2. النظرية الفطرية

2.2. نظرية النموذج الموجه لكراشن

    لقد كانت هذه النظرية أكثر النظريات شيوعاً في السبعينيات والثمانينيات من هذا القرن حيث بدأت في الأصل نموذجاً لدراسة الأداء اللغوي Performance ولكنها تطورت بعد ذلك لتصبح النظرية الشائعة في حينها التي تحاول تفسير اكتساب اللغة وليس مجرد أدائها.

    يعد كراشن التعلم والاكتساب عمليتين مختلفتين؛ حيث إن وظائف التعلم هي التوجيه والتنقيح، وتبدأ عملية التعلم عندما يُطلب إحداث تغيير في شكل الأداء اللغوي بعد إنتاجه Production.

    بينما يُعد الاكتساب مسؤولاً عن توليد Initiate الكلام وطلاقة Fluency المتحدث. وهكذا يُعتقد أن النموذج الموجِّه Monitor Model يُعِدّ المخرجات قبل إنتاج الكلام كتابة أو نطقاً والتي يولدها أساساً النظام اللغوي المكتسب. ولمزيد من توضيح النموذج السابق يمكن القول بوجود نظامين معرفيين منفصلين لدى المتعلم. يُسمى النظام الأول، وهو الأهم، النظام المكتَسب Aqcuired System ويتشكل من قدرات خاصة، بتعلم اللغة، موجودة لدى الإنسان إضافة إلى معرفة لغوية لا شعورية Unconcious مكتسبة من قواعد اللغة المتعلَّمة، أما النظام الثاني فيُدعى النظام المتعلَّم Learned System ويتشكل نتيجة للتدريس والتعليم في المؤسسات التربوية، وهو شعوري مُدرَك Concious، ويقوم بدور المراقب والموجه Monitor للنظام المكتَسب، ولتفعيله يَشترط كراشن ما يأتي: (1) توفر الوقت الكافي لاستعمال قواعد اللغة، (2) التركيز على الشكـل أو سلامـة اللغـة، (3) معرفـة القواعد اللغوية .