3. النظرية الانتقالية
في عام 1929 قام وارين تومسون Warren Thompson بتجميع بيانات عن المتغيرات الديموغرافية لبعض دول أوروبا، ويقصد بالتحول الديمغرافي هو: الانتقال من حالة إرتفاع معدلات الخصوبة والوفاة إلى انخفاض معدلات الخصوبة والوفاة. وهناك من يعرفه على أنه الانتقال من نظام تقليدي للتوازن الديمغرافي حيث تكون معدلات الولادات والوفيات في مستويات أعلى إلى نظام عصري للتوازن الديمغرافي تكون فيه معدلات الولادات والوفيات في مستويات أدنى، ويمكن تتبع تطور هذا التحول عبر ثلاثة مراحل هي:
1- المرحلة الأولى: وهي مرحلة سابقة للنمو الإقتصادي " المرحلة البدائية "، وفيها تفترض النظرية أن هناك توازن في حجم السكان عند معدلات زيادة طبيعية منخفضة والناتجة عن إرتفاع معدلات الخصوبة والوفيات، حيث يرجع إرتفاع معدلات الوفيات في ظل إنخفاض مستوى الخدمات الصحية والتطعيم وغيرها من العوامل تدفع بالمجتمع إلى تبنى سلسلة من الإجراءات للحفاظ على الخصوبة عند مستويات مرتفعة وذلك من أجل عملية الإحلال أي تعويض عدد الوفيات بعدد المواليد، وإلا فإن المستويات المرتفعة من الوفيات سوف تؤدى إلى إنخفاض أعداد السكان، وشيئا فشيئا يزول المجتمع، غير أنه بمرور الوقت تأخذ الوفيات في الانخفاض عند توافر الاساليب الصحية وهو ما يؤدى الى الموقف الذى ترتفع فيه مستويات الخصوبة وتقل مستويات الوفيات، وهكذا يحدث اختلال في توازن المرحلة الاولى وهو ما يدفع بالمجتمع نحو المرحلة الثانية.
2- المرحلة الثانية: وهي مرحلة بدايات النمو الإقتصادي " المجتمع الصناعي "، وفي هذه المرحلة يحدث نمو سكاني سريع ناجم عن عدم التوازن بين أنماط إنخفاض معدلات المواليد ومعدلات الوفيات، حيث يكون إنخفاض معدلات الوفيات أكبر من إنخفاض معدلات المواليد وهو ما يدفع بالنمو السكاني نحو الزيادة وهنا حدث ما يطلق عليه بالانفجار الديموغرافي.
3- المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التحضر والنمو الإقتصادي " التطور التكنولوجي "، وفي هذه المرحلة يأخذ أفراد المجتمع في محاولة التحكم في مستويات المواليد )استجابة لانخفاض معدلات الوفيات(، مما يدفع بحجم السكان بصورة مستمرة نحو التوازن عند المستويات المنخفضة من الوفيات.
تعقيب: لَتأخذ النظرية في الإعتبار ثلاثة عوامل لها تأثير أساساً في سلوك الخصوبة، العامل الأول يتمثل في الهجرة والثاني في تأثير السياسة السكانية الحكومية على مستويات الخصوبة وثالث عامل يكمن في العامل الثقافي والديني.