3. 3. التقويم التجميعي
في العادة يرتبط التقويم ارتباطًا وثيقًا في أذهان صانعي السياسات والأولياء والمعلمين والطلاب بفكرة التقويم التجميعي، وهو عملية قياس تعلم الطلاب في فترة زمنية محددة بالنظر إلى مجموعة من المحكات. وأدوات التقويم التجميعي الأكثر استخدامًا هي الاختبارات، وهذا يجعل من النظرة إلى التقويم ضيقة.
يُعرف التقويم التجميعي أو تقويم التعلم، وهو قياس النجاح لنتائج وحدة دراسية أو برنامج أو سنة دراسية، أو التأهيل أو الخبرة التعليمية (مثلا: امتحانات وشهادات التخرج من المدرسية)، فهو عملية رسمية دائماً تقريباً يمكن أن تتضمن حكم المعلم إضافة إلى العملية الاختبارية(Isaacs, Zara, Herbert, Coobs & Smith, 2013) .
يشير التقويم التجميعي بأنه نوع من أنواع التقويم المستخدم في نهاية الفصل الدراسي، أو الدورة الدراسية، أو في نهاية البرنامج لأغراض التصنيف، أو تقديم الشهادة، أو تقويم التقدم، أو البحث عن فعالية البرنامج الدراسي، أو الدورة الدراسية، أو الخطة التعليمية، وربما تكون السمة الأساسية للتقويم التجميعي هي أنه يتم إصدار حكم بشأن الطالب أو المعلم أو المنهج فيما يتعلق بفعالية التعلم أو التدريس بعد نهايته (Bloom et al., 1971 in Cizek, 2009, p. 5).
يحدث التقويم التجميعي بعد نهاية مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تشكل مجموعة متكاملة، وتشير إلى طريقة جمع البيانات، أي إلى تلخيص مجموعة من الملاحظات المتباينة للغاية في بعض الأحيان، وأن العلامة والممنوحة لكل طالب على أساس التقويم التجميعي تعكس الأداء العام الذي يمكن أن يؤدي إلى مقارنات. ، والمدرسة تلجأ كثيرًا إلى طريقة التقويم هذه لإنشاء الموازنة، ويستخدم التقويم التجميعي بشكل علني لتصنيف الطلاب فيما بينهم، وإيصال النتائج إلى الأولياء، ومنح الشهادة، وما إلى ذلك،
يزوّد التقويم التجميعي بأدلة عن تحصيل الطالب بغرض إصدار حكم حول كفاءة الطالب أو فعالية البرنامج، فيكون التقويم تجميعيا عندما تستخدم النتائج لإصدار أحكام؛ كتحديد عدد الطلاب الذين لم يبلغوا المحكات في مادة معينة لأغراض المساءلة التعليمية، ويتم تقديم البيانات للتربويين، ومجلس المدرسة، والمجتمع، وعلى مستوى القسم يكون التقويم تجميعيا عندما يُستخدم لتحديد مقدار ما تعلمه الطلاب في فترة معينة بغرض ايصال وضعية الانجاز إلى الآخرين، وعادة ما يتخذ رمزاً أو درجةً أو حرفاً أو مقارنة بمحك (مثلا: يفي بالمحك، كفء) لإبلاغه للطلاب والأولياء (Chappuis, 2015).
يرى (Cizek (2009 أن أي اختبار أو أي نظام آخر لجمع المعلومات هو تقويم تجميعي إذا كان يفي بالمعيارين التاليين:
1). يتم إجراؤه في بعض وحدات التدريس (مثلا: الوحدة، الفصل الدراسي، العام الدراسي)._
2). الغرض منه هو تصنيف انجازات الطالب أو النظام ككل، وغرضه الرئيسي الحصول على قياس للتحصيل لاستخدامه في اتخاذ القرار؛ وصع العلامات، ومنح أو رفض الشهادة أو منح الترخيص والاعتماد، واتخاذ قرارات الترقية أو الاحتفاظ، أو تصنيف المتقدمين للاختبار وفقا لفئات الأداء المحددة المألوفة حاليا مثل: أساسي، متقن، متقدم.
التقويم التجميعي يكون بعد التدريس، حيث يجيب على مجموعة من الأسئلة التي يتم على أساسها جمع معلومات عن التقويم، فعلى سبيل المثال: ما مدى اتقان طلابي للمادة الدراسية؟ وهل الطلاب جاهزون للوحدة التالية؟ ما هي العلامات التي يجب أن يحصل عليها الطلاب؟ وما هي التعليقات التي يجب أن أقدمها للأولياء؟ وكيف يمكن تغيير تدريسي؟(McMillan, 2018) .
واستخدام الاختبارات في التقويم التجميعي لا يمكن من قياس سوى مجموعة فرعية صغيرة مما نريد في النهاية أن يحققه الطلاب من أهداف التعليم، أي مما نريد أن يعرفه الطلاب، ويكونوا قادرين على القيام به، فالاختبارات يمكن أن تأخذ عينة من معارف الطلاب ومهارات وفهمهم في أي موضوع أو مجال، وبالتالي لا يمكن أن تعوّض كمقاييس أفضل وأشمل من الأخرى.
يسمح التقويم التجميعي بمنح المؤهلات؛ الشهادات والدبلومات والدرجات، وغالبًا ما يتم منحها ليس فقط على أساس النجاح أو الرسوب، ولكن باستخدام مجموعة من العلامات والدرجات والتصنيفات. ويمكن استخدام التقويم التجميعي لمجموعة متنوعة من الأغراض، منها تسجيل التحصيل، والتنبؤ بالتحصيل المستقبلي، والسماح للمتعلمين بالانتقال إلى مستوى أعلى من الدراسة، والسماح للمتعلمين بالتقدم إلى مكان العمل أو المهنة. ومع ذلك، يتم استخدامه بشكل روتيني لأغراض أخرى، وعلى الأخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للمراقبة والمساءلة المدرسية والإقليمية والوطنية Isaacs et al., 2013)).
ونظرًا لأن تقويم التعلم يلعب دورًا كبيرًا في تحديد مستقبل الطلاب، فمن الأهمية بمكان أن يتم تطوير أنظمة الاختبار بحيث تكون الاستنتاجات المستمدة من نتائجهم ثابتة وصادقة قدر الإمكان، ويمكن أن تعكس درجات الاختبار فقط جزءاً صغيراً من السلوكيات التي نحاول جمعها وتكون ذات قيمة فقط إذا تمكنوا من إخبارنا بشيء مفيد حول المجال الأكبر الذي نسعى للحصول على معلومات عنه، وهذا يعني أن البنود التي يشتمل على الاختبار، وموازين التصحيح، والمصححين يجب أن تخضع للتدقيق المستمر.