4. نماذج من الخطابة في العصر الإسلامي

ومن النماذج الرنانة الجميلة التي أثرت من خطب الأولين اخترنا هذه الخطب:

خطبة أبي بكر الصديق: بعد مبايعة المسلمين له "أمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُونِي، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، وَالضَّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى أَرُدَّ له حَقَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالْقَوِيُّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِيَ حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَا يَدَع قَوْمٌ الْجِهَادَ في سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالذُّلِّ، وَلَا تَشِيعُ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْبَلَاءِ، أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّه وَرَسُولَهُ، فَإِنْ عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ".

خطبة عمر بن الخطاب: عام الرمادة "أيُّها النَّاس: استغفروا ربَّكم إنَّه كان غفَّارًا، اللَّهم إنِّي أستغفرك وأتوب إليك، اللهم إنا نتقرب إليك بعمِّ نبيِّك وبقيَّة آبائه وكبار رجاله؛ فإنَّك تقول-وقولك الحق- {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللَّهم نبيَّك في عمِّه، اللَّهم اغفر لنا إنَّك كنت غفَّارًا، اللَّهم أنت الرَّاعي لا تهمل الضَّالة، ولا تدع الكسيرة بمضيعة، اللَّهم قد ضرع الصَّغير ورقَّ الكبير، وارتفعت الشَّكوى، وأنت تعلم السِّرَّ وأخفى، اللَّهم أغثهم بغياثك، قبل أن يقنطوا فيهلكوا؛ فإنَّه لا ييأس من روح الله إلَّا القوم الكافرون".

-  خطبة الحسن البصري: في النكاح "أمَّا بعد: فإنَّ الله جمع بهذا النّكاح الأرحام المنقطعة، والأنساب المتفرِّقة، وجعل ذلك في سُنَّة من دينه، ومنهاج واضح من أمره، وقد خَطَب إليكم فلان، وعليه من الله نعمة، وهو يبذل من الصَّدَاق كذا، فاستخِيرُوا الله، ورُدُّوا خيرًا، يرحمكم الله".