يعتبر الإعلام الرياضي قديما و حديثا بمثابة المدرسة العامة التي توصل عمل المؤسسات الرياضية المختلفة كالأندية و مراكز الشباب بل و التعليمية بمراحلها المختلفة و تتجاوزها فتقرب الفروق بين الناس عن طريق ما تنشره بينهم من خبرات تعدل بين سلوكهم كبارا و صغارا بما يتلائم مع القيم والتقاليد الرياضية السليمة ، و للإعلام الرياضي دور متشعب في المجتمع ظهر بجلاء بعد انتشاره على نطاق واسع في القرن العشرين ولذلك أخذت الحكومات على اختلاف سياساتها الفكرية تخصص لها الصحف و القنوات الإذاعية و التلفزيونية و توجهها نحو تحقيق أهدافها الداخلية من حيث رفع مستوى الثقافة الرياضية للجمهور و زيادة الوعي الرياضي لهم بأهمية دور الرياضة في حياتهم العامة والخاصة ، واستخدامها أيضا للوصول إلى أهدافها الخارجية من حيث تعريف العالم بحضارة شعوبها الرياضية و التي تعكس بدوره رقي هذه الدول و تقدمها في شتى المجالات ،و في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير و السريع في المجال الرياضي تبرز أهمية الإعلام الرياضي و ضرورة إحاطة الأفراد بالمجتمع علما بكل ما يدور من أحداث و تطورات في هذا المجال و ذلك في ظل الزيادة الكبيرة لأفراد المجتمع و بالتالي صعوبة الإتصال المباشر بمصادر المعلومات و الأخبار .
ومن هنا تتضح أهمية الإعلام الرياضي في القيام بواجبه هذا بالإضافة إلى زيادة تدفق المعلومات الرياضية وزيادة مصادرها وتشابك المجال الرياضي بالمجالات الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية و عدم قدرة الفرد على ملاحقة و متابعة هذا التدفق للمعلومات و الذي يعد من الأمور الصعبة ، فأقل ما يوصف به هذا العصر أنه عصر المعلومات نتيجة للتقدم الذي لحق بالكمبيوتر والأقمار الصناعية و ظهور شبكة الانترنيت ، وهنا تبرز الحاجة الضرورية و الملحة في قيام الإعلام الرياضي بالتغلب على هذه الصعوبات بما يساعد جمهور الرياضة على استيعاب كل ما هو جديد في المجال الرياضي و التجاوب معه.و الإنسان في نظر رجال الإعلام عبارة عن نفس إعلامية تتغذى بالخبر و تنمو بالفكر ، ومن هنا تبدوا أهمية الإعلام الرياضي أيضا في السيطرة على جمهور الرياضة وتوجيه مشاعرهم الوجهة التي يريدها الموجه، فإذا وجهت نحو الخير كانت وسيلة لا تضاهى في البناء و إذا وجهت العكس صارت شراّ مستتيرا ، فالإعلام الرياضي بأنواعه المختلفة يؤثر تأثيرا كبيرا في الوقت الراهن و يشكل جوانب خطيرة من النمو السلوكي و القيمي لأفراد المجتمع في المجال الرياضي.