2. المقاربات الوضعية الكمية و التأويلية الكيفية المستخدمة في دراسة جمهور وسائل الإعلام
*أمام هذا الاختلاف الذي ظهر من أجل تفسير الظواهر الإنسانية ،برز تياران فكريان في حقل بحوث الاتصال يختلفان في دراسة الظاهرة الاتصالية وذلك حسب طبيعة المسلمات العلمية التي انطلق منها كل تيار(الوضعي ،والتأويلي).
بالنسبة للتيار الوضعي برر موقفه انطلاقا من الاعتماد على تشبيه الظاهرة الإنسانية بالظاهرة الطبيعية وعليه فإن بحوث الاتصال تستند إلى الرؤية الوضعية والامبريقية وهذا ما تبنته بعض براديغمات الاتصال الكبرى كالبنائية الوظيفية، والسبرنيطيقا والسلوكية،التي تهدف إلى تكميم الظاهرة الاتصالية،أما التيار التأويلي فيفند مبررات التيار السابق لأنه يؤمن بالعمليات العقلية للإنسان ويفسر الظواهر الاتصالية عن طريق عمليات الفهم والتأويل بعيدا عن التجربة المعملية التي لا تتيح إمكانية المعايشة للواقع ومشاركته وفهم ظواهره المتنوعة والمتعددة،ويندرج ضمن هذا التيار براديغمات توظف في بحوث الاتصال،تتمثل أساسا في النظرية النقدية، والظاهراتية، والتفاعلية الرمزية،البنيوية.