3. الإعلام الرياضي و التنشئة الإجتماعية

الإعلام الرياضي و التنشئة الإجتماعية  :

التنشئة الاجتماعية هي طرق تقديم سلوكات فردية اختيارية ومعها جزاءات ايجابية و سلبية تؤدي إلى قبول البعض و نبذ البعض الآخر ، فهو تأكيد لتأثير الجماعات الرسمية و غير الرسمية في شخصية الفرد (1)، كما يعرفها ويرين جونسون(1974) أنها عملية التطبيع الإجتماعي و هي عملية تعلم تمكن المتعلم من آداء أدوار اجتماعية معينة (2).

فالتنشئة الإجتماعية هي نقل للحاجات و المطالب الحضارية بأساليب معينة لتحقيق نتاج معين من الشخصية هي عملية دينامية تتضمن التفاعل و التغيير ، وأيضا هي عملية معقدة تستهدف مهام كبيرة وتتصل بأساليب ووسائل متعددة لتحقيق ما تهدف إليه هي أيضا عملية نقل للقوى الحضارية الخارجية الموضوعية لتكون قوى فردية داخلية شخصية (3).

ومن خلال التعريفات السابقة نستطيع أن نستخلص أن التنشئة الإجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة مع اختلاف في الدرجة فتعلم أفكار جديدة ومعايير جديدة و اكتساب انفعالات جديدة لا يتوقف مع فترة معينة أو مع نهاية فترة الدراسة و لكن هذا التعلم يستمر مع الإنسان طوال حياته ولا شك أن هناك أدوار جديدة يكتسبها الإنسان و يترتب عليها أنواع جديدة من السلوك تتناسب و طبيعة العصر الذي يعيش فيه هذا الإنسان و أبرز صفة يمكن أن يوصف بها هذا العصر أنع عصر الإعلام و مع التقدم التكنولوجي الهائل تضاعفت فعالية و أثر هذا الإعلام ، و الإعلام بما يملكه من امكانيات تكنولوجية متطورة يمكنه أن يقوم بدور التنشئة الإجتماعية من خلال الإخبار والتحسيس والتوعية و الإبلاغ بالأخطار و المشاكل الإجتماعية المحدقة بالمجتمع و الترفيه و التخفيف من المشاكل و الصعوبات التي يواجهها الشباب و المجتمع ككل في حياتهم اليومية ، و الإعلام الرياض بكافة وسائله هو أفضل وسائل الإتصال بالجمهور ،فهو علم يخاطب عقولهم و حقائق تحرك فيهم أسمى معاني الإنسانية و لذلك فأن تأثيره يكون أقوى و أعمق إذا عرفنا كيف نستخدم أسلوبه بطريقة فعالة و قادرة ، و الإعلام الرياضي يعمل على إيجاد رأي عام يوجه بطريق أو بآخر نحو التمسك بآراء واتجاهات اجتماعية معينة و التخلي عن آراء و اتجاهات اجتماعية أخرى.فهو يقوم بدور ثنائي فمن ناحية يتضمن عملية الضبط الإجتماعي و من ناحية أخرى فإنه يوفر الجو المناسب



(1) – دافيد ماكميلان(ترجمة عبد الهادي جوهر و محمد سعيد فرج) : مجتمع الإنجاز-الدوافع الإنسانية للتنمية الإقتصادية- ، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة،1980،ص 05

(2) – سيد احمد عثمان : علم النفس الإجتماعي التربوي( التطبيع الإجتماعي )، الجزء الأول، مكتبة الأنجلومصرية،القاهرة ،1980،ص 19.

(3) – لويس كامل مليكة : سيكولوجية الجماعات و القيادة، جزء2، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1989،ص 124.