5. المبحث الرابع:الأسباب اهتمام المسلمين بالفلسفة اليونانية وتأثرهم بها:
الأول: دخول الفلسفة اليونانية عن طريق الروايات التي نسبت كذباً وزوراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دخلت هذه الفلسفة –بالروايات -عن طريق المسلمين الذين كانوا من أهل الكتاب، ومن تأثر بهم من المسلمين؛ فمن هذه الفلسفة التي شكلت بعد ذلك عقائد عند المسلمين، ولدخول المرويات اليهودية والنصرانية-وهي نسخة من الفلسـفة اليونانية .
الثاني: المكائد المدبرة للمسلمين من قبل أهل الكتاب لنسف عائـد الإسـلام وتمريـر عقائدهم المحرفة المنسوخة من فلسفة اليونان والإغريق، بمعنى أنّ هناك كيد من قبل أهل الكتاب لتمرير عقائدهم، وهذا واضح من الاسـتقراء التـاريخي، ويؤيـده قولـه جـل وعلا:(كُلَّمَا ْ أَوْقَدُوا ً نَارا لِّلحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّـهُ لاَ يُحِـبُّ الْمُفسدين (المائدة .64
الثالث: الانبهار بما عند أهل الكتاب: قد انبهر المسلمون بما عند أهل الكتاب منذ فتـرة متقدمة جداً، وقد لمع هذا الانبهار في فترة جمع الروايات، مما دخل الكم الهائل منها في كتب السنة عند المسلمين.
الرابع: محاولة الدفاع عن عقائد المسلمين ضد العقائد الوافدة سواء مباشرة من خـلال أطروحات اليهود والنصارى العقائدية، أو من خلال الروايات المدسوسة، ولمّا كانت في حقيقتها هي صدى للفلسفة اليونانية لزم أن يستخدم نفس المنهج في الردّ علـيهم، إلا أنّ هذا العمل كرّس في الوقت نفسه الانبهار والتأثر بالفلسفة اليونانية إلى حد الأخذ بكثير من مفاسدها وضلالاتها.