أو بآخر نحو التمسك بآراء واتجاهات اجتماعية معينة و التخلي عن آراء و اتجاهات اجتماعية أخرى.فهو يقوم بدور ثنائي فمن ناحية يتضمن عملية الضبط الإجتماعي و من ناحية أخرى فإنه يوفر الجو المناسب



(1) – دافيد ماكميلان(ترجمة عبد الهادي جوهر و محمد سعيد فرج) : مجتمع الإنجاز-الدوافع الإنسانية للتنمية الإقتصادية- ، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة،1980،ص 05

(2) – سيد احمد عثمان : علم النفس الإجتماعي التربوي( التطبيع الإجتماعي )، الجزء الأول، مكتبة الأنجلومصرية،القاهرة ،1980،ص 19.

(3) – لويس كامل مليكة : سيكولوجية الجماعات و القيادة، جزء2، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1989،ص 124.

4. صناعة الاتجاه الحضاري الاجتماعي

الاتجاه الحضاري الاجتماعي:

يأخذ هذا الاتجاه معيار النضج الاجتماعي للشخصية، ويميل أصحاب هذا المعير إلى تحديد مجموعة من المواصفات أو التي تطبق كمقياس على أفراد المجتمع، بحيث نستطيع أن  نميّز الشباب من غيرهم من الفئات بغض النظر عن المرحلة العمرية، حيث يجمع هذا الاتجاه بين الاتجاهين السابقين فيرى أهمية الفترة الزمنية وأثرها في تحديد الشباب وضرورة الاهتمام بالحالة النفسية، "ويرى هيرولوك أن المرحلة الجامعية بالنسبة للشباب تعتبر مرحلة المشكلات لكونها مرحلة انتقالية يعبر من خلالها الشباب مرحلة المراهقة المليئة بالصراعات والتجارب والمواقف الجدية والمشكلات إلى مرحلة النضج المبكر بما فيها من اعداد للعب دور أكثر اتزانا واستقرار من قبل الكبار"([1]).

ويعتبر الشباب الجامعي من أكثر الفئات الاجتماعية شعورا بالتناقض بين الواقع والطموح وبين ماهو كائن وبين ما ينبغي أن يكون، فبعض مطالبه لا تجد طريقة للوجود نظرا لظروفه الاجتماعية أحيانا وبوضعيته الاقتصادية أحيانا أخرى" لذلك نجده أكثر الفئات تعبيرا عن الغضب والتمرد والثورة ورفض ما هو موجود"([2]). والواقع أن التصور الدقيق عن الشباب ينبغي أن يأخذ في الحسبان هذين المعيارين في آن واحد وبالتالي يمكن التوصل إلى  الحقيقة، وهي أن  الشباب يمثل فئة عمرية تتميز بعدة صفات وقدرات اجتماعية ونفسية وتخضع بداية ونهاية الفئة العمرية باختلاف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السائدة في المجتمع" فدولة الإمارات العربية المتحدة مثلا تحدد سنّ الشباب في مرحلة ما بين 15 و44  سنة بينما اعتمدت مصر في أكثر من دراساتها وبحوثها على المرحلة العمرية من  15 إلى 30 سنة([3]).



[1]   -السيد الشحات أحمد حسن: الصراع القيمي لدى الشباب ومواجهة من منظور التربية الإسلامية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عين شمس، 1983.ص13.

[2]  -ن. والاس. س.ج ولسيكس: الشباب في أوغندا، ترجمة حورية توفيق مجاهد.

[3]  -هاشم صالح: ( مقال في الحداثة ) مجلة الوحدة، عدد51 ،المغرب، ديسمبر 1988 ، ص29.