4. مدرسة ميونخ و كارل هاوسهوفر : المرتكزات الفكرية ومصطلحات الجيبولتيكا
4.1. هاوسهوفر و الأسس العامة للجيبولتيكا الألمانية
يمكن تلخيص المبادئ العامة للجيبولتيكا المدرسة الالمانية بناء على ماطوره هاوسهوفر من المفاكر الاساسين السابيقين في النقاط الاساسية الاتية :
أ- الدولة كائن حي: فبعد راتزل جاء تشخيص 'هوسهوفر' للأمراض التي تشكو منها الدولة مبينا مشكلة الارض التي تحتلها. ولهذا ظهر مبدأ 'المجال الحيوي' للدولة التي يدعوها للتوسع الأرضي من اجل إيجاد حلول لأمراضها السكانية والإقتصادية والعسكرية، ويحسن موقعها وعلاقاتها المكانية الأرضية.
ب- مبدأ الكفاية الإقتصادية للدولة: تضمنت النظرية التي صاغها 'هاوسهوفر' أربعة مقاييس أساسية اعتبرها من مقومات الدولة القوية وهي: عدد السكان يكون كبيرا، إرتفاع نسبة الولادات،السكان من سلالة واحدة أو متجانسة، توازن بين سكان الريف والمدن.
ت- العاصمة رمز قوة الدولة: ترى مدرسة ميونيخ بانه ولدواعي استرتجية ضروري نقل العاصمة إلى المناطق الأكثر أمنا (نقل العاصمة الروسية من سانت بترسبرغ إلى لننغراد إلى موسكو. ففي أي نزاع يسعى المتحاربون للسيطرة على العاصمة فما إن يتم لهم ذلك تصبح الدولة كلها في قبضتهم، فعلى سبيل المثال حينما احتل الألمان العاصمة باريس في الحرب العالمية الثانية عجل ذلك بسقوط فرنسا. بل حتى في النزاعات الداخلية والإنقلابات يسعى المعارضون للسيطرة على العاصمة لتأكيد سيطرتهم على البلاد شاملة.
ث- الموقع واليابسة الأولى استراتجيا: يرى 'هاوسهوفر' أن القوات البحرية والجوية مكملة للقوة البرية الأساسية والحاسمة. فالممار والمضائق البحرية لم تعد تحظى بالأهمية التي كانت تحتلها في السابق. فقناتي "بنما" أو "السويس" لا تعني الشيئ الكثير إذا لم يتم التحكم في البلدان التي تقع فيها، أي مصر وبنما.
ج- مايحصل داخل الدول يحدد مصير مناطق الصدام. ترى هذه المدرسة أن سعي الدول نحو الهيمنة والسيطرة ينتهي إلى صدام حول مناطق نفوذ بينهم. على سبيل المثال، وقوع الفلبين بين الصراع الأمريكي الياباني، فالتنسيق والولاء أو الدعوة إلى الابتعاد عنها يرتبط بما يجري على مستوى السياسات الداخلية في اليابان فكلما حاولت اليابان السيطرة عليها إتجهت الفلبين للتحالف مع الولايات المتحدة، وكلما خاب هذا المسعى كلما سعت الفليبين للإبتعاد عن الولايات المتحدة.