2. 2.التقويم التكويني
يشير التقويم التكويني إلى نمط من أنماط التقويم يُجرى داخل الصف الدراسي بين المعلمين والطلاب، ليس بهدف قياس نواتج التعلم، أو وضع علامات أو تقديرات للطلاب للتمييز بينهم كما في التقويم الختامي، وإنما بهدف إلى المراقبة المنتظمة لأداء الطلبة أثناء تنفيذ المنتج ومتطلباته خلال العام الدراسي، أي أنه يعد تقويما تراكميا متتابعا من أجل التعلم، ورفع مستوى أداء جميع الطلاب، وإخبارهم بتقدمهم الدراسي بصفة مستمرة أثناء عملية التعلم (علام، 2019).
تعرّف موس وبرونكهارت (Moss & Brookhart, 2009) التقويم التكويني بأنّه عملية تعلم نشطة ومقصودة يشارك فيها المعلم والطلاب في جمع أدلة التعلم بشكل مستمر ومنتظم بهدف واضح يتمثل في تحسين تحصيل الطلاب، ويشارك المعلمون وطلابهم بشكل نشط ومقصود في عملية التقويم التكويني عندما يعملون معاً للقيام بالتركيز على أهداف التعلم، وتقويم الوضعية الحالية فيما يتعلّق بالهدف، واتخاذ إجراءات للاقتراب من الهدف، فالغرض الأساسي من التقويم التكويني هو تحسين التعلّم وليس مجرد فحصه، فهو تقويم من أجل التعلم وليس تقويم للتعلّم.
يعرف بابام (2011)Popham التقويم التكويني بأنه مجموعة من الخطوات المخطط لها بعناية والمطبقة عند استخدام المعلمون أو الطلاب الأدلة المستنتجة لكي يقوموا بعمليات التعديل المناسبة على ما يقومون به ليدرسوا أو يتعلموا، وتشتمل عملية التقويم التكويني على جمع وتحليل الأدلة المستخلصة من التقويم بغرض تحديد وقت وكيفية تعديل الأنشطة التدريسية أو أساليب التعلم من أجل تحقيق أهداف التعلم.
يعرّف سيزيك Cizek (2009) التقويم التكويني إلى العمليات التعاونية التي يشارك فيها المعلمون والتلاميذ بغرض فهم تعلم الطلاب، والتنظيم الذاتي، وتحديد نقاط القوة، وتشخيص نقاط الضعف، ومجالات التحسين، وكمصدر للمعلومات يمكن للمعلمين استخدامه في التخطيط التعليمي، ويمكن للتلاميذ استخدامه في تعميق فهمهم وتحسين إنجازاتهم، والأدوات والأساليب التي يمكن استخدامها في أنشطة جمع المعلومات عن التقويم التكويني واسعة، كالاختبارات الصفية، والملاحظات، والأسئلة الشفوية، والمناقشات الصفية، والمشاريع، والملفات، والواجبات المنزلية، وتقييمات الأداء، والعمل الجماعي مع ملاحظات الزملاء، والتقويم الذاتي، وغيرها.
قدم سيزيك (2009) Cizek خصائص التقويم التكويني التي لا يجب أن تكون جميعها متوفرة لكي يتم اعتبار التقويم تكوينيًا، فقد تم تحديد كل خاصية من حيث قدرتها على تحقيق أقصى قدر من التحصيل والتطوير والفوائد التعليمية لهذا النوع من التقويم، وهي كالتالي:
- يتطلب من الطلاب تحمل مسؤولية تعلمهم بأنفسهم.
- يصلون إلى أهداف واضحة ومحددة للتعلم.
- يركز على الأهداف التي تمثل مخرجات تعليمية ذات قيمة مع إمكانية التطبيق خارج سياق التعلم.
- يحدد المعارف والمهارات الحالية للطالب والخطوات اللازمة للوصول إلى الأهداف المرجوة.
- يتطلب وضع الخطط لتحقيق الأهداف المرجوة.
- يشجع الطلاب على المراقبة الذاتية للتقدم نحو أهداف التعلم.
- يقدم أمثلة لأهداف التعلم بما في ذلك، عند الاقتضاء معايير منح الدرجات أو موازين التقدير المحددة التي سيتم استخدامها لتقييم عمل الطالب.
- يقدم تقويمًا متكررًا، بما في ذلك تقويم الزملاء والتقويم الذاتي للطالب والتقويم المندمج في أنشطة التعلم.
- يتضمن التغذية الراجعة التي تكون غير تقويمية وغير محددة، وفي الوقت المناسب، والمرتبطة بأهداف التعلم، ويوفر فرصًا للطالب لمراجعة وتحسين منتجات العمل وتعميق الفهم.
- يعزز العمليات ما وراء المعرفة والتأمل من قبل الطلاب في عملهم.
ويكون التقويم تكوينياً وفقا لأندريد وسيزيك Cizek (2009) Andrade & في تقديمهما لكتاب حول التقويم التكويني عندما يتضمن مجموعة من المعلومات حول تعلم الطالب يتم جمعها خلال وحدة تعليمية لواحدة أو أكثر من الأهداف التالية:
- تحديد جوانب القوة والضعف لدى الطالب.
- مساعدة المعلمين على تخطيط التدريس.
- مساعدة الطلاب في توجيه تعلمهم ومراجعة عملهم واكتساب مهارات التقويم الذاتي.
- تعزيز الاستقلالية والمسؤولية المتزايدة تجاه تعلمه، فالتقويم التكويني ليس تقويميا ولكنه توجيهي بطبيعته.
كما حدّد بابام (2008)Popham أربعة أنواع أو فئات من التقويم التكويني:
- التعديلات التدريسية للمعلمين؛ عندما يجمع المعلمون أدلة التقويم ويستخدمونها في ليقرروا هل يعدلون تدريسهم الحالي أو التدريس التالي مباشرة لكي يحسنوا من فاعليته.
- تعديلات أساليب تعلم الطلاب؛ والتي يعتمد فيها الطلاب على أدلة التقويم فيما يتعلق بحالة معارفهم ومهاراتهم الحالية ليقرروا هل يعدلون الاجراءات التي يستخدمون عندما يحاولون تعلم شيء معين.
- تغيير مناخ غرفة الصف؛ والتي يتم من خلالها محاولة القيام بتغيير أساسي لدى المعلم والطلاب؛ توقعات التعلم، وتصورات حول من المسؤول عن تعلم الطلاب، والاتجاه نحو دور التقويم الصفي.
- التطبيق الموسع على المدارس؛ وفيه تتبني المدرسة كاملة أو إدارة التعليم واحدا أو أكثر من مستويات التقويم التكويني، عادة من خلال التطوير المهني أو استخدام مجتمعات التعلم المهنية.