2. أصل الأفارقة

من خلال إطلاعنا على بعض الكتابات العربية التي أرخت لأصل الأفارقة، نلاحظ أنها لم تختلفوا كثيرا في أصل الأفارقة، فالبعض منهم قد أرجع أصلهم إلى السبئيين(الحميريين)  أي جدهم سبأ بن حام ، هؤلاء كانوا يعيشون في اليمن قبل أن يطردهم الأشويون منها، ومنهم من يرى أنهم ينتمون إلى الفلسطينيين أي جدهم مصرائيم بن حام، حيث هاجروا إلى إفريقيا حين طردهم الأشوريون، أما الرأي الثالث فيدعي أن الأفارقة كانوا يسكنون بعض جهات آسيا، فحاربتهم بعض الشعوب المعادية لهم، ففروا إلى بلاد الإغريق الخالية آنذاك من السكان، ثم تبعهم الأعداء فعبروا بحر المورة واستقروا بإفريقيا ، وهذا فيما يتعلق بالأفارقة الذين استوطنوا شمال إفريقيا.أما الأفارقة السود فإنهم جميعا من نسل كوش بن حام بن نوح، والملاحظ أنه مهما اختلفت ملامح ومظاهر الأفارقة البيض والسود، فإنهم ينتمون إلى نفس الأصل أي أنهم من نسل حام سواء كانوا بيضا أو سودا.

  • ما يهمنا هنا هو شعوب بلاد السودان؛ تسميهم المصادر العربية بالسودان، وإليهم تنسب بلاد السودان، كما يعرفون باسم الزنوج، ينسبهم المسعودي إلى الحاميين، أما إبن خلدون فقد نسبهم إلى ولد حبش بن كوش بن حام ويقسمهم إلى أقسام وهم: النوبيون وهم أبناء نوبة بن كوش بن حام، والزنوج هم أبناء زنجي بن كوش بن حام ، أما القسم الثالث فهم سائر السودان الذين ينتمي إليهم السودان الغربي، حيث قال:"السودان أصناف شعوب وقبائل، أشهرهم بالمشرق الزنج والنوبة، يليهم الزغاوة، ويليهم الكانم، ويليهم من غربهم كوكو وبعدهم التكرور ويتصلون بالبحر إلى غانية".
  • المتفق عليه من روايتي المسعودي وابن خلدون أن السودان ينحدرون من ولد كوش بن حام ، وكوش هو أول انسان ذو بشرة سوداء من ذرية نوح عليه السلام، لذا نلاحظ أن جل المصادر العربية تسمي السودان بالكوشيين، يبدو أن الموطن الأصلي للسودان عند هجرتهم الأولى إلى إفريقيا كان سواحل المغرب الأقصى ونتيجة قدوم شعوب عمالقة بيض من سوريا ، خاضوا حروبا مع السودان فدفعوهم نحو جنوب الصحراء.
  • وهناك روايات تقول بأن الهجرات نحو الجنوب بسبب طبيعي وهو الجفاف الذي حل بالصحراء الكبرى مما دفع بهذه الشعوب السودانية المزارعة تتوجه نحو  نهري السنغال والنيجر  بحثا عن مصادر الري. ثم أخذت في التوسع إلى غاية أن بلغت السودان الأوسط والشرقي.